بقلم الكاتب والأديب: محمد عبد الواحد
من بين الإحدى عشر زيجة التي تزوجها (إيهاب نافع).. ورغم أن من بين هذه الزيجات زوجة (رأفت الهجان).. و(أم دودى الفايد).. إلا أن الزيجة الثانية له من الفنانة (ماجدة الصباحي) هى الزيجة الأشهر والأكثر تأثيرا في حياته.
في هذا التوقيت كانت (ماجدة) في أوج تألقها الفني.. تحيطها هالة لامعة من النجومية.. وقد تعددت الحكايات حول بداية العلاقة بينهما، منها ما راوه بنفسه أنها بعد لقائهما الأول في مبنى المخابرات أبدت لابن خالته المخرج (محمود ذولفقار) رغبتها في الزواج من (إيهاب نافع).
والقصة الأخرى أن المخابرات وضعته في طريقها بوسامته المعهودة ليتزوجها وتدخله عالم الفن فيسهل تحركه في مهماته المخابراتية بعيدا عن صفته الرسمية.. والقصة الأقرب الى الحقيقة هي ما روته ماجده بنفسها.
و قد رأت (ماجدة) النجم الوسيم (إيهاب نافع) للمرة الأولى في أروقة المخابرات وهو يصحبها للبحث كما طلبت عن قصة تصلح للسينما.. و قد وقع اختيارها على قصة (جميلة أبو حريد) المجاهدة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.. بعدها تكررت زيارات (إيهاب نافع) لها في الاستديو أثناء تصويرها للفيلم الذى أخرجه يوسف شاهين.
في حفل ضخم بالسفارة الروسية في مصر أقيم على شرف الرئيس الروسى (خروشوف).. وفى حضور رائد الفضاء ذائع الصيت (يورى جاجارين).. كان (إيهاب نافع) مكلفا بمرافقة ابنة (خروشوف) أثناء زيارتها لمصر.
وفي الحفل تقابل (إيهاب نافع) مع (ماجدة) مرة أخر .. ليذكرها بنفسه.. و استطاع خلال الحفل بقوامه الممشوق وابتسامته التي لا تنقطع أن يستولى على مشاعرها خاصة حينما أبدى له اهتمامه البالغ بها.. مفضيا لها أنه يعرف عنها كل شيء بدءا من يوم ميلادها وعنوان سكنها وكل التفاصيل حتى عن أشقائها.
حينما خرجت (ماجدة) مع سكرتيرتها من الحفل فوجئت بإطارات سيارتها فارغة ليتقدم (إيهاب نافع) إليها عارضا عليها توصيلهما إلى سكنهما.. اعترضت (ماجدة) في البداية، غير أن ترحيب سكرتيرتها بالعرض وإصرار (إيهاب نافع) عليه دفعها في النهاية للرضوخ و ركوب سيارته.
(إيهاب) يبدى إعجابه بماجدة
في الطريق استمر (إيهاب نافع) يبدى إعجابه بها على المستوى الفني والشخصى .. اسفل العمارة التي تسكن بها، وقبل خروجها من سيارته طلب منها أن تسمح له بزيارتها في مكتبها.. لم يكتف بذلك.. وإنما استمر بشكل يومى في الاتصال بها في تليفون البيت حتى عرفت جميع الأسرة باسمه و إعجابه.
وفى إحدى زياراته اليومية لها في مكتبها صارحها بحبه ورغبته في الزواج بها لتثور (ماجدة) في وجهه تسأله هل يظنها مطارا يهبط فيه بطائرته وقتما يشاء؟.. وأنه حتى في المطار لابد من الاستئذان بالهبوط والحصول على السماحية!!.. ليجبها مبتسما بأنه هبوط اضطراري.
تسرب الخبر للصحافة عن قرب ارتباط عذراء السينما المصرية.. و كان (إيهاب نافع) في هذا التوقيت يبنى فيلته الجديدة في المعادى.. و لحين الانتهاء منها كان لابد من العثور على شقة.. وقد عثرا عليها بالفعل في عمارة (جوهرة النيل) بإطلالتها المميزة على النيل.
تم إعلان الخطوبة وإقامة الحفل الضخم على ظهر باخرة نيلية حضره معظم فنانين السينما المصرية.. وقد تقرر إقامة حفل الزفاف في اليوم التالى لانتهائها من تصوير دورها في فيلم (بائعة الجرائد).
استغلت والدتها هذه الفترة بالسفر إلى الكويت حيث أخواتها من عائلة الصباحي واشترت لوازم (ماجدة) الشخصية وعلى رأسها فستان الزفاف.. كان حفل الزفاف هو الأضخم في العالم بعد حفل زفاف (أميرة موناكو)، وقد أقيم بقاعة (ألف ليلة وليلة) في فندق هيلتون.
