بقلم الكاتبة الخليجية: زينب علي البحراني
مثلما (لكُل زمان دولةٌ ورجالُ)؛ لكل زمانٍ من أزمان الدراما نجومه الذين تجتمع فيهم عناصِر قادرة على تحقيق هدف إبهار الجمهور، فإن لكل زمنٍ من أزمان الدراما فُرسانه، ويبدو أن صعود اسم الفنان (ظافر العابدين) في سماوات النجوميَّة العربيَّة يُصرُّ على الانطلاق بصورةٍ تتفوَّق على التوقُّعات.
لقد أصبحَ (ظافر العابدين) يفوز على نفسه، ويتفوَّق على ذاته، ويحصد نجاحاتٍ تقفزُ فوق ما مضى من نجاحاته! ومع أن ما يمتاز به من شغفٍ واجتهادٍ ومُثابرةٍ وذكاءٍ فني جعلهُ مؤهلاً لتأدية أدوار مُتنوعة والنجاح في تقديمها للجمهور.
لكن (هالة الجاذبيَّة) التي أنعم الله بها عليه فتحَت لهُ الأبواب نحوَ الأدوار التي تجعل منهُ آسِر قلوب شريحة لا يُستهان بها من الآنِسات والسيّدات المُشاهِدات، ما يجعل منهُ (ورقة رابحة) للأذكياء من صُنَّاع الدراما الذين يعرفون قيمة تلك الأدوار في كُل زمان.
لا سيما في زماننا بمُتغيّراته المُجتمعيَّة المُعقَّدة التي صيَّرَت من وجود تلكَ الشخصيَّة على أرض الواقع عُملةً نادرة بالنسبة للمرأة، ومن ثمَّ كنزًا ثمينًا في عالم (الاتصال الجماهيري) الذي من أهدافه النفسيَّة (إشباع الاحتياجات الخفيَّة) لدى الشريحة المُستهدفة من المُتلقّين.
جاذبيَّة الجوهر قبل المظهر:
بعد إطلاق حلقات الموسم الثاني من مُسلسل (البحث عن عُلا) من بطولة (هند صبري) و(ظافر العابدين) وآخرون عبر إحدى مِنصَّات العرض؛ مُعربةً عن إعجابها بشخصيَّة (كريم عابد) أو كما يُطلق عليهِ تحبُّبًا بين أصحابه (كريم كراميللا) في المُسلسل.
وإذا تجاوزنا عن جاذبيَّة مظهر الشخصيَّة الوسيمة دون إفراط، الأنيقة دون تكلُّف، الراقية في تصرفاتها بعفويَّة خالية من التعقيد، ثمَّة عوامل جاذبيَّة داخليَّة ليسَ من السهل على أي مُمثلٍ آخر النجاح في إبرازها.
فقد نجح (ظافر العابدين) في تأدية دور الرجُل القائد بالفطرة، القادر على تحمُّل المسؤوليَّة، المُنقِذ في أحلَك الظروف، المُستعد لتحمُّل نتائج بعض الأخطاء البريئة للمحبوبة وعدم الدفاع عن نفسه حين تورّطهُ بها (كما حدثَ حين جعلتهُ يبدو أمام أُسرتها المُتسبب برفض توظيف شقيقها!).
لقد حقق (ظافر العابدين) في تلكَ الشخصيَّة تركيبةً فريدة تجمع بين الرجل القوي الواثق وبين الإنسان اللين الحنون المُهتم بإسعاد محبوبته وحمايتها واسترضائها والتحاوُر معها قدر المُستطاع، وهي تركيبة يندر تحققها على أرض الواقع.
ما يجعل من وجودها في أي عملٍ درامي – لا سيما إن كان رومانسيًا – عامل جذبٍ للسيدات المُشاهداتِ من مُختلف الأعمار، ففي مرحلةٍ ما يُرى فيه الحبيب أو الزوج (كامل الأوصاف).
وفي مرحلةٍ عُمرية أكبر يُرى فيه (الابن البار)، وفي مرحلةٍ أصغر كثيرًا يُرى فيه الأب الدَّاعم المُتفهّم، باختصار إنهُ الفارس (بتاع كُلُّه)، القادر على إشباع جميع الأمنيات والأحلام.
وجهٌ آخر للمِصداقيَّة:
ثمَّة جانبٌ مُهم في الحياة الشخصية لـ (ظافر العابدين)، أضفى لمسةً أُخرى من الجاذبيَّة غير المُعلنة على شخصيَّة هذا الفنان بالنسبة لفئة المُشاهِدات من النساء في هذا العصر.
إذ أنهُ عندما أحب امرأةً في حياته الواقعيَّة استطاع الاستمرار معها في علاقةٍ جادَّة طويلة الأمد، وتزوَّجها، ومازالَ مُخلصًا لها، وفوق هذا لم يتأخَّر عن دعم طموحاتها الفنيَّة بإنتاج فيديو كليب لها.
هذه التصرّفات في حياته الشخصيَّة أضفَت عليه طابع المصداقيَّة في أدواره الفنيَّة الرومانسيَّة، فمن يُنفذ وعوده لامرأتهُ على أرض الواقع يسهل تصديق أدائه الرومانسي كفنَّان على الشاشة.
بينما يصعب تصديق فنَّان تنشر الأخبار عن حياته الشخصيَّة أنه غير قادر على الالتزام في حياته العاطفيَّة، أو لا يستطيع الاستقرار مع زوجة واحدة، أو يتخلَّى عن أم أطفاله.
لعل أبرز ما يُميز (ظافر العابدين) هو التطوُّر المُستمر على مُختلف الاتجاهات، فبينما نلحظ ركون ممثلين آخرين للكسل ما أن يبدأ نجمهم بالصعود ويعتمدون على مُصادفات الفُرص؛ يبدو جليًا أن ظافر ممن تتعبهم الراحة!
فهو إن لم يُمثل سيكتُب، وإن لم يكتُب سيُخرِج، وإن لم يُخرِج سيُنتج، وإن لم يُنتج سيقرأ، وإن لم يقرأ سيتعلَّم شيئًا جديدًا، وإذا أجبرهُ جسدهُ على النوم فسيحلُم أحلامًا إبداعيَّة!
بالنظر إلى هذه الشخصيَّة المُتدفقة بالطاقة الفنيَّة لا يسعنا إلا أن نشعُر بالدهشة حين عبَّر عن دهشته خلال بعض حواراته التلفازيَّة عن تلك المرحلة في حياته التي كان يُعاني خلالها من سُرعة الغضب!
شخصيَّة من هذا النوع الحيوي الذكي اللمَّاح في عالمٍ بطيء مليء ببُلداء الذهن والأغبياء؛ إن أقل ما يمكن توقعه منه هو سُرعة الغضب!