رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: محمود نصر.. مصر في ذلك العصر (2)

كان الناس يفرحون جدا لأنني شقيق أهم شخص في الدولة

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

حينما حكى لى (محمود نصر) عن إلقائه في المعتقل دون ذنب.. وأنه ليس من ذوى الاهتمامات السياسية واإما كل اهتماماته تنصب على ميوله الجنسية سألته :

وكيف كنت تعيش حياتك يا أستاذ (محمود نصر)؟

كنت أقضي حياتي متسكعا بين شوارع القاهرة.. متفرغا لاصطياد بعض السيدات المنحرفات.. حذرني البعض من أنهن يحملن المرض.. هداني تفكيري ألا أنام إلا مع من ليس لها تجربة مع  الجنس من قبل..

بدأت آخذ سيارتي الفخمة.. وأتجه بها إلى أي مدرسه إعداديه بنات.. انتظر خروج الطالبات الصغيرات.. أفحصهن بنظراتي وخبرتي.. انتقي أجملهن بشرط أن تكون بسيطة في ملبسها حتى أتأكد من أنها فقيرة..

أتابعها بالسيارة حتى منزلها.. أرسل من يتحرى عنها ليعودوا لى  بتقرير شامل عنها وعن أسرتها.. أتجه الى أسرتها وأعرفهم بنفسي.. يفرحون جدا لأنني شقيق أهم شخص في الدولة وبعبع الجميع (صلاح نصر)..

تتوالى  طلباتهم ..وظيفة..  شقه.. الانتقام من صديق أو جار.. أحكام يريد التخلص منها.. كنت أعد الجميع لحل مشكلاتهم.. وتكون المفاجأة التي تسعدهم جميعا.. الباشا الذي يحقق احلامهم  – و  هو أنا –  يطلب يد الفتاه الصغيرة جدا  التي تعيش بينهم..

تتم الموافقة بشكل جماعي حماسى حتى أنهم  يتبادلون تقبيل بعضهم البعض مهنئين بينما تنطلق الزغاريد تهز أركان الحي الشعبي الذي يقيمون فيه فيه.. أقدم لفتاتي الصغيرة جدا الدبلة.. والشبكة.. ثم آخذها للفسحها لتى تنتهى في  الشقة التي استأجرتها لهذا الغرض..

معظمهم  كانوا يرفضون أخذ أي مقابل مالي مني لأني شقيق (صلاح نصر)

شقيق اللواء (صلاح نصر)

تتكرر الفسح حتى أشبع منها.. لأبدأ مع غيرها.. إذا حملت إحداهن.. أذهب بها إلى أي طبيب نساء مهما كانت شهرته فلا يستطيع أن يمانع في عمل عملية إجهاض.. خصوصا عندما يعلم أنني شقيق اللواء (صلاح نصر).. حتى أن معظمهم  كانوا يرفضون أخذ أي مقابل مالي مني..

 يكمل (محمود نصر) حديثه لي بشكل آلي.. و دون أن يهتز له رمش واحد..

آخر مرة أصطاد فيها تلميذة صغيرة كانت القاصمة..  فتاة جميلة صغيرة.. كنت انتظرها كالعادة أمام المدرسة.. تابعتها وخطبتها وأخذتها إلى الفسح المعتادة.. عندما شعرت بالملل منها تركتها.. حضرت لي أمها في الشقه ترجونى أن أسلمها ملابس ابنتها ..

وافقت بشرط أن  أمارس الجنس معها.. رفضت أمها في البداية الدخول إلى الشقة.. وقالت لي وهى تنتحب – لو سمحت يا محمود بيه أنا عايزه اللبس بتاع بنتي وكل واحد يروح لحاله.. مش عايزه فلوس.. ولاعايزه منك أي حاجه غير لبسها.. البنت اتعودت عليه ومش هاتعرف تعيش من غيره ..

سأعطيك كل ملابسها التي عندي وهى كلها مستوردة وبعشرات الآلاف من الجنيهات.. بشرط أن أنام معك.

رفضت في البدايه تماما.. بعد مفاوضات وافقت.. دخلت بها  إلى حجرة.. لأن الشقة في هذا الوقت كان بها فتاه صغيرة أخرى من إحدى المدارس الإعدادية.. ظللت أعتدي علي هذه السيدة لساعات أحسست خلالها أنني أتعامل مع جثه..

