(جمال سليمان) نقدم عرض (الفيل يا ملك الزمان) برؤية عصرية مصحوبة بالغناء
كتب: أحمد السماحي
بعد 23 عاما من غيابه عن المسرح، يعود النجم السوري الكبير (جمال سليمان) للوقوف اليوم الخميس 28 نوفمبر على خشبة المسرح القطري من خلال العرض المسرحي (الفيل يا ملك الزمان).
العرض من تأليف الكاتب الراحل سعد الله ونوس، وإخراج الفنان السوري ماهر صليبي، ويتم عرضه ضمن فعاليات مهرجان (الغرة الثقافي) للآداب والفنون في الدوحة في قطر.
ومن المقرر أن تشارك في هذا العمل أيضاً الفنانة السورية (يارا صبري) ضمن طاقم الإخراج، حيث ستعمل كمساعدة مخرج.
ومنذ أيام شوق (جمال سليمان) متابعيه من خلال حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، وإنستجرام)، لمسرحية (الفيل ياملك الزمان)، حيث شارك مقطع فيديو، ظهر فيه برفقة المخرج ماهر صليبي، وزوجته يارا صبري.
وكشف فيه عن موعد العرض المرتقب يومي 28 و29 نوفمبر الجاري في المدينة التعليمية بالعاصمة القطرية الدوحة.
ويشارك إلى جانب (جمال سليمان) في البطولة، الفنان الأردني رشيد ملحس، والفنانة سهير صالح بدور الراوية، إضافة إلى عدد من الممثلين السوريين مثل: (فرح الدبيات، وميراي جحجاح، ومؤيد الخراط).
جمال سليمان والفيل يا ملك الزمان
(شهريار النجوم) دق باب النجم السوري الكبير (جمال سليمان) ليحدثنا عن عودته مجددا للمسرح، بعد تقديمه لدور (سيف الدولة) في رائعته (المتنبي) تأليف عملاق المسرح اللبناني منصور الرحباني، وإخراج مروان الرحباني.
وبطولته مع مجموعة كبيرة من النجوم منهم (كارول سماحه، غسان صليبا، وصباح عبيد، جيلبير جلخ، جوزيف نصر، نزيه يوسف) وغيرهم.
(جمال سليمان) أعرب لنا عن سعادته الغامرة بالعودة مجددا للمسرح من خلال نص للكاتب السوري الكبير الراحل سعد الله ونوس، وبرؤية معاصرة من المخرج ماهر صليبي الذي طور النص، وأدخل عليه بعض التعديلات لتتناسب مع الوقت الراهن.
خاصة وأن المسرحية كتبت في ستينات القرن الماضي، وبالتالي اشتغل عليها ماهر صليبي ليقدمها بشكل معاصر، يتناسب مع المتغيرات العصرية الحالية، وأضاف إليها ملمح جديد وهو الموسيقى والغناء (لايف).
وصرح (جمال سليمان) أن مسرحية (الفيل يا ملك الزمان) تحكي حكاية ملك ظالم له فيلًا يجعله فوق الرعية، أطلقه في المدينة فراح ينكل بها، ويدهس أطفالها، ويسير فوق الرعية، وكأنها بساط لأقدامه، ويدمر أراضيها، ويهرس مواشيها، ويدمر بيوتها، ويطرح سكانها أرضا.
ونتيجة هذه الأفعال المزعجة والخطيرة يجتمع أهل المدينة أو الرعية، وبعد خلافات كثيرة بينهم في الرأي، يقرروا مقابلة الملك، والشكاية على الفيل.
وعندما يصلوا للملك الذي يسكن في قصر فاخر، ينقلب موقفهم تماما، ويعبروا عن حبهم الشديد للفيل، والمفارقة الساخرة التى لم تخطر في بال الملك، هى أن يزوجوا الفيل من فيلة لينجبوا عشرات الأفيال، ماذا سيحدث للفيل، وأهل المدينة؟! هذا ما ستجيب عليه أحدات المسرحية التى ستعرض اليوم في قطر.
وأكد (جمال سليمان) في نهاية تصريحاته أنه يجسد دور (الملك)، وأن الحكاية، حكاية تراثية قديمة ذات عبرة ومعنى، مقدمة بشكل لطيف وجذاب ومسلي وجماهيري يتخللها الموسيقى والغناء.
العرب وإسرائيل في المسرحية
من المعروف أن مسرحية (الفيل يا ملك الزمن) البعض قرأها على أنها رؤية من الكاتب السوري الكبير سعد الله ونوس، الغرض منها عمل إسقاطًا على واقع الاستعمار الاسرائيلي في فلسطين.
من هؤلاء الكاتبة الفلسطينية (مها زيادة) التى قالت: أن الملك هو الحامي للفيل، تماما كما يمكن إحالة صورة الفيل في المسرحية للاحتلال الإسرائيلي الذي يسلب الناس أراضيها وبيوتها ويقتل أطفالها.
إذ تصور المسرحية صورة لدهس أحد الأطفال تحت أقدام الفيل ووالدة الطفل المكلومة، في صورة مشابهة لإجرام قتل الأطفال على أيدي الاحتلال الاسرائيلي.
أما الملك فيعكس صورة الأنظمة العربية المناصرة للاحتلال الصهيوني وتدعم وجوده، فلا تكترث لكم القتل والتنكيل الذي يحدث في فلسطين على حساب المصالح الاقتصادية والسياسية مع الاحتلال.
وسكان المدينة يعكسون صورتين في سياقين، الأولى واقع الفلسطيني المكلوم على أبنائه الشهداء وأرضه ولا يملك حقوقه، وذلك في صورة المرأة التي يدهس طفلها وآخر يفقد أرضه، وثالث يصبح طريح الفراش بعد أن يرفسه الفيل بأقدامه.
أما الثانية فتنعكس عند مقابلة الرعية للملك الطاغي لتشكوا له الفيل المستبد فتصاب بالخرس وتقبل بالخنوع والرضوخ، حتى يطلب زكريا – أحد الرعية – تزويج الفيل وتدليله.
وترضخ بقية الرعية خوفًا من حاكمها، في صور مشابهة للشعوب العربية الصامتة على الظلم وهو ما يعكس استمرارية الظلم بسبب الفيل.