فى ذكرى (زبيدة ثروت) العندليب لم يحبها، و(منى بدر) اتهمتها بالتزوير في جمالها !
كتب: أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى الثامنة لرحيل النجمة (زبيدة ثروت) التى رحلت عن حياتنا يوم 13 ديسمبر عام 2016، واشتهرت بأنها صاحبة أجمل عيون في السينما المصرية، وقدمت حوالي 27 فيلما سينمائيا بعضهم يعتبر من أشهر أفلام السينما المصرية.
صادف الحظ (زبيدة ثروت) من بداية مشوارها، حيث أعجب بها المنتج السوري الشهير (صبحي فرحات) وتزوجها، وقدمها في عدة أفلام من إنتاجه تركت علامات بارزة في مشوارها.
وهذه الأفلام هي (يوم من عمري) بطولة عبدالحليم حافظ، و(في بيتنا رجل) بطولة عمر الشريف، و(لا شيئ يهم) بطولة نور الشريف، وغيرها.
وفي كل عام في ذكراها لا يجد كثير من الزملاء ما يكتبونه عن (زبيدة ثروت) إلا أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أحبها، وطلبها للزواج، لكن طلبه قوبل بالرفض من والدها.
وهذه القصة ملفقة، وغير حقيقية جملة وتفصيلا، لأن (زبيدة ثروت) بعد دخولها الفن بسنوات قليلة تزوجت من الضابط البحري (إيهاب الغزواي)، وخلال هذه السنوات لم تلتقي بالعندليب مرة واحدة.
زواجها من (إيهاب الغزاوي) لم يستمر طويلا، وفي عام 1961 تزوجت من المنتج الشهير (صبحي فرحات) واستمرت معه حتى بداية السبعينات، وبالتالي وبشيئ من المنطق، لم يطلبها العندليب للزواج!
لأنه وفي حوارات كثيرة طوال فترة الستينات أعترف أنه لم يحب!، كما أنه كان غير صالحا للزواج منها ولا من غيرها!
زبيدة ثروت أميرة البحر
ولدت (زبيدة ثروت) فى مدينة الأسكندرية يوم 14 يونيو عام 1940 لأب ضابط بحري، وفى طفولتها سميت (بأميرة البحر) لأن والداها كان قد ألبسها وهى فى الرابعة من عمرها رداء البحرية.
وظهرت بهذا الرداء فى احتفال عيد الزهور، وكانت تقف فوق إحدى العربات وتلوح بيدها للجماهير التى كانت تحتشد على جانبى كورنيش الأسكندرية.
وفى سن العاشرة بدت عليها موهبة الرسم، حيث رسمت لوحة بريشتها تعبر عن عاطفة الأمومة حصلت من خلالها على جائزة مهمة جعلتها تعشق فن الرسم.
ولم يكن حلم التمثيل يراودها على الإطلاق، وعندما كان أحد يسألها ماذا تريدن أن تكونى يا (زبيدة) عندما تكبرين؟، كانت تردد أمام زميلاتها وأفراد عائلتها: (أحب أكون صحفية).
(نعيمة عاكف) سبب حبها للفن
ذات يوم اصطحب والد (زبيدة ثروت) إلى السينما لأول مرة، وشاهدت فيلم (العيش والملح) بطولة (نعيمة عاكف) وسعد عبدالوهاب، فخرجت مسحورة بالفيلم، وبأداء (نعيمة عاكف).
ومن يومها تحولت أحلامها من الصحافة إلى الشاشة، وأصبحت تتمنى أن تكون نجمة سينمائية مثل (نعيمة عاكف) التى عشقتها ودأبت على حضور أفلامها.
أجمل فتاة فى الشرق
فى سن الخامسة عشرة أطلت (زبيدة ثروت) على أهل السينما لأول مرة من خلال مباراة أقامتها مجلة (الجيل) لانتخاب (أجمل فتاة فى الشرق) التى تقدمت للاشتراك فيها هى وشقيقتها التوأم (حكمت)، والتى تكبرها بعشر دقائق فقط.
وأجمعت اللجنة التى كان يرأسها الرسام المشهور (بيكار)، وتتكون من المثال (جمال السجيني)، والفنان التشكيلي والرسام (عزالدين حموده)، على أن هناك مشتركتين فقط، من بين عشرات المشتركات يجب أن يتم اختيار إحداهما ملكة لجمال الشرق.
