رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود حسونة يكتب: (هند صبري) تنقلب على موهبتها !

(هند صبري)، حفرت لنفسها الحفرة عندما انقلبت على موهبتها وقدراتها

بقلم الكاتب الصحفي: محمود حسونة

(البحث عن علا)، دراما التمرد في حياة الفنانة (هند صبري)، والتمرد لا يكون دائماً على الأسوأ، فالنجاح قد يصيب صاحبه بغرور يدفعه للتمرد على أدوات نجاحه وتجريب ما لا يتوافق مع إمكانياته، ليجد نفسه وقد سقط في حفرة حفرها لنفسه.

(هند صبري)، حفرت لنفسها الحفرة عندما انقلبت على موهبتها وقدراتها، كانت في الماضي واحدة من نجمات الصف الأول في مصر والعالم، فنانة موهوبة قدمت أعمالاً نالت التقدير الجماهيري والنقدي.

ولكنها تخلفت عن الركب، كانت تقف على نفس الخط مع نجمات مثل (منى زكي، ومنة شلبي)، ولكنها اليوم تراجعت خطوات وخطوات، والسبب أن موهبتها خانتها وأوهمتها أنها ممثلة شاملة تستطيع أداء مختلف الأدوار بما في ذلك الكوميديا التي هي أبعد ما يكون عنها.

لتطل على المشاهدين في الجزء الثاني من (البحث عن علا)، وهى تستظرف وتتصنع وتحاول صناعة الضحك باللفظ أحياناً وبالتعبير الحركي والجسدي أحياناً، ولكنها تفشل في كليهما، لتظهر (علا) شخصية مفتعلة ومتوترة، (تحب على نفسها)، وليس لديها من هَم سوى الحصول على عريس.

عندما قدمت (هند صبري) في العام 2010 مسلسل (عايزة أتجوز) حققت نجاحاً كبيراً، والسبب توافر جميع عناصر النجاح في العمل، نص صادق أصدرته مؤلفته (غادة عبدالعال) في كتاب نال إعجاب هند وباقي صناعه فقرروا تحويله لمسلسل. قدمت خلاله (هند صبري) شخصية (غادة عبدالعال) بموهبتها الفطرية التلقائية التي صعدت بها إلى فضاء النجومية من دون افتعال وتصنع، جسدت فيه شخصية الفتاة المصرية ابنة الطبقة المتوسطة التي لم تتزوج.

وهو ما يسبب لها ضغوطاً من الأهل والمجتمع للقبول بأي عريس يتقدم لها، ولكنها تتمسك بحقها في اختيار الزوج المناسب ولذا تلجأ لأساليب مختلفة (لتطفيش) من لا تراه مناسباً، نهج تتبعه العديد من الفتيات المضغوطات اجتماعياً وأسرياً.

كوميديا الموقف لا تستلزم ممثلاً كوميدياً بقدر ما تستلزم ممثلاً حقيقياً

نهج يتطلب موهبة

وهو نهج يتطلب موهبة ويفرز تلقائياً الكوميديا، كوميديا الموقف التي لا تستلزم ممثلاً كوميدياً بقدر ما تستلزم ممثلاً حقيقياً، أجادت هند وتألقت وعاش الجمهور معها على مدار 30 حلقة بلا ملل ولا كلل، وكان المسلسل من إنتاج التليفزيون المصري.

النجاح الذي حققه (عايزة أتجوز)، قررت (هند صبري) استغلاله، والغريب أنها سعت لتحقيق ذلك بالانقلاب عليه، ففي عام 2022 أعلنت عن تقديم مسلسل قصير باسم (البحث عن علا) و(علا) التي بحثت عنها هى (علا عبدالصبور) بطلة (عايزة أتجوز).

وتعاقدت على ذلك مع منصة (نتفليكس) منقلبة بذلك على التليفزيون المصري منتج (عايزة أتجوز)، واختارت للإخراج (هادي الباجوري) منقلبة على (رامي إمام)، ومنقلبة على الطبقة المتوسطة التي كانت تنتمي إليها.

