(ذو الفقار المطيري): (ظلال من رماد) يحكي حكاية إنسانية عراقية ويعيد فتح جروح قديمة
كتب: أحمد السماحي
(ذو الفقار المطيري) مخرج عراقي شاب قدم حتى الآن حوالي 10 أفلام روائية، ووثائقية، ما يميز أفلامه أنها تجيد العزف على المشاعر، وتتطرق لأدق التفاصيل الإنسانية.
ومنح (ذو الفقار المطيري) مشاهدين أفلامه متعة رائعة وهم يتابعون أعماله المشغولة على نبض أحلامهم وأمالهم وانكساراتهم والمنحوتة جماليا من الواقع.
منذ أيام انتهى من تصوير فيلمه السينمائي الجديد (ظلال من رماد) انتاج جامعة الحلة، ونقابة الفنانين العراقيين، فرع بابل، سيناريو خضير الرميثي، مدير التصوير عماد مصطفى ، تصويرعلي ناظم.
وصوت كرار أحمد، إدارة فنية سلمان الشيخ، ترجمة حسين طالب، جرافيك أحمد الحسيني، بطولة (أمير العبيدي، فاطمة أمير، رجاء تركي) وغيرهم من نجوم العراق من مختلف الأجيال.
ظلال من رماد وحكاية إنسانية
(شهريار النجوم) دق باب (ذو الفقار المطيري) الذي أعرب عن سعادته الغامرة بفيلمه الجديد (ظلال من رماد) الذي يحكى حكاية إنسانية، مليئة بالوجع والذكريات.
حيث تعود امرأة عجوز إلى إحدى المدن العراقية التي دمرتها الحرب، برفقة حفيدتها، بعد انتهاء الصراع، وتصل إلى منزلها لتجده كما تركته قبل الحرب.
بينما تتجول في المنزل وتتفحص المكان، تتدفق الذكريات القديمة إليها، وتستعيد أحداث ما قبل ذهاب ابنها إلى الحرب، في خضم هذه الذكريات، تكتشف شيئاً غير متوقع وصادم يتعلق بابنها وحياتهم السابقة، مما يغير نظرتها إلى الماضي.
ويعيد فتح جروح قديمة، ما هذا الشيئ الذي أكتشفته هذه السيدة العجوز وغير نظرتها؟!، هذا ما ستجيب عليه أحداث الفيلم المقرر عرضه في عدة مهرجانات عربية، وعالمية قبل عرضه جماهيريا.
وأكد (ذو الفقار المطيري) أن هذا الفيلم هو ثاني عمل على التوالي يجمعه بالسيناريست خضير الرميثي، الذي سبق وتعاون معه في فيلمه السابق (قارئ البريد) الذي عرض عام 2023، وحقق نجاحا كبيرا.
وتابع (ذو الفقار المطيري): وكانت أحداثه تدور في قرية نائية تسمى (سبياو) في (قضاء رانية) بمحافظة (السليمانية)، يجهل معظم أهلها القراءة والكتابة، يقوم صبي مراهق اسمه (زيرت) بقراءة الرسائل التي تأتي للمواطنين.
وكانت من بين تلك الرسائل، رسالة موجهة إلى إحدى القرويات من زوجها الغائب منذ بضعة أشهر في العاصمة بحثاً عن عمل، لتبدأ الحكاية من هنا، وتتصاعد الحبكة الذكية حتى تنتهي بشكل لطيف وغير متوقع في نهاية الفيلم!.
وأشار (ذو الفقار المطيري) إلى أنه عاشق للفن السينمائي، ومخلص له، وسيظل على إخلاصه بالسينما سواء الوثائقية أو الطويلة، لهذا حتى الآن لم يخض تجربة تقديم الأعمال التليفزيونية، وقدم حتى الآن حوالي 10 أفلام تنوعت ما بين الروائية والوثائقية، بدأها بفيلم (أمطار).
أفلام ذو الفقار المطيري
من المعروف أن (ذو الفقار المطيري) مخرج سينمائي عراقي، من مواليد 1985 العراق، بابل، حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة، (قسم السينما).
وحصل على دورة إخراج الأفلام الوثائقية، في المعهد العراقي بالتعاون مع قناة السومرية، ودورة المونتاج السينمائي، في المدرسة العربية للسينما والتلفزيون.
وهو عضو في نقابة الفنانين العراقيين، وعضو في جمعية المصورين العراقيين، وقام بإخراج العديد من الأفلام بدأها بفيلم (أمطار) وحصل على جائزة أفضل فكرة في مهرجان بابل السينمائي الأول 2009.
وفيلم (صحفي للبيع) وحاصل على جائزة أفضل إخراج في مهرجان بابل السينمائي الثاني 2010.
وكان فيلمه الثالث هو(ملتقى الأديان) الذي قدمه عام 2011، والذي حصل على الجائزة الأولى على مستوى العراق في مسابقة الأفلام الوثائقية، التي نظمها المعهد العراقي بالتعاون مع قناة السومرية.
وفي عام 2012 ناقش مشكلة العنف ضد المرأة من خلال مخرج فيلمه التجريبي القصير (المنضدة)، كما قدم الفيلم الوثائقي (الحبر الأسطوري) الذي يتحدث عن الباحث والأديب ناجح المعموري.
وفي نفس عام 2012 قدم (ذو الفقار المطيري) فيلم وثائقي آخر بعنوان (ترنيمة النهر) يتحدث عن المفكر والأديب حامد الهيتي.
وعام 2013 قام بإخراج فيلمه الروائي (مريم) الذي يتحدث عن قصة حقيقية حدثت في مدينة الحلة، عن طفلة عمرها خمس سنوات استشهدت مع أبيها في انفجار حسينية الوردية في الحلة.
وحصل الفيلم على الجائزة الثانية لأفضل فيلم في مهرجان (السماوة الأول) عام 2013.
وفي عام 2014 قدم فيلم (سفرة مدرسية) الذي يتحدث عن التعايش السلمي بين أطياف الشعب العراق، من خلال صف مدرسي يجمع كل المذاهب والأديان.
كما قدم فيلمه الرائع (الهروب) الذي يتحدث عن مجزرة قاعدة اسبايكر، والتي استشهد فيها أكثر من أربعة آلاف طالب، وكان هذا الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة دائرة السينما والمسرح العراقية.
عام 2018 قدم فيلم (لا تخبروا أنجلينا) الذي فاز بجائزة الإبداع العراقي لعام 2018 في حقل الفيلم القصير.
وبجائزة أفضل مونتاج في المسابقة الرسمية في مهرجان الساقية للأفلام الروائية القصيرة، في الدورة السادسة عشر في مصر، وأيضا حصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان أيام دمشق في سوريا.