وهما (زبيدة ثروت)، والمتسابقة (منى بدر) ـ التى ظهرت بعد ذلك مع عبدالحليم حافظ في فيلم (فتى أحلامي) – وقال (بيكار) رئيس اللجنة: (إن الآنسة زبيدة جميلة حقا، ولكن جمالها غير شرقي، وأنا أقترح اختيار المتسابقة (منى بدر).
وصل هذا الرأي للصبية الحلوة (زبيدة ثروت)، وفي أول مقابلة بينها وبين (بيكار) قالت له: (يا أستاذ بيكار اختاروا اللى انتوا عيزينها، لكن ما تقولشى إن جمالى مش شرقي، تفضل حضرتك وبص فى عيني، هترى أنهما عينان شرقيتان مائة بالمائة)!
وأعجب (بيكار) بجرأة الفتاة، وبعد فرز رسائل القراء، فازت (زبيدة ثروت) باللقب، وظهرت صورها على غلاف مجلة (الجيل)، لكن وكما جاء في مجلة (الجيل) نفسها طعنت (منى بدر) بالتزوير!
وقالت : إن (زبيدة ثروت) اتفقت مع جميع أصدقاء عائلتها، وجميع أقاربها على إرسال أكبر عدد ممكن من الخطابات لتأييد انتخابها).
وفحصت لجنة فرز الأصوات اعتراض (منى بدر) وأعادت النظر في الخطابات التى أيدت ترشيح (زبيدة ثروت)، ولكنها لم تعثر على دليل واحد يؤكد الطعن!
وكان غلاف مجلة (الجيل) هو مدخل (زبيدة ثروت) إلى عالم السينما، حيث لفت جمالها أنظار العاملين فى الوسط الفنى من منتجين ومخرجين، فاستعان بها المخرج الكبير (محمد كريم) في فيلمه (دليلة) عام 1957 بدور كومبارس متكلم!.
الطريف أن حلوة العينين (زبيدة ثروت) لم تنس لمجلة (الجيل) هذا الفضل، وعندما أصبحت نجمة سينمائية ملء السمع والبصر، أصرت عام 1959 على اشتراك الكاتب الصحفى الكبير (موسى صبرى) رئيس تحرير المجلة فى فيلمها (شمس لا تغيب).
حيث لعب دوره فى الحياة، ولم تقتصر على هذا فقد استعانت أيضا بأستاذنا (ثروت فهمى) المحرر الفنى بالمجلة ليلعب هو الآخر دورا مهما فى الفيلم .
شادية سر استمرارها فى الفن
شاركت (زبيدة ثروت) فى دور بسيط أقرب إلى الكومبارس فى فيلم (دليلة) لعبدالحليم حافظ وشادية (كما ذكرنا)، ورغم سعادتها البالغة بالاشترك فى هذا الفيلم لإعجابها الشديد بالعندليب الأسمر الذى كان بدأ يخطو خطوات واسعة فى السينما.
ويصبح فارس أحلام كثير من الفتيات، لكن سعادتها لم تكتمل!، وكاد الفيلم يصبح أول وآخر فيلم تشارك فيه، حيث انفجر فيها مخرج الفيلم (محمد كريم) أثناء إجراء (التيست).
وقال لها كلمات غاضبة مما جعلها تنهار فى البكاء، وتترك الاستديو، وتخرج هاربة، وفى نيتها عدم العودة مرة أخرى إليه، وترك التمثيل نهائيا، والتفرغ لدراستها فى كلية الحقوق.
لكن النجمة الكبيرة (شادية) بطلة الفيلم، والتى كانت موجودة بالصدفة فى البلاتوه خرجت وراءها مسرعة، وطيبت بخاطرها.
وأعطتها أول درس فنى فى مشوارها حيث قالت لها: (عليك أن تتحملى غضب المخرج، لأنه يرى أفضل منك، ولدية خبرة أكبر منك، وعندما تسمعين كلامه، وتصبرين على انفعالاته، هذا سيجعل منك ممثلة كبيرة).
وبالفعل عادت (زبيدة ثروت) إلى الاستديو، وأكملت تصوير مشهدها وكان هذا الفيلم هو البداية وتوالت أفلامها، وأعمالها الفنية.