رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نكشف لأول مرة: المحذوف من أغنية لـ (عبد الحليم حافظ) بعنوان (ربيع شاعر)

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.

حذف محمد الموجي بالاتفاق مع صديقه العندليب الأسمر (عبد الحليم حافظ)، مجموعة من الأبيات

كتب: أحمد السماحي

بدأت حياة (عبد الحليم حافظ) الغنائية بقصيدة (ذكريات)، وأنهى حياته بقصيدة (قارئة الفنجان)، وما بين قصيدة البداية، وقصيدة النهاية مجموعة من أروع القصائد التى لم يحقق الكثير منها النجاح والانتشار الذي تستحقه مثل (يا ضنين الأمس، انت إلهام جديد، نداء الماضي، ربما، الجدول) وغيرها.

ومن القصائد الجميلة التى قدمها العندليب الأسمر (عبد الحليم حافظ) في بداية مشواره الفني قصيدة (ربيع شاعر)، كلمات الشاعر الكبير الرقيق مصطفى عبد الرحمن، الذي قدم للعندليب الأسمر مجموعة من القصائد الرقيقة في بداية مشوار (حليم).

من هذه القصائد، (يا إله الكون، وذاك عيد الندى) لحن حسين جنيد، (انت إلهام جديد) لحن د. يوسف شوقى.

وقصيدتنا التى نتحدث عنها اليوم وهى (ربيع شاعر) لحن محمد الموجى، والتى أذيعت أول مرة يوم 23 مارس عام 1953 الموافق 8 رجب، وأعيدت إذاعتها يوم 20 أبريل، كما إذيعت أيضا يوم 21 يونيو، وتوالت إذاعتها بعد ذلك ثم أصبحت نادرة الإذاعة، ولا يعلم الكثيرين عنها شيئا.

محمد الموجي

الحذف والتبديل والتغيير

هذه القصيدة تعرضت أبياتها للتعديل والتبديل، والحذف، فحذف الملحن محمد الموجي كلمة (قلما) في بيت (قلما تشهد أنوار الحياة) واستبدالها بكلمة (قبلما) فاصبحت (قبلما تشهد أنوار الحياة).

وفي الكوبليه الثاني حذف محمد الموجي بالاتفاق مع صديقه العندليب الأسمر (عبد الحليم حافظ)، مجموعة من الأبيات، وطلبا من الشاعر مصطفى عبدالرحمن كتابة غيرها.

فكانت الأبيات الأولى كالتالي:

أنا أحيا في خريف من شقاء

أسرعت أوراقه نحو الفناء

ولقد هبت أعاصير الشتاء

ما بقائي أيها القلب الكسير

في حياة كل ما فيها مرير

هذه الأبيات تم حذفها، واستبدالها بأبيات أخرى هى:

أنا أحيا في خريف من شقاء

ومضت بين أعاصير المساء

تحمل الذكرى من القلب الكسير

مثلما تحمل أنفاس الزهور.

وتم حذف الكوبليه الثالث بأكمله رغم فلسفته وروعة كلماته، وفي الكوبليه الأخير الذي غناه (عبد الحليم حافظ)، تم تبديل بعض الكلمات البسيطة فمثلا تم تغيير كلمة (حينما) في جملة (حينما تحمل راحات السنين) بكلمة (عندما).

وحذف كلمة (بدني) من جملة (ذكرياتي وبقايا بدني)، واستبدالها بكلمة (زمني)، وتم تقديم آخر بيت وهو (رائعا إشراقه في كل عين) قبل (رائعا إيقاعه في كل أذن).

الشاعر الرقيق (مصطفى عبد الرحمن)

قصيدة (ربيع شاعر) كاملة

هذا الأسبوع في باب (محذوفات الأغاني) سننشر كلمات قصيدة (ربيع شاعر) كاملة كما كتبها الشاعر الرقيق (مصطفى عبد الرحمن):

يا ربيعى مالى ازهارك تزوى، قلما تشهد انوار الحياة

وأرى أوراقك الخضراء تهوى، ثم لا تملك نفسى غير آه

أنارويتك من كاسات خمرى، ووهبت الزهر انفاسى وعطرى

يا لزهرى ما الذى صوح زهرى

 ورماه قاسيا حين رماه، وانا مازلت فى فجر الحياة

ها هى الاطيارفى الروض تغنى

غير طيرى ضل عن سرب الطيور

يعرف الدمع الذى قرح جفنى، واسى نفسى فيأسى للمصير

أنا أحيا في خريف من شقاء

أسرعت أوراقه نحو الفناء، ولقد هبت أعاصير الشتاء

ما بقائي أيها القلب الكسير، في حياة كل ما فيها مرير

جفت الكأس فما في الكأس ري، يطفئ الأشواق أو يشفي الصدور

وتولى الأمل الحلو الندي، وانطوت في النفس أعلام السرور

ومضى من حول عيني الضياء، وتساوى الصبح عندي والمساء

ثر كما شئت وحطم يا قضاء

لا يهاب الموت أو يخشى القبور، قلبي الزاهد في طول المسير

حينما تحمل راحات السنين، ذكرياتي وبقايا بدني

ثم يروي الشعر آيات الحنين، ويغني بنشيد الفتن

فترى الروعة والحسن البديعا، وجمالا يملأ الدنيا جميعا

سوف أحيا فيك يا شعري ربيعا

خالدا إيقاعه في كل أذن، رائعا إشراقه في كل عين.

من المعروف أن شاعر الأغنية (مصطفى عبد الرحمن) حاز على جائزة الدولة فى الشعر ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى سنة 1980.

وحازت قصيدته (يا حبيب العمر) على الوسام الذهبي، والجائزة الأولى من منظمة البحر المتوسط اللى اشتركت فيه بعض الدول العربية والأجنبية، بينها أربع دول عربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.