(نقطة حوار) يسلط الضوء على (العنف) الذي تتعرض له نساء العالم
كتبت: سدرة محمد
تزامنا مع إحياء الأمم المتحدة، اليوم (الاثنين) 25 من نوفمبر، لليوم العالمي للقضاء على (العنف) ضد المرأة، يناقش برنامج (نقطة حوار) على قناة (bbc) العربية هذه القضية الإنسانية، حيث يسليط الضوء على (العنف) الذي تتعرض له النساء على مستوى العالم، وإحياء الالتزامات الدولية لإيقاف العنف ضد النساء وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.
ويؤكد خبراء الأمم المتحدة أن (العنف) ضد المرأة يعد (أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا في العالم. وعلى مستوى العالم، تعرضت ما يقرب من واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي /أو الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتها).
وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن (امرأة واحدة تُقتل كل عشرة دقائق)، ولهذا شهد اليوم الدولي للقضاء على (العنف) ضد المرأة بداية انطلاق حملة (اتحدوا!) الأممية، وهى حملة توعوية تمتد على مدار 16 يوما من النشاطات والفعاليات الرامية إلى مناهضة العنف ضد المرأة، تنتهي في يوم 10 ديسمبر/كانون الأول.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أن آفة (العنف) ضد المرأة تنتشر في أماكن مختلفة، بما في ذلك أماكن العمل والمساحات عبر الإنترنت، كذلك تفاقمت هذه الآفة بسبب الصراعات.
تمويل حركات حقوق المرأة
وعن سبل الحل، يناقش الخبراء من ضيوف برنامج (نقطة حوار) كيف تكمن في (الاستجابات القوية، ومحاسبة الجناة، وتسريع العمل من خلال استراتيجيات وطنية جيدة الموارد، وزيادة التمويل لحركات حقوق المرأة).
ويؤكد الخبراء أن ظواهر (العنف) ضد المرأة تشتد وطأتها مع زيادة رقعة الصراعات، وفي بعض الأحيان يُستخدم العنف ضد المرأة كسلاح في الصراعات الداخلية.
ويعبر مسؤولون في الأمم المتحدة عن صدمتهم وإدانتهم لتزايد (العنف) القائم على النوع في السودان، بما في ذلك العنف الجنسي ضد الفتيات والنساء النازحات واللاجئات.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى تعرض (نحو سبعة ملايين امرأة وفتاة في السودان لخطر (العنف) الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي)، بما في ذلك جرائم الاغتصاب الجماعي.
ويقول ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان (محمد الأمين)، إن (بعض النساء صارت لديهن مواليد نتيجة لتعرضهن للاغتصاب، وأن بعض الناجيات لم يفصحنْ عن تعرضهن لتلك الانتهاكات وأخفين الأمر عن أسرهن خوفا من العار والوصمة).
ويضيف الأمين أن (بعض النساء وصلن إلى مرحلة من اليأس دفعتهن إلى محاولة الانتحار”.
اندلاع الصراع في السودان
ويشير الممثل الأممي إلى القفزة الكبيرة في أعداد النساء اللاتي أصبحن عرضة للعنف بعد اندلاع الصراع في السودان.
قائلا: (قبل بداية الصراع كانت تقديرات الأمم المتحدة في السودان تفيد بأن حوالي 3 ملايين امرأة وطفلة يمكن أن تكون عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي سنة 2022، في الوقت الحالي سنة 2024، العدد بلغ تقريبا 6.9 مليون امرأة وفتاة من الممكن أن تتعرض لهذا العنف).
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن خطر (العنف) الجنسي يزيد بالأخص عندما تتنقل الفتيات والنساء بحثا عن مناطق أكثر أمنا، مؤكدين أن (هناك حاجة ماسة لزيادة المساعدة في مواقع استقبال النازحين واللاجئين في المناطق المتضررة في السودان، وكذلك في دول الجوار).
وتواجه المؤسسات الحقوقية معضلة الإحصاء الدقيق لعدد من تعرضن لعنف خلال فترات الصراعات لعوامل عدة، منها أولا: عدم وجود الفرق في الميدان، ثانيا: حساسية الموضوع، ثالثا: لأن أكثر الناجيات لا يبلغن عن ممارسات العنف التي يتعرضن لها.
وما رصدته المنظمات الحقوقية في السودان يوجد بمستويات مختلفة في المناطق الأخرى التي تشهد صرعات ونزاعات وعدم استقرار.
ويعتبر (العنف) ضد المرأة انتهاكا لقوانين ومواثيق حقوق الإنسان، وتتعرض النساء، على الصعيد العالمي، لأنواع مختلفة من العنف، في الغالب من قبل الشريك الحميم، ما يؤثّر سلبا على صحتهن.
ويتخذ العنف الموجه ضد المرأة أشكالا عدة منها: (العنف الجسدي، والعنف الجنسي، والعنف النفسي، والزواج القسري والمبكر، انتهاء بالقتل).
ويؤثر العنف سلبا في صحة المرأة سواء الجسدية، أو النفسية، أو الجنسية، أو الإنجابية،
ويقول خبراء علم النفس أن النساء اللاتي يتعرضن للعنف قد يشعرن بمشاعر سلبية مثل الشعور بالذنب، والخوف والعجز والوحدة، وانعدام الأمن، والتوتر، والقلق.
كذلك، تزداد احتمالية إصابتهن باضطرابات نفسية مثل اضطراب الإجهاد الحاد، واضطراب ما بعد الصدمة، واضطرابات القلق، وتعاطي الكحوليات والاكتئاب، لذلك، يُمثل الدعم النفسي أهمية قصوى لمساعدة النساء اللاتي يتعرضن للعنف.