(لبنى عبد العزيز الخالدي).. جميلة الدراما السعودية التي تجيد أدوار الشر!
بقلم الكاتب الصحفي: محمد حبوشة
من أهم مزايا فن التمثيل، أن الأدوات التي يستخدمها الممثل في عمله (أي أدوات التعبير) ليست منفصلة عنه كما هى الحال لدى الرسام (ألوان)، الموسيقي (الآلة التي يعزف عليها)، إن الممثل ذاته يعتبر أداة تعبيره، وهو في ذات الوقت خالق ومخلوق، أي مبدع ولوحة إبداعية، ولكي نفهم هذه الازدواجية يجب أن نحدد أو نعرف بماذا تتلخص لعبة الممثل عند الفنانة السعودية (لبنى عبد العزيز الخالدي).
إن جوهر فن التمثيل هو في خلق الممثل للشخصية الدرامية من خلال خلقه لمختلف الأفعال والأحداث الإنسانية التي تميز الشخصية، لذا يجب على الممثلين أن يلموا بالعواطف والمواقف والدوافع الإنسانية حتى يتمكنوا من القيام بأدوارهم على نحو جيد، وأن يكونوا قادرين على التعبير عن هذه العناصر حتى يتم للمشاهدين فهمهم .
ومن الممثلات اللائي يمتلكن القدرة على الإحساس الصادق والتعبير المتقن والقيام بأدوار الشر على نحو جيد يتسم بالإبداع الحقيقي الفنانة (لبنى عبد العزيز الخالدي) التي أصبحت (جوكر أدوار الشر) في الدراما التلفزيونية السعودية الأخيرة.
أصبحت (لبنى عبد العزيز الخالدي) لا تنافسها زميلة لها على شاشة الدراما السعودية في أدوار الشر المطلق، كما جاء في دوريها المهمين في مسلسلات (جريمة قلب، بيت العكنبوت، خريف القلب) حيث لعبت فيه جميعا دور الشريرة المتسلطة، وهى المتجهمة في ثوب ثعبان قاتل يبث سمومه في كل مشهد تؤديه بطريقة ناعمة.
وتمكنت (لبنى عبد العزيز الخالدي) من أن تترك بصمة واضحة مع متابعى الدراما السعودية، بخلطه بين الشر والتسلط في ثوب مثير للغاية، كما في مسلسل (خريف القلب)، فشخصية (فرح) التي تقدمها (لبنى) تثير التساؤلات بسبب إصرارها على خيانة زوجها (راشد) مع أم ابنتها الحقيقية (شوق) ، رغم ميراث الكره بينهما.
وتثبت (لبنى عبد العزيز الخالدي) حاليا في مسلسل (خريف القلب) أنه من أهم مزايا فن التمثيل، أن الأدوات التي يستخدمها الممثل في عمله (أي أدوات التعبير) ليست منفصلة عنه كما هى الحال لدى الرسام (ألوان)، الموسيقي (الآلة التي يعزف عليها)، إن الممثل ذاته يعتبر أداة تعبيره، وهو في ذات الوقت خالق ومخلوق، أي مبدع ولوحة إبداعية.
جوهر فن التمثيل عندها
ولكي نفهم هذه الازدواجية، يجب أن نحدد أو نعرف بماذا تتلخص لعبة الممثل، إن جوهر فن التمثيل هو في خلق الممثل للشخصية الدرامية من خلال خلقه لمختلف الأفعال والأحداث الإنسانية التي تميز الشخصية، كما تجلى ذلك واضحا في أعمال (لبنى عبد العزيز الخالدي) الثلاثة التي قدمتها حتى الآن، ولعل أبرزها في مسلسل (بيت العنكبوت).
لهذا تبدو لي (لبنى عبد العزيز الخالدي) من الممثلات اللائي يملتكن القدرة على الإلمام بالعواطف والمواقف والدوافع الإنسانية حتى يتمكنن من القيام بأدوارهم على نحو جيد، وأن يكونن قادرات على التعبير عن هذه العناصر حتى يتم للمشاهدين فهمهم .
