بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ
عركت عيني مراراً أمام مقطع فيديو (السبع بنات)، عسى أن يكون في الأمر خدعة، وأن الحركة التى تقوم بها فتاة وهي تغنى مقطعاً من أغنية للمطرب اللبناني (فضل شاكر)، فيجوز أن تكون حركة مركبة، حاكم العيال بتوع الأيام دى عفاريت فى شغل الإلكترونيات والإنترنت، خاصة بعد دخول المدعوق (الذكاء الاصطناعي).
والحركة في مقطع فيديو (السبع بنات)، من الحركات المشهورة البذيئة، وهى حسب التوصيف القانونى الدقيق تعنى: (القيام عمداً برفع الكف اليمنى منفرجة الأصابع قليلاً، ثم ثنى الإصبع الوسطى لحركة أو اثنتين أو لعدة حركات بطيئة أو سريعة، مما يعد في العرف العام، دليلاً على البذاءة، مع ارتباط دلالتها بمعنى جنسي فج..
مما يشكل أركان جنحة الفعل الفاضح العلني والمخل وخدش الحياء العام، فى حال الإتيان بها علناً في مكان عام أو خاص مطروق للغير، أو ببثها بواسطة إحدى وسائل البث العام)
لكن الصديق الذي أرسل لى مقطع فيديو (السبع بنات) هذا، على الماسنجر الخاص بي على سبيل المزاح؛ أكد لى أن الفيديو صحيح وليس فيه أي تعديلات وهو منتشر، وأن الفتاة وزميلاتها يتعمدن القيام بالحركة الجنسية البذيئة التى تتماشى مع قصد السخرية من معنى الأغنية.
والبنات في الفيديو في أعمار تدور حول العشرينات من العمر، وواضح من شكل البنات من الملابس وتسريحات الشعر والقعدة واللهجة، أنهن من الفئات التى يمكن وصفها بـ (بنات ناس).
وبناء عليه قمت بحساب عدد البنات الظاهرات في الفيديو، فإذا بهن (السبع بنات) فتيات يشكل ست منهن، الكورس الذي يرد على الفتاة الواقفة في مقدمة الشاشة تغني مقطع الأغنية وترفع كفها بالحركة إياها مرتين مع كلمة آه..
ركن القصد الجنائي
وذلك بالموازاة مع الكورس السداسي اللائى يرددن وراءها فقط (آه) مع رفع أيديهن سوياً بالحركة نفسها مع ابتسامة خفيفة على أربعة عشر من الشفايف صادرة من سبعة ألسنة ومثلها من الحناجر، كلها تؤكد توافر ركن القصد الجنائي للإتيان بالغعل المخل الفاضح العلنى!
وجميعهن يتشاركن في الآهة والحركة مرتين.
يعنى آه وآهين..
أمعنت النظر في وجوه الفتيات بحثاً عن أى علامات للتردد أو الخجل.
(السبع بنات) يقفن في مواجهة كاميرا ثابتة يتوجهن إليها بمنتهى الوعي والإدراك، ما يؤكد أن تسجيل المقطع لم يكن خلسةً ولا في جلسة خاصة، وأن المقصود هو بث التصوير على شبكة الإنترنت عبر مواقع نشر الفيديوهات على الشبكة العنكبوتية.
ولم يبد على أى وجه من وجوههن أنهن يخشين حساباً ولا عتاباً، لا من سلطة عامة ولا سلطة خاصة!.
يعنى لا بيت ولا حكومة؟!
أظن أنه من السذاجة ان تتساءلوا معى:
أين الآباء؟!
وبما أن الرجل عموماً أصبح كخيال المآتة في البيت، لا والنعمة الشريفة، فإن خيال المآتة يخيف الطيور الطامعة في الحقل.
إذن فالرجل تحول إلى مجرد كارت فيزا لمن لديه قدرة على الإنفاق أو كرسي مكسور منبوش الحشو، ملقى في أبعد ركن في البيت، إذا ما استنفد رصيده وجفت فيزه (جمع فيزا يعني)!.
وماذا عن الأم؟!
وهنا يكمن الخطر، فعندما بدأت الخطة الممنهجة لتغييب الرجل واعتباره كائناً دخيلاً على الكون فيما عد الإلزام بما بؤمر به، منذ أيام (أريد حلاً)، والأم هى التى أمسكت بمقود حياة الأسرة؛ وصارت هى الحارس الأخلاقي والاجتماعي عليها!
وكلنا نعرف أن سر البنت مع أمها، فأى بنت من (البنات السبع)، لم تكن لتجرؤ على أن تفتح كاميرا تقف أمامها لتسجيل هذا الفيديو بهذه الطريقة المنحطة، إلا بإذن ومعرفة ومتابعة من ماما، وربما بتشجيع منها..
قبضة اليد المضمومة
ويجوز تحفيز لتكرار التجربة بأغاني أخرى وحركات أخرى من الإصبع الوسطى وربما في مرات مقبلة تكون بقبضة اليد المضمومة كلها.. وربما وربما وربما!
وأين الأخ؟!
أكيد في دورة تدريبية للتحول إلى فيزا أو كرسي!
يبقى من العبث بعد ذلك أن تسأل عن بقية الأهل!
ولا تشغل بالك أيضاً بسمعة أى من (السبع بنات)، لأنهن أذكى منى ومنك، لأنهن يعلمن جيداً أن سيكولوجية الجيل قد تحولت، فصار العريس يبحث عن شريكة للتمويل لا للحباة، بل قد يؤدي هذا الفيديو إلى تسخين سوق العرسان، لأن معنى انتشار الفيديو على موقع تيك توك أو ريلز أو ما شابه، يدل على أنهن أصبحن ترندات.
وما أدراك ما الترندات؟!.. تلك التى لا تعني ترجمتها إلا الدولارات، بالآلاف بالمئات، ولو حتى عشرات، لترتقى البنت والواد بتاعها، من رابطة مستهلكي (صنع في مصر) إلى عملاء البراندات والسينيهات.
فـ ( السبع بنات) وكثير من الفتيات قاصدات الترند، على يقين بأن المكاسب المتحققة، قادرة على محو أى تأثير سلبي لانتشار الفيديوهات، فأي انتقادات توجه إليهن، سوف تواجه لا محالة، بإصبع وسطي أو قبضة مضمومة في (وجه) كل من يستنكر قولاً أو فعلاً!