وقد بلغ به شدة الزحام الزحام أن استغرق صعودها درجات بسيطة على سلم القاعة ساعات بينما أغشى على والدتها بين الجموع ، وتم سحبها بالكاد قبل أن تختنق لعلاجها.. أحيا الحفل كبار الفنانين منهم (شريفة فاضل ومها صبرى وهدى سلطان و شفيق جلال ونجوى فؤاد وسهير زكي) وغيرهم.
سافر العروسان لقضاء شهر العسل ما بين لندن وباريس .. بعد عودتهما بدأ (إيهاب نافع) في تكرار رحلاته المستمرة إلى الخارج، سواء لرحلات مرتبطة بعمله أو رحلات لعمل صفقات تجارية.. متنقلا بين أمريكا وإنجلترا.
ورغم أنه لم يكن ينقطع عنها باتصالاته ورسائله، إلا أنها لم تكن سعيدة لبعدها عنه وقد وصفت إحساسها في هذه الفترة بأنها كمطار مركزى لرحلاته.
(ماجدة) تدفع به لدخول السينما
بدأت (ماجدة) الدفع بإيهاب لدخول السينما منذ فترة الخطوبة، وقد بررت حماستها لذلك بأنها لا تريد أن يشعر بأنه (جوز الست)، وإنما أن تصنع له نجومية مستقلة تتوازن مع نجوميتها.
وقد عرضت عليه ذلك استغلالا لوسامته وقبوله السينمائي فوافق ليشاركها أول أفلامه (هجرة الرسول)، والذى اضطره للحصول على إذن بالموافقة من جهاز المخابرات مقر عمله في هذا الوقت.
تلى ذلك مشاركته لها فيلم (القبلة الأخيرة) من إخراج ابن خالة إيهاب المخرج (محمود ذوالفقار).. و بعد الزواج شاركها فيلم (الحقيقة العارية)، الذى تم خلاله تسجيل مراحل عدة من مراحل بناء السد العالى و تصوير آثار النوبة قبل إزالتها.
كان (إيهاب نافع) يضيق بتدخلات (ماجدة) المستمرة في أدائه التمثيلى حتى أن المخرج (عاطف سالم) عقب لها قائلا: (سيبيه هو يؤدى الدور بطريقته لأن تدخلك المستمر بخيليه يأديه بطريقتك انتي).
ورغم نجاح (إيهاب نافع) في التمثيل وقد أصبح مطلبا للعديد من المنتجين والمخرجين، إلا أنه كان يفضل عليه دائما عمله كطيار ورحلاته إلى الخارج لإتمام أعماله التجارية في رحلات مستمرة تسببت في خلق شرخ و تباعد في علاقته بماجدة حتى دفعها في النهاية لتكرارها طلب الطلاق منه.
ماجدة كررت طلبها بالطلاق
لكنه كان يتهرب في كل مرة من تحقيق طلبها.. وحينما استقر في بيروت لفترة طويلة سافرت (ماجدة) إليه، وفي الفندق كررت طلبها فوعدها بالتنفيذ حين العودة.. وتدخلت والدته بأن أحوله مع (ماجدة) لا تعجبها. ومن الطريف أن والدته التي كان يعشقها بجنون صاحت فيه: (ريد أن أصفعك على وجهك .. لكنك طويل)، فرفعها إيهاب على كرسى و صفعته.
وفي النهاية رضخ للطلب وقام بتطليق (ماجدة) وهو يبكى بحرقة ويقبل ابنته ()غادة التي أمسكت بملابسه وهو يغادر البيت حاملا حقائبه بعد زواج استمر لأربع سنوات.
رغم الطلاق .. و زواجه بـ 9 زيجات بعدها بينما لم تتزوج هى بعده لم تنقطع الصلة الفنية بينهما.
حيث شاركها بطولة فيلم (النداهة) مع شكرى سرحان، وتاليف د. يوسف إدريس.. وفي زواجه الأخير استولت زوجته بتوكيلات عامة على معظم أملاكه مستغلة مرضه بالشلل الرعاش لتطالب الدولة بعلاجه على حسابها.
وقامت بحبسه في إحدى الغرف وقطعت عنه كل طرق الاتصال بأولاده وأصدقائه حتى انهارت ابنته (غادة) فسارعت (ماجدة) إلى تحريره من محبسه ونقله إلى مستشفى القوات الجوية.
وداومت على زيارته هناك، حيث كان دائما فاقد للوعى لكنه حينما كان يفيق للحظات ينظر خلالها إلى (ماجدة) ويبتسم .. بينما (غادة) إلى جانبه لا تنقطع عن قراءة القرآن فيمسك بيدها ويقبلها ليرحل بعد أربعين يوما من دخوله الى المستشفى عام 2006 عن عمر 71 عاما.