(ماجدة الرومي) لـ (شهريار النجوم): أعتبر نفسي جنديًّا في الجيش اللبناني، وسلاحي هو صوتي
كتب: أحمد السماحي
(ماجدة الرومي).. أهى إيزيس؟ الآلهة المصرية الأسطورية التى فنيت في حب زوجها إله الخير والنماء (أوزوريس)، حينما قطع أخوه (ست) إله الشر جثمانه ونثره في أنحاء الوادي ليتخلص من حب الناس له غير مبال بما حل بالبلاد من قحط وجفاف، فقامت (إيزيس) بجمع شتات جثمان زوجها، وردت له كرامته، ودفنته في الأرض ليعم الخير ويزدهر النماء.
نعم إن في (ماجدة الرومي) كثير من خصائص (إيزيس) المصرية في المضمون، كلتاهما لعبت دورا عظيما في لم شمل الروح المصرية واللبنانية وتجميع أشلائها المبعثرة، الأولى بالفعل الأسطوري، و(ماجدة الرومي) إيزيس الغناء، بالفعل الواقعي المؤثر في حياة الأمة.
(ماجدة الرومي) خلال الأيام القادمة ستقدم حفل خيري في دبي ضمن مبادرة حملة الإمارات (معك يالبنان) بالتعاون مع جمعية دبي للعطاء يعود ريعها للبنان وأهله.
وهذا ليس الحفل الأول لماجدة الرومي الذي يعود ريعه للبنان، فسبق وقدمت قبله حفلات كثيرة، وهى على استعداد دائم أن تقدم عشرات الحفلات التى يعود ريعها لصالح بلدها، فهى تكافح بصوتها لأن بلدها يكافح بسلاحه.
من الآن فصاعدا سوف تحرص (ماجدة الرومي) أن تكون لبنانية بنسبة 110% بعد أن أثبتت أنها فنانة بنسبة مائة في المائة، من الآن فصاعدا لن تكون (ماجدة الرومي) مجرد فرد، مجرد جسد.
مجرد إنسان تأكل وتنام وتغني وتستريح البال.. لا.. أنها من هذه الدقيقة سوف تصبح مواطنة تفكر في كل لحظة في بلدها، وتحمل الهموم وتجمع القرش فوق القرش لكي تعطيه لبلدها.
(ماجدة الرومي) تتحدث
(ماجدة الرومي) في تصريح خاص وحصري لـ (شهريار النجوم) تحدثت معنا عن حفلها في دبي فقالت: بدعوة كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة، مشكورةً، أتوجّه في السادس عشر من شهرنوفمبر المقبل إلى دبي لإحياء حفلة غنائيّة في الثامن عشر منه، يعود ريعها للبنان وأهله.
ومع أنّني ككلّ لبناني تقتلني رؤية بلدي يُذبح كالنعجة، وأهله يموتون بالمئات، ويُصابون بالآلاف، وينزحون بعشرات الالآف من قراهم الآمنة، ومع أنّني ككلّ لبناني يُروّعني هول الجريمة، إلا أنّني في يوم الغضب أعتبر نفسي جنديًّا في الجيش اللبناني الحبيب.
وسأتأهّب للدفاع عن وطني بسلاحي، وسلاحي هو صوتي وسأمضي بِهِ إلى الإمارات، وتاج لبنان السيادة على رأسي، وشعبه البطل المغوار في قلبي، وعَلمه المرفوع في يدي يلامسُ أبواب السماء.
وأضافت صاحبة (لبنان سوف يبقى): ألا نجّانا الله من المصير الخطير الذي يُحاك لنا، وحفظنا وحفظ لبنان من شرّ الأشرار، ونَصَر كل دولة عربيّة غالية سانَدتنا.
وأعزّ دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة وأدامها بهيّة أبيّة مُرفرفة الراية ما دامت ودام لها الزمان.
جايي من بيروت
وعن الأغنيات التى ستغنيها في الحفل قالت: مجموعة كبيرة من الأغنيات تتنوع ما بين الوطنية والعاطفية منها (سوف نبقى، وعندما ترجع بيروت، والحُرِّية، ونبع المحبة، بيروت، والدبكات اللبنانية، وعم يسألوني، وخدني حبيبي، لا تسأل، وغني للناس) ومطلع من أغنية (جايي من بيروت) وغيرها من الأغنيات.
وأكدت (ماجدة الرومي): أنها على استعداد تام لأن تكرر مثل هذا الحفل، في العديد من الدول، طالما ريعها سيعود لبلدها.
إلى هنا توقفت تصريحات (ماجدة الرومي) التى تضرب بهذا الحفل المثل في سلوكها، كفنانة عاشقة لبلدها، حيث تغني هذه الأيام لصالح بلدها، أو لأي عمل يخفف عن بلدها آلام الحرب ويساهم في جهود النصر.
(ماجدة الرومي) على مدى مشوارها أعطت نموذجا لما يستطيع الفنان، والفنان فقط أن يفعله لبلده، فالفنان في الواقع أكثر من يحب بلده من أبناء بلده، الفنان يستطيع أن يحب بلده في ساعة حبا لا يستطيعه غيره في سنة.
(ماجدة الرومي).. رمز وطني
الفنان سواء أديبا أو موسيقيا أو رساما أو مطربا أو صحفيا يستطيع أن يترجم لك الوطنية إلى أشياء بسيطة مفهومة، إلى هواء نقي تتنفسه، وأرض حرة تعشقها.
إن الجمهور بكل فئاته وطوائفه ومذاهبه وديانته كل هذه التقسيمات تختفي من قاموس الفنان ليحل محلها تقسيم آخر مختلف مواطنون يحبون بلدهم، وأعداء يحتلون أرضهم.
بهذا المعنى تتحول السياسة عند الفنان إلى شيئ خال من التعقيد والفلسفة، السياسة هنا هى الدفاع عن الأرض، عن الحياة، عن السماء، عن الهواء، عن البلد.
في هذه النقطة يقف الفنان في المقدمة، أنه ليس خلفنا، ليس بجانبنا، أنه أمامنا، لأن الفنان كما يقول الأديب الروسي (مكسيم جوركي): هو أكثر البشر إلتصاقا بالأرض.
لهذا السبب فإن الشخص عندما يصبح فنانا فإنه يتحول إلى نموذج إلى رمز، رمز لكل ما هو جميل وباق ومحبوب ومستمر في بلده، و(ماجدة الروميا أستطاعت بشخصيتها الراقية المحترمة، وفنها الصادق أن تكون هذا الشخص.
ففي أوقات معينة من التاريخ يستطيع شخص واحد، فنان واحد أن يكون رمزا لذوق شعبه ومشاعره، و(ماجدة الرومي) هى تلك الرمز الوطني المخلص العاشق لبلده، والمتيم بهواه وشمسه وليله، وعبق نسيم أرزه الفواح بالحرية والعزة والكرامة والكبرياء.