رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(الليالي العربية).. مصدر الخير والثراء والنحت لـ (خالد داغر) في مهرجان الموسيقى!

فرقة عمانية تشارك في ليلة خالد بن حمد البوسعيدي

كتب: أحمد السماحي

خلال الساعات الماضية انتهت فعاليات (الليلة العمانية) التى أقيمت على هامش الدورة الـ 32 لمهرجان الموسيقى العربية، والحقيقة أن فكرة إقامة (الليالي العربية) على هامش المهرجان فكرة رائعة وعظيمة من جانب مسئولي المهرجان.

لأن (الليالي العربية) تعزز العلاقات بين الأقطار العربية، وتعمل على بناء العلاقات الثقافية والاجتماعية بين دول العالم العربي وشعوبها، من خلال تقديم عروض غنائية وموسيقية وتراثية لهذه الدول تنعش المهرجان.

وتسمح للدول أن تتقاسم أشكال التعبير الإبداعي الخاصة بها، وبالتالي يمكن أن تكون هذه (الليالي العربية) واحدة من أكثر الأدوات الدبلوماسية فعالية.

ومثال حقيقي لما يسمى اليوم بالقوة الناعمة، أي القدرة على الإقناع والتأثير عبر الثقافة والقيم والأفكار، بدلاً من القوة الصلبة، التي يتم اكتسابها وتنفيذها من خلال العمليات العسكرية.

لكن على أرض الواقع ومن خلال ما شاهدناه في (الليالي العربية) في مهرجان الموسيقى العربية، لم نشاهد ما ذكرته في السطور السابقة، ولكن شاهدنا (الليالي العربية) لأشخاص عرب! وليس ليالي لدول عربية تعكس تراثها وثقافتها.

ريهام عبدالحكيم شاركت في ليلة الموسيقار خالد بن حمد البوسعيدي
نجوم ليلة خالد بن حمد البوسعيدي

ليلة (خالد بن حمد البوسعيدي)

فمثلا في الليلة العمانية التى انتهت منذ ساعات كانت ليلة لألحان الموسيقار العماني الجميل المبدع (خالد بن حمد البوسعيدي) شقيق السيد (بدر البوسعيدي) وزير الخارجية الحالي! وليست ليلة عمانية!

والحقيقة أنني ليس لدي أي اعتراض على أن تقام مثل هذه الليالي الغنائية، طالما أصحاب هذه الليالي على قدر وافر من الثراء، ويدفعون مقابل مادي لدار الأوبرا المصرية نظير هذه الليالي!

لكني ضد (التدليس) وخداع الجمهور البسيط، وشعبنا الطيب، وزملائنا الصحافيين الغلابة الذين يعتقدون أنها ليالي عربية عن جد، والحقيقة هى ليالي مدفوعة الثمن، الغرض منها تلميع صاحب الليلة في بلده.

حيث تكتب الصحف والمواقع الألكترونية المصرية والعربية أن دار الأوبرا المصرية أقامت ليلة عمانية للموسيقار (خالد بن حمد البوسعيدي)، فيكتسب صاحب الليلة البريق واللمعان في بلده، خاصة أن دار الأوبرا المصرية من أعرق دور الأوبرا على مستوى العالم.

كان الأجدر أن يكون هناك شفافية لدى مدير مهرجان الموسيقى العربية السيد (خالد داغر)

عدم شفافية (خالد داغر)

كان الأجدر أن يكون هناك شفافية لدى مدير مهرجان الموسيقى العربية السيد (خالد داغر) ويصرح أن هذه (الليالي العربية) مدفوعة الثمن! وليست ليلة عربية لوجه الله والفن والوطن!.

لكن أن تقام الليلة العمانية ويشارك فيها بالعزف وهو متخفي بين العازفين، فهذا عيب! ولا يليق بمدير واحد من أعرق المهرجانات الغنائية في العالم العربي!

 كنت أتمنى مثلا، وضعوا عشرات الخطوط تحت مثلا، أن يظهر (خالد داعر) على المسرح، ويقول بكل شياكة ورقي، على الملأ أنه سيقوم بالعزف مجانا في هذه الليلة الجميلة!، نظرا لحبه ودعمه لصديقه الموسيقار العماني (خالد بن حمد).