وفي كل الأحوال يجب على الممثل أن يبلغ نفس حالة الإلهام التي يعيشها المؤلف أوالرسام أو الموسيقي، تماما مثل حالة النجمة السعودية (لبنى عبد العزيز)، التي تتألق حاليا في مسلسل (خريف القلب)، فأصبحت (جوكر دراما الشر في السعودية) بجدارة أدائها الاحترافي على مستوى سلامة الأفعال ومنطقها الفني.
وعلى جناح السحرية التي مكنتها من تقمص شخصية سيدة الأعمال (فرح) في مسلسل (خريف القلب)، وهى هنا تؤدي دروها بشكل احترافي من خلال لغة جسد موحية ونبرة صوت معبرة استطاع من خلالها ترويض الشخصية في عملية الكلام والحركات والسكنات.
لذا بدا فعل التقمص عند (لبنى عبد العزيز) من خلال عملية ذوبانها كممثلة إنسان وانصهارها بذات الممثل الشخصية، وهذا الذوبان احتاج من (لبنى) إلى توظيف علاماتي تحويلي تحولت فيها صفات وسلوك ومشاعر الشخصية التي تؤديها وما يتعلق بعناصر التعبير الداخلية والخارجية من علاماته كممثل إنسان إلى علامات الممثل الشخصية.
وعند هذا الحد يأتي فعل التقمص عندها بأداء بعيد عن ميزات وخصائص شخصية الممثل الإنسان عن طريق عملية التحول إلى الصدق والإيمان، بحيث تتطابق مع الحقيقة العامة وتحقيق فعل الإيهام الذي انعكس على المشاهد بحيث تحول من متلقي إلى مستقبل متعاطف مندمج مع مستوى الأداء التمثيلي المتقمص من جانب (لبنى عبد العزيز الخالدي).
فهى قادرة على الذوبان في الشخصية والنفاذ تحت جلدها، كما تجسد ذلك من حركات وإيماءات وإشارات فسرها المشاهد لحساب شخصيتها الأسره في التقمص وفقا لمفهوم التمثيل الحقيقي عند (ستانسلافسكي) وغيره من عملاقة التمثيل والإخراج.
عمق الموهبة التي تمتلكها
التركيز على لغة الجسد يبدو عند (لبنى عبد العزيز الخالدي) في تجسيدها في أي شخصية عمق الموهبة التي تمتلكها تؤديها يشير إلى أنها تتعامل معه لا بوصفه جسدا يتحرك، وإنما جسد يفكر وينتج ليصنع التوازن المنشود مع الروح والواقع، وهو بهذا يلبي بالضرورة كل معاني الجمال التي أشار إليها (جروتوفسكي) في نظريته الشهيرة.
تلك التي شرحها تحت عنوان (في طبيعة فن التمثيل ومعناه وأدواته)، ما يعكس براعة (لبنى) في التقمص والولوج إلى الشخصيات، وهذا مايشير إلى عمق الموهبة التي تمتلكها، لأنها تنقل العمل الفني إلى درجات أرقى من المستويات العادية ولو كان ذلك على جناح الشر كما فعل (بيت العنكبوت).
(لبنى عبد العزيز الخالدي) هى مذيعة عربية برزت في مجال الإعلام خلال السنوات الأخيرة، ولدت ونشأت في بيئة عربية، فقد ولدت لأب سعودي وأم مصرية من حى إمبابة الشعبي بالقاهرة.
انطلقت في مسيرتها الإعلامية في وقت مبكر من حياتها، لتصبح واحدة من أشهر الوجوه الإعلامية في العالم العربي، حتى أصبحت شخصية إعلامية معروفة تميزت بحضورها القوي وأسلوبها الراقي في تقديم البرامج التلفزيونية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام من إحدى الجامعات السعودية.
بدأت مسيرتها المهنية كمقدمة برامج في القنوات المحلية، وسرعان ما نالت شهرة واسعة بفضل أسلوبها المتميز واحترافيتها في تقديم البرامج، تتمتع بشخصية جذابة وقدرة على التفاعل مع الجمهور، مما جعلها تحظى بمتابعة كبيرة.
