افتتاح باهت لـ (مهرجان الموسيقى العربية).. و(الغناء مبقاش بيسعد لا اللي قايله، ولا اللي سمعه)!

كتب: أحمد السماحي

خلال الساعات الماضية انتهت فعاليات افتتاح الدورة الـ 32 لمؤتمر و(مهرجان الموسيقى العربية)، التى جاءت باهتة لايوجد بها اي روح، اختفى منها بريق المهرجان العريق، وشعرنا بشيخوخته، رغم أنه في عز شبابه.

وانطبق على فقرات المهرجان المتعددة مقولة الشاعر الكبير (بهاء الدين محمد)، التى جاءت على لسان (صوت مصر) أنغام في أغنية (القلوب) التى لحنها محمد علي سليمان، وكانت تقول (الغنا مبقاش بيسعد لا اللي قايله، ولا اللي سمعه).

فجاءت فقرات حفل (مهرجان الموسيقى العربية) كئيبة خالية من البهجة، وكأن الذين يحييون هذه الفقرات مغصوب عليهم الغناء، أو قادمين.. يقدمون قدم.. ويؤخرون أخرى، ولم نسمع أغنية واحدة تعبر عن ما يحدث من حروب غاشمة من إسرائيل على فلسطين، ولبنان.

وكأن (مهرجان الموسيقى العربية) موجود على كوكب آخر غير الكوكب الذي نعيش فيه، ويسقط  فيه يوميا عشرات القتلى، ومئات الجرحى من الفلسطنيين واللبنانيين.

الكارثة أن الموسيقار (خالد داغر) مدير المهرجان في حديث له مع قناة (الحياة) التى نقلت المهرجان بشكل سيئ جدا!، سألته مذيعة القناة التى تعاني هى الأخرى من النطق السليم عن التحديات التى قابلها؟

فرد لا فض فوه قائلا: (التحدي كان المشاكل والأحداث اللي بتحصل حولنا)، ولم يذكر من قريب أو بعيد كلمة الحروب! ولا إسرائيل، ولا فلسطين ولا لبنان!، وكأن هذه المشاكل والأحداث المؤسفة عبارة عن ماسورة مجاري طفحت فعطلت الطرق!

لطفي بوشناق فقط!

الوحيد الذي لم يستطع أن يمر وجوده بلا معنى، وكأنه لم يحضر مطربنا الكبير (لطفي بوشناق) الذي أصر بعد انتهاء أغنيته (أنا حبيت واتحبيت) أن يوجّه كلمات مؤثرة ومشجعة لكل فلسطيني ولبناني لا يزال صامدًا أمام هذا العدو المحتل.

حيث قال: (بعد أذنكم أحب أحيي إخوانكم في غزة وفلسطين، ولبنان من خلال كلمات الشاعر (ماجد يوسف) التى يقول فيها:

خليك صامد يا فلسطيني رد إيماني، ورد يقيني

 بأن الحق طريقه القوة، وأن العدل العدل فتوة

 وإن الغاصب برًا وجوًا، ومش هيهز جذور في طيني

 وخليك صامد يا فلسطيني

وأنت المارد ضد السفلة، وإحنا الشعب ضد العُمَلَة

خليك صامد يا فلسطيني مهما واجهت خيانة فظيعة

أوطعنات منحطة وضيعة أنت لكل الأمة طليعة

وحده صمودك بيقويني، خليك صامد يا فلسطيني

هذه الكلمات سبق وتغنى بها لطفي بوشناق، كما وجه تحية لمصر من خلال كلمات قصيرة من رائعته الغنائية (عمار يا مصر) كلمات الشاعر الكبير (ماجد يوسف)، أيضا، والتى يقول فيها:

عمار يا مصر، يا مصر عمار، ساعة الخطر بتصدي الريح

يا حضن بيضم المجاريح، يا صدر يا حنين بصحيح

يا معلمنا نكون أحرار

يا مصر يا أم الحضارات يا أم التاريخ مليان حكايات

حفل الافتتاح ومطربين بلا هوية

من خلال متابعتي للحفل في المنزل، لاحظت أن قناة (الحياة) لم تكن موفقة في نقلها للحفل إطلاقا، فكان مؤدين الفقرات من المطربين والمطربات والعازفين، يظهرون خلف بعضهم دون أن يذكر أحد من هؤلاء، وما أسمائهم!

