رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(مطعم الحبايب).. حدوتة ملتوتة بلا بهارات وملحها دلع !

كان من الممكن استغلال المسلسل لتقديم عمل بتحابيش مصرية
علا السنجري

بقلم الناقدة: علا السنجري

قرأت في أحد النصوص المترجمة لضي رحمي تحت هاشتاج (الطبخ لغة للحب)، في المطبخ كل منا تعبر عن مشاعرها من حب وغضب في التعامل مع أدواتها.

في مسلسل (مطعم الحبايب) جاء على لسان (غالية) واحدة من شيفات المطعم والتي قامت بالدور (انتصار)  نفس المعنى، لكن العمل ككل طبخة ناقصها التسوية، خاصة أن ورشة (مريم نعوم) متاثرة بفيلم الكارتون (الفأر الطباخ).

امتد تأثير الفيلم إلى الإخراج، نقل مشاهد كثيرة تشبه (الفأر الطباخ)، وكذلك الموسيقى التصويرية تشعر أنها قريبة من موسيقى الفيلم.

في (مطعم الحبايب) حكايات حب وود وخاصة حكايات الجدة (وديدة)، وكتاب وصفتها السحرية، وحل لكل مشكلة تواجه الأبطال.

قالت الرواي للحكايات في البداية: (كل محنة بتعلمنا و بتخلينا نطبخ أكل عمرنا ما فكرنا نعمله، زى محنة قفل (مطعم الحبايب) زمان علمتنى الأكل الصعيدى، كل حاجه بتحصلك هتأثر عليكى وعلى أكلك، والشاطرة هى اللى تخرج من كل أزمة بأكلة حلوة تزود بيها الذكريات.

من وجهة نظري كان من الممكن استغلال هذه المقولة لتقديم عمل بتحابيش مصرية بدلا من محاولة تقليد الفيلم الكارتوني، فجاء (مطعم الحبايب) حدوتة ملتوتة بلا بهارات وملحها دلع.

تدور الأحداث حول الشيف (أبو المجد) الذي يفتح مطعم جدته و(ديدة)، والتي أطلق اسمها على ابنته: (الفوود بلوجر ديدي)

الفوود بلوجر ديدي

تدور الأحداث حول الشيف (أبو المجد) الذي يترك البرنامج التليفزيوني، يفتح مطعم جدته و(ديدة)، والتي أطلق اسمها على ابنته: (الفوود بلوجر ديدي)، التي تسببت في تسمم لجنة تحكيم.

يحب أن تدفع مليون جنيه شرط جزائي، يتخلى عنها خطيبها، ويشترط والدها أن تعمل معه في المطعم من خلال المطبخ، مع (صبحي) صاحب عربية الكبدة، والشيف (حسن) و(غالية) أم الطواجن، و(مو بشندي)، لتجد في المخزن كتاب سحري من جدتها به وصفات للطبخ تظهر تباعا مع كل مشكلة يتعرضوا لها.

تقع في حب (صبحي)، هناك (فخر) صديق (أبو المجد) وجاره الذي ينافسه ويحاول إغلاق المطعم له، وكذلك يحاول كسب حب جارتهم التي عادت بعد وفاة زوجها.

الأداء التمثيلي ليس الأفضل لكل الشخصيات، (بيومي فؤاد) في منطقته الآمنة والتي معها تشعر أنك رأيت دوره من قبل، وكذلك أداء (انتصار) أيضا، باسثناء بعض المشاهد، خاصة تلك التي تحدثت فيها عن الحب والطبخ.

(سامي مغاوري) محاولة منه بإضافة فكاهة على دوره كمنافس لـ (أبو المجد) لكنها كانت بأدائه المعتاد دون إضافة جديدة، (أحمد مالك) اجتهد كثيرا في الدور، لكن أداؤه كان انفعال زائد أحيانا، على الرغم من مشاهده الرومانسية مع (وديدة).

(هدى المفتي) الأداء السهل كعادتها في أعمالها السابقة بلا تجديد وفهم الدور، رغم أن الدور قدم نموذج فرض نفسه على مجتمعنا (الفوود بلوجر)، مرتادي المطاعم وتقييمها والإعلان عنها.

على الرغم من أنها لا تعرف شيئا عن الطبخ، لكنها تتذوق وتقول رأيها، يساعدها في ذلك محترفي تسويق الميديا وما يمكن أن نطلق عليهم معدين أو صانعي نجوم الميديا، لمجرد أن لديهم عدد متابعين كبير، وليس لأنهم أصحاب محتوى هادف.

(وديدة) عرفت قدرها الحقيقي حين خسرت أكبر مسابقة طبخ بفضيحة، مما دفع والدها أن يلقنها درسا قاسيا بالتعلم من المطبخ الفرق بين المزيف والأصلي.

أفضل أداء كان من نصيب (حمزة العيلي) و(إسلام إبراهيم)

(حمزة العيلي).. أداء أفضل

أفضل أداء كان من نصيب (حمزة العيلي) و(إسلام إبراهيم)، قدم (حمزة العيلي) الشيف (حسن) الأرستقراطي الذي عمل في الفنادق وبرامج الطبخ، خفيف الظل.

أضاف للعمل نكهة مميزة بتفاصيل الشخصية من ملابس وطريقة الحديث باستخدام كلمات فرنسية، الفنان (حمزة العيلي) أدواره مميزة جدا وأدائه مختلف في كل دور لإتقانه للشخصيات.

كذلك (إسلام إبراهيم) في الشيف (بشندي) الصعيدي الذي يرى مستقبل ابنه في الكورة وأن يصبح مثل (مو صلاح)، إتقانه للهجة الصعيدية، و ملابسه الرياضية التي تدل على حلمه، (إسلام) يتقن التلقائية في الأداء دائما.

(عايدة رياض) أداء معتاد منها في دور الأم، (أنعام سالوسة) القديرة إضافة رائعة، (عبير صبري) كعادتها في دور المرأة الجميلة التي يتسابق عليها الرجال، أداء جيد من كل من (أحمد خالد صالح) في دور (أبوتوكة) و(رباب ممتاز) في دور أخت سليمان.

(محمود البزاوي) في منطقته الآمنة دائما، رغم أن السيناريو لم يوضح خلفية شخصية المدرس (سليمان)، مشهد الحرامي و(سليمان) ينظر له برعب ليخاف منه وهو يأخذ منه الشنطة غير مفهوم، هل لسليمان قدرات خارقة، وكأن ظهوره في المولد علامة لذلك، وانبهاره الشديد بغالية، صوت (سوسن بدر) كان محببا للمشاهد في الحكايات.

الإخراج لعصام عبد الحميد نقل لنا أجواء المعز والمنطقة الفاطمية واللمسة التاريخية والأثرية، على الرغم من إنه استسهل نقل بعض المشاهد من فيلم (الفأر الطباخ)، الديكور في المطعم وأجواء المطبخ وأدواته الذهبية كان جميل جدا.

(مطعم الحبايب) محاولة كانت تحتاج إلى تحابيش مصرية لتتحول إلى طبخة درامية جيدة جدا، رغم انها قدمت حالة خفيفة من الحب والمودة بين طاقم المطعم.

أحمد مالك اجتهد إلى حد ما
انتصار تلعب في المنطقة الآمنة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.