(حسين فهمي).. الوسيم الذي أعاد كثير من أفلام نجوم السينما الأمريكية والفرنسية والإيطالية (4/5)
* أفلامه في منتصف السبعينات لا تنبيء عن اختيار حقيقي لمواهبه التمثيلية!
* في السبعينات كان في حاجة للعمل مع يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، حتى يتوهج كممثل.
* جسد في (شوق) نفس الدور الذي جسده رشدي أباظة في (إمرأة في الطريق) لكن الأخير تفوق عليه.
* أفلام (دمي ودموعي وابتسامتي)، و(الأخوة الأعداء) و(المذنبون) أكدت أن الولد الوسيم ممثل جيد للغاية، لكنه في حاجة إلى من يديره.
* في أفلام (الفاتنة والصعلوك، والدموع الساخنة، ونساء في المدينة، ألف بوسة وبوسة، وحلوة يا دنيا الحب) مجرد أفلام، ومجرد أدوار
بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم
مازالنا نواصل رحلة النجم الوسيم (حسين فهمي) مع السينما، وقد قدر له أن يعمل مع مجموعة هامة من المخرجين منهم (أشرف فهمي، كمال الشيخ، وسعيد مرزوق فيما بعد).
لكنه كان في حاجة إلى العمل مع صلاح أبو سيف، الذي عمل معه (محمود يس) أكثر من مرة وأيضاً (يوسف شاهين) ــ الذي عمل معه فيما بعد ــ، لذا فإن قائمة أفلامه في منتصف السبعينات لا تنبيء عن اختيار حقيقي لمواهبه التمثيلية.
فقدم أفلام من نوعية (نغم في حياتي) لبركات، (مين يقدر على عزيزة) إخراج أحمد فؤاد، و(نساء تحت الطبع) لنيازي مصطفى، و(شوق) لأشرف فهمي أيضاً .
ولأننا نميل إلى المقارنة دوماً فمن خلالها وضع ميزان للجودة، فإن الدور الذي جسده (حسين فهمي) في (شوق) هو نفسه الذي تفوق به رشدي أباظة في (إمرأة في الطريق)، لكن لاشك أن أشرف الذي قدم الممثل في أفضل حالاته في النصف الأول من السبعينات ليس هو عزالدين ذوالفقار!
تناقض في الاختيارات والأدوار
رغم ذلك فإن محطات (حسين فهمي) في (دمي ودموعي وابتسامتي)، و(الأخوة الأعداء) و(المذنبون) هى التي أكدت أن الولد الوسيم الأنيق، أيضاً ممثل جيد للغاية، إنه في حاجة إلى من يديره.
وإلى أن يجد نفسه في إطار منافسة، فالأفلام الثلاثة المذكورة مليئة بنجوم آخرين، وأخرجها مخرجون متميزون هم بالتوالي (حسين كمال، وحسام الدين مصطفى، وسعيد مرزوق).
وقد تباينت الأدوار هنا، من الزوج الذي يطلب من امرأته الحلوة أن (تتساير) مع رئيسه في العمل، كي تتاح له فرصة الترقي، ثم لا يلبث أن يتمرد على كل هذه المواقف.
وهو أيضاً الابن الأكبر الذي ينافس أباه على قلب غجرية جميلة، فيموت الأب مقتولاً، وتنسب التهمة إليه، وهو منها براء، أما (المذنبون) فهو خطيب لممثلة ملتهبة جنسياً، يقتلها بدافع الغيرة .
هناك رغم الاختلاف في الأدوار، امرأة وغيرة ، ومشاعر متناقضة كفيلة أن تخرج من الممثل، قدرته على التمثيل، في الوقت نفسه رأينا (حسين فهمي) في ما يسمى (مجرد أفلام) أو (مجرد أدوار).
ومنها (الفاتنة والصعلوك، والدموع الساخنة، ونساء في المدينة، ألف بوسة وبوسة، وحلوة يا دنيا الحب).
حسين فهمي وآلان ديلون
ظل (حسين فهمي) مرتبطاً بأدوار مميزة، أو أقل تميزاً مع مخرجيه المفضلين، ومنهم (بركات) الذي لم يكن هو نفسه في أحسن حالاته في تلك المرحلة.
وإذا رجعنا لمسألة المقارنة، فإن الأفلام المقتبسة التي جسدها، تجعلنا نقارن بين أداءه، وأداء الممثل الأمريكي، أوالفرنسي، أو الإيطالي الذي قام بأداء نفس الشخصية، مثل دور (كريم) الذي جسده حسين فهمي في فيلم (ليالي ياسمين) ونفس الدور جسده لورانس أوليفيه حيث جسد دور (كاري).
كما جسد (حسين فهمي) دور (جلال) في فيلم (ومن الحب ما قتل)، وجسد لويس جوردان دور (جولي)، وفي فيلم (دعوني أنتقم) جسد دور (محمود)، وهو نفس الدور الذي جسده النجم الفرنسي (آلان ديلون) في فيلمه ( البنادق الكبرى).
وجسد (حسين فهمي) دور (عبدالحميد) في فيلم (إمرأة بلا قيد)، وهو نفس الدور الذي جسده النجم العالمي جلين فورد في ( كارمن )، وفي فيلم (ليلة بكى فيهاالقمر) جسد نفس دور جيمس ماسون في فيلم (مولد نجمة).
وفي فيلم (صراع العشاق) جسد نفس الدور الي جسده النجم الكبير (جريجوري بك) في فيلم (صراع تحت الشمس ) وفي فيلم (وضاع حبي هناك) جسد نفس الدور الذي لعبه النجم الإيطالي ماشيلوماستروباتي في فيلم (عباد الشمس) .
ولا نقول أن الميزان يميل إلى كفة الممثل الأجنبي، لكن لاشك أن الممثل المصري (حسين فهمي) اجتهد بشكل ملحوظ وكان في بعض الأحيان لا يقل توقداً عن صنوه الأمريكي، أو الفرنسي، أو الإيطالي.
ولكن الغريب أن المنتج، أوالمخرج الذي أصر على التعامل مع الممثل، وضعه في إطار الوسيم، الطيب، أوالشرير ، لم ينزع عنه هذه الوسامة، أو يلبسه أي زي تاريخي، أو أن يضعه في قالب مختلف ، فهو الزوج ، أو العاشق ، في أغلب الأحيان.