تعرف على سر بكاء (فيروز) على (محمد فوزي)، الذي غني ورائها كورس هو ويوسف وهبي؟!
إعداد: أحمد السماحي
صديقي القارئ ونحن نحتفل بعيد ميلاد جارة القمر (فيروز) هل تعلم أن (محمد فوزي، ويوسف وهبي وأمينة رزق، ومديحة يسري) غنوا وراءها كـ (كورس)؟!
وهل تعلم أن (محمد فوزي) أشاد بصوت (فيروز) وتوقع لها النجاح، وأنها ستكون واحدة من نجمات الغناء في العالم العربي لو أخلصت في عملها؟!
تعالى بنا نعود أولا إلى عام 1966، حين زارت عصفورة الشرق (فيروز) مصر، وجاءها خبر وفاة (محمد فوزي)، ونعرف ماذا حدث؟ وماهى ظروف زيارتها لمصر، والأماكن والأشخاص الذين زارتهم فيروز؟!
في عام 1966 وكما جاء في بعض الصحف والمجلات تجددت زيارة جارة القمر (فيروز) لمصر مرة أخرى، بعد زيارتها الأولى عام 1955، وكانت الزيارة الثانية بناء على دعوة من (أمين هويدي) وزير الإرشاد القومي.
والذي وجه الدعوة لفيروز والأخوين رحباني، وعندما جاءت (فيروز) إلى مصر كانت حدثت تغييرات وزارية وجاء (محمد فائق) وزيرا للإرشاد القومي.
ويوم 15 أكتوبر استقبلت مصر للمرة الثانية جارة القمر، وفي هذه الزيارة كان معها شقيقتها (هدى حداد)، والأخوين رحباني، ونزلوا جميعا في فندق (النيل)، وكانت الأسرة اللبنانية حديث الصحافة المصرية طوال مدة أقامتهم التى أستمرت أسبوعين.
ورتبت لهم وزارتي الإرشاد، والسياحة، العديد من الزيارات الترفيهية والثقافية والفنية في مصر، كانت أول الزيارات إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، حيث التقت (فيروز) والأخوين رحباني كلا من محمد أمين حماد رئيس التليفزيون، ثم عبد الحميد الحديدي مدير الإذاعة، ثم المذيع الشهير أحمد سعيد مدير صوت العرب.
فيروز تشاهد هدية العمر
كان من أهم الزيارات التى حدثت لـ (فيروز والأخوين رحباني) هى رؤيتهم للأوبريت المسرحي الغنائي (هدية العمر) قصة إحسان عبد القدوس، إعداد الأوبريت للمسرح يوسف السباعي، وإخرج فتوح نشاطي.
وبطولة (كارم محمود، ليلى جمال، سيد الملاح، تيتا صالح)، وكتب أشعار الأوبريت الشاعر حسين السيد، ووضع الألحان محمد الموجي، ووزع الأغاني، ووضع موسيقى الرقصات عبد الحليم نويرة.
وكان الأوبريت يُقدم في عرض موسيقي حي على مسرح دار (الأوبرا الملكية) بقيادة المايسترو (شعبان أبو السعد)، الطريف أن مدة عرضه كانت إنتهت لكن نظرا لحب الأخوين رحباني، وفيروز، لمشاهدة العرض، إتمد عرضه أسبوعا.
زيارة محمد عبدالوهاب
كانت الزيارة الثالثة لفيروز والأخوين رحباني إلى منزل الموسيقار محمد عبدالوهاب، وفي هذه الزيارة اصطحب عاصي الحلاني معه تسجيل لمسرحيتهم (أيام فخر الدين) واستمع إليه عبدالوهاب، وأعجب بموضوع وأغنيات المسرحية، ودار نقاش طويل بعد الاستماع بين عبدالوهاب والأخوين رحباني.
بعد هذه الزيارة كان موعد الأسرة الرحبانية مع وزير الإرشاد (محمد فائق) في مكتبه بمبنى الإذاعة والتليفزيون، واقتُرح فكرة فيلم بطولة (فيروز)، على أن يشارك فيه بالتلحين الأخوين رحباني، ومحمد عبدالوهاب.
ووضع (فائق) للفيلم عنوان مؤقت حمل إسم (بوابة الدموع) عن القضية الفلسطينية، على أن تنتجه المؤسسة العامة للسينما، وحظي الاقتراح بموافقة مبدئية بعد أن وعدهم نجيب محفوظ رئيس مؤسسة السينما، الذي كان حاضرًا، على أن يبحث الفكرة.
كما دعتهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم على العشاء في منزلها، ومعهم الموسيقار محمد عبدالوهاب.
كما شاهد الأخوين رحباني و(فيروز)، وهدى، فرقة (رضا) التى قدمت عروضها على مسرح البالون.
عكاشة وجبران وفيروز
من الزيارات المهمة أيضا لفيروز والأخوين رحباني، زيارتهم لوزير الثقافة الدكتور ثروت عكاشة، الذي دار بينه وبينهم حوارا طويلا وممتعا عن أعمال الشاعر اللبناني جبران خليل جبران، وتحدث معهم عن أهمية وقيمة هذا الشاعر اللبناني، واستمتاعه الشديد برائعة (أعطني الناي) التى غنتها فيروز من ألحان نجيب حنكش.
سر بكاء فيروز
يوم 20 أكتوبر كان من المقرر أن تلبي فيروز وشقيقتها هدى، والأخوين رحباني دعوة معهد الموسيقى العربية، حيث دعهم مدير معهد الموسيقى العربية (أحمد شفيق أبو عوف لحفل أقامه خصيصا لهم في المعهد، لكن الحفل تم تأُجيله إلى يوم الأربعاء 26 أكتوبر، وذلك بعد إعلان خبر وفاة الفنان (محمد فوزي) في برلين.
وتأثرت (فيروز) لسماع خبر رحيل (محمد فوزي) الذي كان واحدا من الذين أشادوا بصوتها عام 1954، بعد أن إستمع إليها هو وزوجته الفنانة مديحة يسري ويوسف وهبي، وأمينة رزق.
وهي تغني أغنيتها الشهيرة (يا با لا لا) التى كانت تقول تغنيها بمصاحبة الكورس، حيث يقول مطلعها:
كورس: يابا لا لا لا، بتريدي تحاكينا أم لا؟
كورس: راح بتردي علينا أم لا.
كورس: يعني ما بتحبينا؟
فيروز: لا.
كورس: ولا بتحبي غنانينا؟
فيروز: لا.
كورس: ولا راح بتردي علينا.
فيروز: لا.
فيروز: لا يا با لا لا لا.
وغنتها (فيروز) وكان يصحبها يومها عاصي الرحباني على البزق ويومها عمل محمد فوزي ومعه زوجته مديحة يسري، ويوسف وهبي وأمينة رزق كورس وراء (فيروز).
وبعد انتهاءهم من الغناء أشاد محمد فوزي بصوت (فيروز)، وتوقع لها النجومية والشهرة في حال أخلصت لفنها.
تذكرت (فيروز) كل هذا عندما سمعت خبر رحيل (محمد فوزي)، وبكت بشدة، وكتبت الصحف عن تأثر (فيروز) وبكائها بسبب رحيل محمد فوزي.