وكان جمهور الحاضرين (كأنَّ على رؤوسهم الطير)، أوكأنهم (واكلين سد الحنك) يتابعون فقرات الحفل برتابة وملل، وتشجيع فاتر!

قدمت حفل افتتاح (مهرجان الموسيقى العربية) الذي حضره وزراء وسفراء ودبلوماسيون، الإعلامية (جاسمين طه)، ولم تكن في أفضل حالاتها، فكانت تضغط على حروف الكلمات، وتنطق النصف الأول من اسم الأغنية، وكأنها انتهت منها، ثم تلحقها بالنصف الثاني، وقام بإخراج الحفل مهدي السيد.

وشهد الحفل في بدايته كلمة للدكتور خالد داغر مدير مهرجان الموسيقى العربية، قال فيها: (نبدأ اليوم (مهرجان الموسيقى العربية) وسط تحديات يمر بها عالمنا العربي.

ولأننا نؤمن بالدور القوي والفعال للفن والموسيقى وتأثيرهما الجاد على نشر ثقافة المحبة والسلام، قررنا أن تقام دورة هذا العام، بعد أن تم تأجيلها العام الماضي للأسباب نفسها.

ليكون مهرجان هذا العام داعما للأشقاء على اعتبار أن الغناء أحد مهامه مساندة القضايا الوطنية على مر العصور، ولنا في مسيرة نجم ليلتنا فنان الشعب سيد درويش نموذجا.

حيث كانت أغانيه ملهمة للشارع المصري في قضاياه الوطنية، لهذا حرصنا أن يكون للمهرجان رسالة مهمة ومؤثرة لدى الأشقاء في كل بقعة عربية).

ورغم هذه الكلمات الرائعة عن أن الغناء أحد مهامه مساندة القضايا الوطنية على مر العصور، فلم تقدم أغنية وطنية واحدة في حفل الافتتاح، ولا حتى تضمن برنامج الحفلات أي ذكر لأغنية تتحدث عن نضال فلسطين ولبنان!

كلمة وزير الثقافة

بعد كلمة داغر، تحدث (أحمد فؤاد هنو) وزير الثقافة وقال: اليوم (مهرجان الموسيقى العربية) يجمعنا ويوحدنا، ويحتفي بلغتنا الأم، وبتراثنا الموسيقي والغنائي الفريد، فنحن شعوب نتحدث الموسيقى، نلحن الكلمات، نعشق الغناء..

الليلة نجمتع على أرض مصر مهد الفنون التى نقش أهلها تراثهم الموسيقي على واجهات معابدهم قبل آلاف السنين، وجعلوا الموسيقى جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية..

السيدات والسادة، الموسيقى العربية ليست مجرد أصوات وألحان بل هى لغة تنفذ إلى أعماق الروح، وتنقل الأحاسيس والأشجان والأفراح..

وقد شهدت مصر على مر العصور ولادة العديد من المطربيين والملحنيين والموسيقيين الذين أثروا بإبداعهم الحركة الفنية العربية، ويأتي (مهرجان الموسيقى العربية) ليكمل الصورة..

ويلعب دورا حيويا في تعزيز الهوية، وحماية التراث الموسيقي الأصيل، من خلال هذا المهرجان نستطيع استعادة تراثنا الفني ونقله إلى الأجيال القادمة ونحافظ على أصالتنا في عالم يشهد تغييرات متسارعة، وعلينا أن نعمل لنجعل الموسيقى جسرًا للشعوب).

التكريمات

بعد الكلمة المهمة التى قالها، كرم وزير الثقافة، ورئيسة الأوبرا (د. لمياء زايد)  19 شخصية ساهمت في إثراء الحياة الفنية في مصر والوطن العربي بتسليمهم درع المهرجان وشهادات التقدير.

