(يسري نصر الله) يتحدث عن تجاربه الفنية وتفاصيل وكواليس أعماله السينمائية
كتبت: صبا أحمد
المخرج الكبير (يسري نصر الله) يروي مسيرته الفنية، منذ بدأ رحلته مع السينما نهاية الثمانينيات وقصة تقديم أول فيلم له بعد فترة من العمل مخرجا مساعدا مع يوسف شاهين وما تضمنته مراحل تقديم هذا الفيلم من قصص ومفارقات غريبة كانت الفنانة عبلة كامل جزءًا منها.
وفي أول ظهور لـ (يسري نصر الله) في برنامج (معكم منى الشاذلي) في حلقة اليوم الجمعة على قناة ON يحكي قصته مع تكريمه بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
كما يتطرق (يسري نصر الله) إلى الحديث عن تجاربه السينمائية وتفاصيل وكواليس كلا منها وكيف كانت لها مواقف لا تنسى أحدها مع النجم الراحل (أحمد زكي) أثناء التحضير لفيلم مرسيدس.
وكذلك مع السيناريست الكبير الراحل وحيد حامد أثناء فيلم (إحكي ياشهرزاد)، وكذلك كواليس وحكايات فيلم (الماء والخضرة والوجه الحسن)، بالإضافة لكثير من الحكايات مع المخرج الكبير الراحل (يوسف شاهين) منذ تعرف عليه قبل أن يعمل (يسري نصر الله) في السينما.
آماله وطموحاته للسينما
كما يحكي المخرج الكبير الكثير عن مشاعره مع التكريم الذي تلقاه من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وعن آماله وطموحاته للسينما المصرية وصناعتها.
وهو ما جعل تكريمه الأخير في مهرجان القاهرة السينمائي، حينما منحه جائزة إنجاز العمر، محل تقدير من جانب صناع السينما أنفسهم ممن أثنوا على هذا التكريم مؤكدين أنه جاء في محله وللشخص المناسب، خاصة أنه يمتلك تجربة سينمائية فريدة استلهمها من حياته الخاصة مثلما يقول بنفسه.
وعن حياته يقول (يسري نصر الله): (من صغري كنت طالبًا في مدرسة ألماني كنت بحس إن الجو اللى فيها خانق زي معسكرات الجيتو، ولما كبرت ودخلت معهد السينما فرحت في البداية جدا..
إلا أنني قررت بعدها تركه لأني لاقيت نفس الجو اللى كان موجود في المدرسة هو بالظبط في المعهد، وبالتالي ما حبتش أكمل أما حسيت إنى مخنوق)، وهو ما يعكس شخصيته الرافضة للقيود والباحثة عن الحرية في فعل ما يحلو له.
معروف أن المخرج (يسري نصر الله) ارتبط بالراحل (يوسف شاهين) بصورة كبيرة، وعمل معه كمساعد مخرج في أهم أفلامه، ودومًا ما أكد أنه تعلم منه الكثير، في تجربة مميزة على مدار أفلام أصبحت من بين الأفضل في كلاسيكيات السينما العربية.
أيضا (وحيد حامد) كان علامة فارقة حينما عملا معا بفيلم (احكي يا شهرزاد)، الذى كان بمثابة صرخة أنثوية من خلال حكايات أبطاله قدمهن فيها بصورة مميزة.
في حديثه عن وحيد حامد أكد (يسري نصر الله) أن الكاتب الكبير مثله ومثل (إلياس خوري) مؤلف باب الشمس، يتميزوا بأنهم يعوا أهمية دور المخرج وأنه صاحب الحق في توصيل المكتوب للجمهور وإلا فلماذا جاء لإخراج الفيلم.
قدرته على استشراق المستقبل
جدير بالذكر أن أعمال (يسري نصر الله) ارتبطت بقدرتها على استشراق المستقبل ورؤية أمور يتساءل الكثيرون حول سر تنبؤه بها، وهو ما فسره المخرج الكبير بقوله إنه أثناء العمل على تلك الأفلام لم يكن بذهنه التنبؤ بأية أمور ستحصل على أرض الواقع.
وذلك بقوله: (أوقات كثيرة بلاقى ناس تقولى معقول أنت توقعت في الفيلم الفلاني كذا، وبرد عليهم إنى لم أتنبأ بشيء، الفكرة كلها إنى بعمل فيلم بيناقش الواقع وبيتطرق ليه، بس أنا ببقى عايز أنقل منه حاجات زي ما هيا بالظبط..
ولكن الناس مش بتبقى شايفه أو عامله مش شايفه، وبيبقوا عايشين في الماضى ومش عايزين يشوفوا، لكن بعد فترة بيبتدوا يشوفوا أو أولادهم بيبقوا شايفين ومش عايشين في الماضي، وبالتالي بيقولوا ايه ده الفيلم الفلاني تنبأ والحقيقة انه لم يتنبأ ولكنه شاف اللى الناس مش عايزه تشوفه).
ولا ينكر أحد أن (يسرى نصر الله) أحد أهم المخرجين ممن يمتلكوا نظرة ثاقبة يكتشف من خلالها موهبة أي فنان حقيقي ويثقلها معه بأعماله، وهو ما دللت عليه التجربة التي أثمرت عن نجوم بحجم (باسم سمرة، عصام عمر، عبلة كامل).
فيكفي قصة اكتشافه لعبلة كامل بعرض مسرحي شاهده فيها ورشحها ليوسف شاهين في فيلم (وداعا بونابرت) قبل أن تعمل معه بفيلم (سرقات صيفية).