ولأن المسلسل كان امتداداً لـ (عايزة أتجوز) فقد كانت مضطرة لإشراك مؤلفته الأصلية (غادة عبد العال) فيه، ومضطرة للاستعانة ببعض أبطاله وعلى رأسهم الفنانة سوسن بدر والتي جسدت ولا زالت دور والدة (علا)، وفيه غيرت ملامح شخصية البطلة لتتحول إلى إنسانة مستقلة قادرة على تحقيق ذاتها متجاوزة القيود المجتمعية.

والمؤسف أنها وباقي صناع المسلسل حاولوا الترويج بأن (البحث عن علا) ليس جزءاً ثانياً من (عايزة أتجوز) بكل السبل، وقد يكون الدافع وراء ذلك إنتاجي، ولكنه الترويج الذي حاول استغفال الجمهور، لذا لم يتقبله الناس وتعاملوا معه على أنه جزء ثان، خصوصاً وأن الأحداث وتطور الشخصيات تفرض ذلك.

(البحث عن علا) في جزئه الأول حقق بعض النجاح ولكنه نجاح لا يرقى إلى نجاح (عايزة أتجوز)، ورغم ذلك لم يتعلم صناعه الدرس وقرروا تقديم جزء ثان منه تم عرضه مؤخراً على (نتفليكس) وبالشروط (النتفليكسية) باسم (البحث عن علا 2).

فقد أصبحت ()علا سيدة أكثر انفتاحاً، وتحولت إلى سيدة أعمال وقائدة لمن حولها وعائلة لوالدتها وشقيقها الفاشل، وحلّالة لمشاكل صديقتها وقدوة لكريم عابد صاحب الأراضي والمصانع والأملاك المتنوعة في مصر وفرنسا، مما أوقعه في غرامها.

رغم الاستماتة في ترويج أن (البحث عن علا) شيء، و(عايزة أتجوز) شيء آخر فإن الخط الدرامي الرئيسي فيه هو أنه (عايزة تتجوز)، وأعطت المشاهد الاحساس بأنها (هاتتجوز على نفسها)، وهو الخط الذي طغى على ما سواه من خطوط تتعلق بمشاكل التربية ومشاكل المراهقة والعلاقة بين الأصدقاء وعدم الغش في البضاعة وغير ذلك.

انقلبت (هند) على نفسها كممثلة بحكاية أنها مشرفة على الكتابة

هند مشرفة على الكتابة

(هند صبري) لم تنقلب على (عايزة أتجوز)، بل تمردت وانقلبت على موهبتها بما قدمته من كوميديا ثقيلة ومفتعلة، وانقلبت على نفسها كممثلة بحكاية أنها مشرفة على الكتابة.

وهو ما بررته بتصريحها لإحدى الصحف: (أنا مشرفة على كتابة الموسم الثانى من البحث عن علا، لأن أنا دايمًا بحس إن (علا) جزء منى، أنا عارفة تفاصيلها كويس، وعارفة بتفكر إزاى وهتتصرف إزاى دايمًا، وهى أقرب شخصية ليا من كل اللى قدمتهم، أنا بقالى سنتين ونص تقريبًا عايشة مع علا).

ويبدو أن (هند صبري) كانت ممزقة خلال العمل في هذه الحلقات الست بسبب حبها وارتباطها بعلا التي تعيش معها منذ عامين، حيث أكدت: (الشغل على البحث عن علا) متعب أكيد لأن أنا بلبس كذا كاب في المسلسل هنا، سواء الإشراف على الكتابة أو أننى منتجة منفذة..

بالإضافة لأننى ممثلة كمان في المسلسل فده صعوبته وحلاوته في نفس الوقت، لأن أنا دايمًا ورايا حاجات، من التصوير للمونتاج لاختيار الموسيقى مع (خالد كمار)، وكمان بنختار أغانى لأن الموسم الثانى فيه أغانى زى الموسم الأول، لازم تبقى ليها بصمتها).

حالة حب (هند صبري) لعلا بعد الفشل الذي منيت به يؤكد أنها فقدت البوصلة وهو ما يفسر تراجع مكانتها عن من كانت تسير بجانبهن وأصبحت خلفهن عدة كيلومترات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.