بعد أن شبعت منها رميت لها  ملابس ابنتها.. أثناء خروجها من الشقه.. وهى تهبط أول درجه من درجات السلم.. التفتت لي تنظر طويلا بعيونها التي تشبه كاسات الدم من كثرة البكاء و هى تردد: حسبي الله و نعم الوكيل فيك.. وفي كل اللي زيك.. ربنا ينتقم منك ويذلك قادر يا كريم زي ما ذلتنا.

وفعلا استجاب الله لها وعاقبني بالحبس هنا في تهمة لم أرتكبها .

كان (محمود نصر) مصابا  بالهوس والسعار الجنسي.. والهستيريا الجنسية.. قلت له: وماذا تفعل هنا في المعتقل بدون البنات؟

كنت أنتقي القطط السيامي الجميلة

القطط السيامي الجميلة

أستعيض عن ذلك  بالقطط السيامي التي تملأ جنبات المعتقل؟

ضحكت: قطط ؟.. كيف ؟

أنتقي القطط الجميلة.. أقدم لها الزبادي فوق ترابيزه مرتفعة بعض الشئ.. أقف بينما تقف القطة وظهرها لي..

كنت اتركه بعد حديثه مسرعا إلى أي مكان أتقيأ فيه.. كرهت هذا المخلوق.. انقطعت عنه.. حاول أن يكلمني فرفضت تماما.. في بعض الأوقات كنت أمر على زنزانته وعندما أجدها مغلقة عليه أكتب له بالقلم الرصاص قصيدة قصيرة أشتمه بها..

حاول أن يعثر على من يكتب عنه هذه الألفاظ البشعة.. راقب الزنزانة عن طريق فتحه في باب الزنزانة إلي أن اكتشف أنني أنا الذي أكتب كل هذه الأشعار كانت القصيدة الأخيرة  التي كتبتها على بابه  : ،، قطر الإفراج فاتك..

وخروجك بموتك

يا محمود يا نصر..

داهيه تخرب بيتك..

في بعض الأوقات كان يفتح (محمود نصر) باب الزنزانة ليجد أمامه خطابات تهديدات من بعض الإخوان الذين عذبوا علي يد شقيقه (صلاح نصر).. كان يظن  أنني صاحب الخطابات كما أننى صاحب الأشعار.. 

تقدم إلى  اللواء (عبد العال سلومة) قائد المعتقل  بمذكره يتهمني فيها أنني أنتوى قتله.. ذيل  المذكرة بطلب نقله إلى السجن الحربي هربا مني.. حضرت لجنة من أمن الدوله للتحقيق..

كنت أكتب قصيدة شتيمة لمحمود نصر على جدران زنزانته

قصيدة على حائط الزنزانة

واجهنى المحقق بتهمه كتابه الشعر المؤذي على زنزانة (محمود نصر).. أنكرت التهمه وأخبرته أنني لم أكتب الشعر منذ صولي إلى المعتقل.. أخبره (محمود نصر) أن القصيده ما زالت موجوده على حائط الزنزانة.. ذهب معنا المحقق فلم يجد شيئا على باب الزنزانة أو على حائطه لأنني قمت بمسح ما كتبته..

لم نجد شيئا.. فكيف تتهم (إبراهيم رضوان) بأنه كتب عنك شعرا يسبك فيه ؟

 رد في حيرة: هو شطبه

ماذا كان يقول في القصيدة المكتوبة علي زنزانتك؟.. هل حفظت شيئا منها؟

 نعم.

 أسمعنا .

اعتدل في جلسته وهو يقول كتب على زنزانتي:

محمود يا نصر يا ابن الكلب يا وسخ..

ينعل أبوك إبن كلب وسخ..

كتمت الضحك وأنا  أقول للمحقق – هذا الذي يقوله.. شعر فصحى.. وأنا شاعر عامية

قال لي المحقق: أنت بريء من التهمه.. يبدو أن حبسه في الزنزانة الانفراديه قد ضرب عقله بحاله هذيان.

و

أكل المعتقل

نـــخ الــحــصــــان.. بــالــعـــــدس.. والخبيزه

والــقــلــب نـــخ.. بــفــعــل شـــريـــان تــاجــي

أنــا قــلــت مــش عــايــز (ســريــر) يا عزيزة

ولا لـقـمـة سـخنو.. هـــاتـــي عُــشــر عــلاجــي

………………………………………………..

فـى ( الـفـرن ).. جِـبْـت الـعـيـش عـشان زملائي

الطــعــم كــان (عــلــقــم).. وكــان حــلالـيـفــىي

فــــى الــحــلــم.. بــالأشــعــار .. ركـبـت بُــراقـي

ومــشــيـــت عــلــى قــســوة قــــزازك حـــافــــي

………………………………………………..