ولعل ما كتبه الصديق العزيز الكاتب الصحفي الكبير (محمد رمضان) من خلال (بوست) على صفحته على (الفيس بوك) ساخرا من هذه الواقعه، يثير الأسئلة حول عزف (خالد داغر) متخفيا!، ومشاركته في هذه الليلة بصفة خاصة.

الموسيقار اليمني أحمد فتحي يتصدر بوستر الليلة اليمنية

ليلة الموسيقار اليمني (أحمد فتحي)

ما حدث في الليلة العمانية حدث مثله في (الليلة اليمنية) التى أقيمت يوم الجمعة الماضي 18 أكتوبر، حيث أقيمت ليلة لألحان الموسيقار اليمني الرائع (أحمد فتحي)، وليست ليلة يمنية!

 وقدم من خلالها ملك العود مجموعة من أشهر أغنياته وهى (أبشرك ياسالم )، (كفى)، (تدلعين) و(ظبي اليمن)، و(صنعانية)، و(أن يحرمونا) و(ابو زيد) و(حبيبي تعالى).

 فضلا عن أغنية جماعية من ألحانه مع مجموعة من المطربيين الشباب اليمنيين المشاركين في الليلية والكورال، وهى بعنوان (بلادي أحييك فلتسلمي).

وفي هذه الليلة قدم مجموعة من الأصوات اليمنية الشابة التى غنت روائعه الغنائية التى قدمها على مدى مشواره الفني، أي أن هذه الأصوات وقبلهم (أحمد فتحي) لم يقتربوا من قريب أو بعيد لأعمال غنائية لمبدعين يمنيين آخرين.

وبالتالي لا يمكن أن تكون (الليلة يمنية) ولكنها ليلة الموسيقار الرائع ملك العود (أحمد فتحي).

وعد البحري تتصدر صورتها بوستر الليلة السورية
مجد القاسم شارك في الليلة السورية

ليلة (وعد البحري ومجد القاسم)

نأتي على كبيرة الكبائر في (الليالي العربية)!، وهي الليلة السورية، التى أقيمت يوم 13 أكتوبر على مسرح أوبرا دمنهور، ولا أدري ما سبب إقامة هذه الليلة في الأساس!

وهى ليست لها علاقة من قريب أو بعيد بدولة سوريا الحبيبة، حيث أحيي هذه الليلة، المطربة جميلة الصوت (وعد البحري)، والمطرب قوي الصوت (مجد القاسم)، وغنت (وعد) مجموعة من الأغنيات لأساطين الطرب مثل (أسمهان، وردة، عبدالحليم حافظ)، فضلا عن أغنية خاصة بها من ألبومها الأخير وهى (الليلة).

أما صاحب الحنجرة القوية (مجد القاسم) فغني مجموعة كبيرة من أغنياته المصرية، أي أن (وعد البحري، ومجد القاسم) لم يقتربا من قريب ولا بعيد بسوريا، إلا إذا استثنينا مقطع من أغنية (يا مال الشام) ترنمت به (وعد البحري)!

والطريف أن (وعد البحري) معها الجنسية المصرية، و(مجد القاسم) أقام في مصر أكثر مما أقام في سوريا، فالرجل وسطنا منذ حوالي 30 سنة!.

لكن يبدو أن (خالد داغر) ومعه المسئولين عن المهرجان أحبوا أن يخفوا جريمة (الليالي العربية) المشبوهه التى أقاموها، – مع احترامي وحبي لأصحابها من الموسيقيين العرب – ففكروا على الفور في ليلة سورية!

وذلك ليظهر (خالد داغر) في وسائل الإعلام ويقول وهو مزهو بنفسه أننا أقامنا هذا العام ليالي عربية، لبعض الدول والعام القادم ستتسع وتكثر هذه الليالي، ولسان حاله يقول بينه وبين نفسه طالما فيه أثرياء عرب من الموسيقيين!

الكوبليه الأخير:

السؤال الذي نختم به موضوعنا اليوم أو حلقتنا الثانية من مهازل مهرجان الموسيقى العربية، أين ليالي فلسطين، ولبنان من مهرجان الموسيقى العربية، أم أنهم غلابة لا يستطعون تقديم ليالي عامرة بالدولارات؟!

انتظرونا غدا وليلة جديدة من ليالي مهرجان الموسيقى العربية!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.