رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب: شباب × المفرمة و(الإعلام) غائب !

أمام الخريج فرصة العمل سائق علي سيارة

بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن

يتاح لنا كثيرا فرصة الالتقاء بالشباب سواء داخل قاعات التدريس بالجامعات أو بمراكز التدريب والتأهيل لسوق العمل في (الإعلام) أو في تجمعاتهم في الأماكن العامة.

ومع ملاحظة منطق وسلوك وأماني مجموعات كبيره من الشباب سواء الخريجين أو من هم في طريقهم للتخرج، ستجد شبابا مهزوما أمام فشل تخطيطه وحلمه لمستقبله.

وذلك لأن تخرج ليحصل علي عمل ولقب لوظيفته، فحصل علي لقب عاطل، ومحتاج، ولا يملك قوت يومه ولا يقبل أن يمد يده يوميا لأهله بعد أن أنفقوا عليه في تعليمه ما جمعوه ليتخرج ويرد لهم جزءا من جميلهم.

أصبح شبابنا مهزوما أم حلم الزواج والبيت والأسرة والسيارة فكل ذلك اكتشف أنه سراب، شبابنا يبحث ليل نهار عن فرصة عمل أو أي مورد دخل بالكاد يكفيه يوميا، فلا يجد سواء الوظائف الوهميه علي صفحات التواصل والتسجيل فيها برسوم مالية.

ثم يجد أيضا سرابا فلا وظيفة ولا الرسوم التي دفعها، ثم يجد الخريج أمامه خاصة العاملين في مجال (الإعلام) وظائف الكول سنتر والتي لاتلبي طموح كثير من الخريجين وخاصة ان مرتباتها وأماكن توافرها وطول مدة البقاء فيها تستهلك معظم دخل الوظيفة.

وأمام الخريج فرصة العمل سائق علي سيارة، ولكن هل يملك كل خريج سيارة حديثة، طبعا لا، وأمام مكوث الشباب لشهور متواصله داخل حجراتهم  بمفردهم مع وسيطه الإلكتروني.

وأثناء انشغال باقي أسرته في مهامهم وأعمالهم – إن وجدت – تجد شبابا مكسورا يائسا يتمني الموت، ويفكر كثيرا في الإقبال علي الانتحار – لاسمح الله – وغالبا مايتجه هؤلاء الشباب إلي أحد أمرين إما الهجرة أو السفر وإما الانحراف أو التطرف.

هذه الظاهره قد تمثل قنابل قابله للانفجار ضد مفاهيم الولاء والانتماء

مفاهيم الولاء والانتماء

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن: هل هذه الظاهره كبيرة؟: نعم جيش من الشباب يعيش هذه الحالة، وأصبح جزء من ضغوط كل أسرة هو ابنهم أو ابنتهم المتوحدة في الغرفه، داخل عالم إفتراضي يعلم الله مابه.

ويتحول الخريج بدلا من فرحة بتخرجه وعمله واستقلاليته إلى نقمة يبكي لها الوالدان علي حال خريجهم وانعزاله بمفرده وسوء حاله المتزايد.

وهذه الظاهره قد تمثل قنابل قابله للانفجار ضد مفاهيم الولاء والانتماء، ومع قيم الرفض والتجنيد او نحو مبادئ الهجرة وترك الوطن، فهل فطنت وسائل (الإعلام) وأجهزتنا إلى معاناة شبابنا في مفرمة البطالة والعزلة والتوحد والانكسار؟

وهل انتبه أحد إليهم ليروي لهم شيئا يزرع بصيصا من أمل بسيط في غد أحسن من أمسهم ويومهم؟، وهل لاحظت جيوش (الإعلام) ملامح الانكسار على وجوه شبابنا العاطل المهزوم؟

وهل حاورتهم بعيدا عن شباب الساحل وحودايت أبناء الأثرياء، أليس من الممكن وسط هذا الكم من المشروعات والإنجازات أن نقر تشغيل عددا من خريجينا في كل مشروع؟

أليس من الممكن تنظيم مشروعات تشغيل جماعية لهم

مشروعات تشغيل جماعية

أليس من الممكن تنظيم مشروعات تشغيل جماعية لهم، أليس من الممكن تنظيم سفرهم للخارج بكرامة، أليس من الممكن أن يطرح (الإعلام) عليهم أفكارا لتفريغ طاقاتهم المكبوته؟

أليس من الممكن استضافة خبراء تشغيل لمحاورتهم؟، أليس من الممكن إقامة نقاشات وحوارات معهم لتهدئة عقولهم الثائره الرافضة؟، أليس من الممكن أن ننقل إليهم تجارب شباب دول أخرى؟

أليس من الممكن تفسير تغول حالات البطاله والتوحد والانعزال والمهزومية؟، ألا من مبادرة للحوار معهم أو مبادرة لتشغيلهم او ملتقي لتقديم التجارب والقدوة لهم؟

إن الفرصة مازالت متاحه لاحتواء شبابنا، وإخراجهم من عزلتهم، وإنقاذهم من براثن عالمهم الافتراضي، ومسح ملامح الذل والهزيمة والانكسار من فوق وجوههم، قبل أن نجد أجيالا مهزومة، وشبابا منكسرا، وجيلا متوحدا، وجماعات مهاجرة، وشباب لامنتمي.

ومجموعات رافضة، ومستقبل بلا نصفه وقادته مستقبلا، حقيقة إن الأمر يستحق حراكا، ويتطلب احتواءا، ويلزمه (الإعلام) الموجه للشباب، وتوجه نحوهم قبل فوات الأوان، لأن ضغوط الحياة وقسوتها،وصدمة تحطم الأحلام وعنفها، والانكسار أم الأسره او الحبيب شئ قاتل.

وشبابنا في أزمة، وشبابنا يستحق منا تركيزا ومجهودا وخططا ومبادرات كثيرة، فلعل مانكتبه خبطة على باب مغلق، أو فتح لباب موارب أو نداء تتم الاستجابة له قبل أن يتحول إلى صيحة أو صرخة أو رفض لا قدر الله.. حمي الله مصر وأهلها وخاصة شبابها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وتحيا دوما مصر، اللهم آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.