فـــى الــجــردل الــمــلــيــان بــلــحــمــة عـجوزة

أنـــا شـــفـــت صـــورتـــك بــالـجـونـلـة الـسـودة

الــطــفــل مــــش عـــايـــز خــــــلاص بـــــــزازه

عــــايــــز يـــقـــول (رأيُـــه) فــى قلب الروضة

………………………………………………..

الـــــرز كــــان أســـمــــر.. بـــيـــشــبـــه قـمـحك

يـــومــهـــا رمــيــتــه يـــا مــصــر.. فوق أطباقك

عمري ما هاقدر لـــحــظـة واحـــدة أســــامـــحــك

لـــكــــن.. هـــاجــمــع م الــبــــلاد أشـــــلائــــــك

………………………………………………..

يــا أمي.. كــــان طـــعــــم (الــســبـانـــخ) أزرق

يا اللى انتى لــونــــك كــــان بــيــشــبــه لـــونــــى

ما اقدرش تـــانـــى بـــيــن عـــيــونـــك أغـــــــرق

ولا يــــوم هــاتــرضـي بـنــزوتـــي .. وجــنــونـي

………………………………………………..

بــلاص عــســل .. يــا مـصــر .. حـامـض جـــدا

جـــوه الـطـبـق .. بــيـنــادى ع اللـــــى يـجـوعوا

(القاشيّه) أبدا.. مش هاتصبح (مــعـــدن)

ولا يوم هاسامح.. مَـــن ضــربــنــى بــكــوعـــه

………………………………………………..

جـــوه الـصــفــيــحـة الــســودة.. جِـبـنـة قديمة

لــو أفـــوت عـــلـيـهـا.. تصيبنى بالـحـسـاسيّــة

جــوابـــات بــتــوصــــل.. كـلـهـا مـخـتــومـــة

يا (نومة).. شافها (اللوطي).. رومانسيّه

………………………………………………..

 (الــتَـــوْتَــــو) الــمــلــيـــان بـــجــــازك دايـــمـا

أخــــدوه.. هـــدفــهـــم.. يــقــتــلـوا فـى مزاجى

على نار دمــوعـــى الشاي هــايــصــبـح أحــســن

إوعـــى تــقــولــى خــفــيــف.. بــلاش إحـراجــي

………………………………………………..

الأكـــل بـــارد كــــلــــه.. إمــــتــــى هـــا يـسـخـن

يــــا أم الــشــعـــور الـــبـــارد.. الـــمُـــتــدنـــــــي

أنـــا كـــل يـــــوم.. رغـــم الـمـصــايـــب أتــخـــن

فـــى الــسـجــن بــس ازاى هــاكــــون مــتــهــنــى

………………………………………………..

إعــزمــنــي يــا اللـى زاروك.. على (البسطرمة)

أو أى شــــئ مــطــبـــوخ.. يــِرُم ف عــضــمــي

م الــعــضــم.. كـــل الـصـحـبـة صَــبـحـت طــرمــة

وكـــــــأن سِـــيــدى الـوالـــي.. قـــاصــد هــدمـــي

 ………………………………………………..

يا رب .. يا هادي العباد ارحمنى

من كل ظالم.. من سنين الزحمو

لو لسه مش شاْيِفنِّى.. آه ترجمنى

فسرنى ليهم تانى .. كلمة بكلمة

………………………………………………..

اشتقت يا امه لأكله من أكلاتك

حتى ولو كانت رغيف مع مَيَّه

ليه كل ما تجينى ألاقى سُكاتك

قاطع لسانى بِسِيفُه .. طاعن فىّ

………………………………………………..

آه يا طبق مقفول بفول مِتْلَغَم ..

بالسوس وما أدراكَ باللى قرفنى

غمضت عينى فى لحظه يمكن أحلم

أتاريه سعادة الباشا كان كتفنى

………………………………………………..

يا معدتئ .. الله ها يبقى ف عونك

طول ما الحياه مرفوعه للى خلقنا

أكل الحمير ازاى يا صابره يصونك

والجرح خرقك.. زى ما هُو خرقنا

………………………………………………..

على كل حال يا مصر برضه باحبك

بس انتى. مش قادره تِحِبِّى بِنِينِك

دا مش كلامك .. أيوه دا مش قلبك

إيه اللى خَلَّى السجن بيننا وبينك

من كتاب (مدد.. مدد)

سيرة ذاتية لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.