وهم: اسم الشاعر حسين السيد وتسلمها نجله د.حاكم حسين السيد، وبعدها تم تكريم اسم الشاعر مأمون الشناوي وتسلمها نجله ناجي الشناوي، ثم تم تكريم اسم المطرب والملحن أحمد الحجار، وتسلمها نجله عصام أحمد الحجار، ثم تم تكريم فناني الخط العربى د. خليفة الشيمي ومحمد حسن أحمد.

كما تم تكريم مجموعة من الباحثين والملحنيين والمطربيين، والشعراء وهم د. إنعام لبيب العميد الأسبق للمعهد العالي للموسيقى العربية، د. محمد السيد شبانة أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية.

والشاعر إبراهيم عبدالفتاح، وعازف العود حازم شاهين، عازف الكولة عبدالله حلمي، الموسيقار السعودي ممدوح سيف، الموسيقار العماني خالد بن حمد البوسعيدي، المطرب محمد محسن.

والموسيقار صلاح الشرنوبي، المطرب المغربي فؤاد زبادي، المطرب التونسي لطفي بوشناق، د. إيناس عبدالدايم وزير الثقافة الأسبق.

واعتذر عن عدم حضور التكريم الفنان محمد منير، وتسلم التكريم عنه الموسيقار فتحي سلامة، وكذلك اعتذر عن عدم الحضور والتكريم الموسيقار زياد الرحباني، وتسلم التكريم عنه عازف العود حازم شاهين.

الفاصل الأول من الحفل

بعد التكريمات استهل الحفل بعرض فيلم تسجيلي استعرض حياة الموسيقار سيد درويش، بعدها صعد المطرب محمد محسن، وقدم (ميدلي) قدم من خلاله عددا من أغانى الموسيقار سيد درويش.

وهي (زوروني كل سنة مرة، أهو ده اللي صار، سلمه يا سلامه، شد الحزام، طلعت يا محلى نورها).

تبعه فقرة موسيقية قدمها حفيد سيد درويش، عازف الكمان أحمد درويش، حيث قدم (منيتي عز اصطباري).

بعد ذلك صعدت لخشبة المسرح المطربة السورية لينا شاماميان، وغنت (أنا من بلاد الشمس والبيوت الدمشقية) ثم أغنية (الحلوة دي قامت تعجن)، ووجهت رسالة لكل من فلسطين، سوريا، لبنان، وكل الموجوعين من الحروب.

واختتم الفاصل الأول من حفل افتتاح الدورة 32 من (مهرجان الموسيقى العربية) المطرب التونسي الكبير لطفي بوشناق وقدم أغنية (أنا حبيت واتحبيت)، كلمات آدم فتحي، ألحان عبدالحكيم بلقايد.

مدحت صالح.. كوكب تاني

أحيي الفاصل الثاني من الحفل المطرب مدحت صالح بمشاركة عازف البيانو الموسيقار عمرو سليم، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر.

وقدم باقة مختارة من أجمل أغانيه وأغاني الزمن الجميل، وبدأ فقرته بأغنية (وحياة من خلقك وحماك)، وتوالت الأغنيات فغني (يا واحشني رد علي، ثلاث سلامات، بعيد عنك، بتلموني ليه..

العصفورة قالت لي، كل ساعة في حال، يا أجمل فرحة في حياتي، زي ما هي حبها، النور مكانه في القلوب، كذا ميزة، المليونيرات، حبيبي يا عاشق).

كلمة أخيرة:

جميل أن يقام (مهرجان الموسيقى العربية) في ظل هذه الظروف العربية الصعبة، وهى حرب إسرائيل القذرة ضد أشقائنا في (فلسطين، ولبنان).

لكن كان الأجمل أن يقدم المهرجان من خلال فقراته الغنائية رسائل وطنية، ودعم ومساندة بالغناء لأشقائنا العرب، خاصة أن الدورة هذا العام مهداه لمن أنشأ الأغنية الوطنية في مصر، وهو فنان الشعب سيد درويش.