ومن خلال تأثير بيئتها الاجتماعية والعائلية، اكتسبت (لبنى عبد العزيز الخالدي) العديد من القيم والمبادئ التي انعكست في طريقة تقديمها للبرامج والتعامل مع الجمهور، ولكنها تعتبر أصولها العربية جزءا مهما من هويتها، حيث ساعدتها خلفيتها الثقافية الغنية على التميز في تقديم المحتوى الإعلامي الهادف.
بدأت (لبنى عبد العزيز الخالدي) مسيرتها الإعلامية في سن صغيرة، حيث عملت كمذيعة للأخبار والبرامج الحوارية التي تتناول قضايا المجتمع والسياسة، ولذلك، برزت لبنى بشكل لافت للنظر من خلال أسلوبها المتميز في التقديم واللباقة في التعامل مع الضيوف والمشاهدين.
وذلك من خلال مهارتها في التواصل مع الجمهور وتقديم المحتوى الإعلامي بطريقة مشوقة، استطاعت أن تجذب اهتمام الكثيرين.
قدمت العديد من البرامج الناجحة
قدمت (لبنى عبد العزيز الخالدي) العديد من البرامج الناجحة، وعرفت بإطلالاتها الراقية وثقافتها الواسعة، ما جعلها نموذجا يحتذى به للمذيعات الشابات.
عام 2019 كان عاما مميزا في مسيرة (لبنى عبد العزيز الخالدي) الإعلامية، خلال هذا العام، قدمت مجموعة من البرامج التي لاقت استحسان الجمهور، وتمكنت من ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الإعلاميات في الوطن العربي، ولأن أداؤها المهني في هذا العام جعلها تحظى بتقدير واسع من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء.
(لبنى عبد العزيز الخالدي) هى نموذج للإعلامية المثقفة والناجحة، تمكنت من إثبات نفسها في مجال مليء بالتحديات، واستطاعت بفضل موهبتها وثقافتها أن تصبح واحدة من أبرز الأسماء الإعلامية في الوطن العربي، ولكن، تميزها لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة لجهد وعمل دؤوب وتفان في تقديم الأفضل.
ولهذا تعتبر (لبنى عبد العزيز الخالدي) رمزا للإعلام الراقي والهادف، حياتها المهنية مليئة بالإنجازات، وحياتها الشخصية مثال للالتزام والتوازن.
قدمت (لبنى عبد العزيز الخالدي) مجموعة متنوعة من البرامج التلفزيونية، بما في ذلك البرامج الحوارية والوثائقية، حيث تناولت مواضيع مهمة تهم المجتمع، استطاعت أن تكون صوتًا للعديد من القضايا الاجتماعية، مما أكسبها احترام الجمهور والنقاد.
تقول (لبنى عبد العزيز الخالدي): الشيء الذي أحرص عليه دائما هو أن العمل الجديد لا يشبه العمل القديم الذي قدمته، بمعنى ألا أظهر للناس في إطارين متتاليين متشابهين، ولكن من الممكن أن أعود للتكرار في المستقبل من خلال قصة مختلفة، بمعنى أعمل دَور شر الآن، وبعدها بعامين أعمل دَور شر آخر بطريقة أخرى.
وما أحرص عليه أيضاً، هو عدم وجود أدوار متشابهة متتالية؛ بحيث لا أسكن في إطار واحد ومحدد، ويهمني أكثر تأثير الشخصية التي أقدّمها في القصة.
لذا لابد لك أن تلحظ مغامرات (لبنى عبد العزيز الخالد) جميلة ومدروسة وفي محلها وفي وقتها، كما ينعكس ذلك في مسلسل (خريف القلب)، ولهذا يحصد مشاهدات كبيرة جدا، وأيضا تفاعلا كبيرا جدا؛ لصناعته بطريقة احترافية جدا.
وفي النهاية لابد من تحية تقدير واحترام للنجمة السعودية (لبنى عبد العزيز الخالدي) التي استطاعت من خلال ثلاثة أعمال درامية تلفزيونية فقط أن تثبت جدارتها كممثلة سعودية، كما أثبتت جدارتها في مجال الإعلام، وأتمنى أن تنتبه لها شركات الإنتاج المصرية، والمخرجين الذين سيرون فيها خامة جيدة تلعب أدوارا مهمة في قلب الدرما المصرية.