رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: (اللغه العربية).. إنهم يتجاهلونها!

بقلم المستشار: محمود عطية*

أصبح كثير ممن نشاهدهم ونسمعهم من خلال البرامج والمقابلات التليفزيونية يستعمل ويستعين بكلمات وعبارات من اللغات وخاصه اللغه الإنجليزية نوع من الوجاهة والاستعلاء علي محدثه أو من يشاهده أو يسمع.. إنهم يتجاهلون (اللغة العربية).

برغم أن (اللغه العربية) وكما قال العالم الدكتور (مصطفي محمود) في كتابه (عالم الأسرار) أنه وقف طويلا أمام أصل اللغات وهو يتأمل لفظة (اللغة العربية): (كهف) فيجدها في الإنجليزية (Cave) ، وفي الفرنسيه نفس الحروف ونفسها في الإيطالية  وفي اللاتينيهة (Cavus).

فهو يراها واحده فأي لغه أخذتها من الأخرى، وأيهم الأصل، لذلك فالجواب يحتاج للغوص في علم اللغويات والبحث في بحر اللغات القديمة.

وبالبحث وقع بين يديه كتاب عنوانه :(اللغة العربية أصل اللغات) والكتاب باللغه الإنجليزيه للدكتورة (تحية إسماعيل) أستاذ علم اللغويات  والكتاب في نظر (الدكتور مصطفي) ثروة أكاديميه تستحق إلقاء الضوء عليها.

وهنا وفي الجدول الملحق بالكتاب نجد ونلاحظ الألفاظ المشتركه بين (اللغة العربية)، واللاتينية والفرنسية واليونانية والايطالية، ليشهد المتابع الاشتراك في اللغات المختلفة، رغم البعد بين البلاد الناطقه بهذه اللغات وهذا الكم الهائل المشترك من الكلمات.

فلماذا إذن خرجت الدكتوره (تحية) بنتيجه قاطعه بأن (اللغه العربية) هى الأصل والمنبع ..

ويستمر (الدكتور مصطفي) ويقول أن ما وصلت إليه الدكتورة (تحية) نتيجة سعة (اللغة العربية) وغناها وضيق اللغات الأخري وفقرها النسبي، ووصفت ذلك بما يسمي جذور اللغات.

فاللغه اللاتينيه سبعمائة جذر لغوي فقط والساكسونية بها ألفا جذر لغوي فقط بينما (اللغه العربية) بها سبعة عشر ألف جذر لغوي، يضاف إلى هذه السعة سعة أخرى في التفعيل والاشتقاق والتركيب.

إنني هنا أبرهن علي ثراء وجمال (اللغة العربية)

ثراء وجمال (اللغة العربية)

ففي اللغة الانجليزية (Tall) بمعني طويل والتشابه بين النطق في الكلمتين واضح ولكننا نجد في (اللغة العربية): (طال ويطول وطائل وطويل)، بينما اللفظ في الإنجليزية لا يخرج منه مشتقات للكلمة.

وهنا اكتفي بهذا المثال في نقلي من كلام (الدكتور مصطفي محمود) لأبرهن علي ثراء وجمال (اللغة العربية)، حتي الحروف كل حرف له دلالته ومكانه في الكلمة وفوق كل ذلك يقول الخالق سبحانه وتعالي (إنا أنزلناه قرآن عربيا)، ويقول أيضا  (قرآنا عربيا غير ذي عوج).

وأنا هنا لا أستعرض بلاغة شخصية في (اللغة العربية)، بل أعرض برهاين لتعجبي ورفضي لكثير من العرب يظنون أنهم مثقفين باستعانتهم بمفردات وعبارات باللغه  الإنجليزية.

استعراض (خايب).. إذا فلماذا لا يستعينون مثلا باللغة الفرنسية أو الإيطالية أو الأردو أو الأسبانية، إذا لأنهم يجهلونهم جميعا، وكل هذه اللغات هى أصل (اللغة العربية) عندما قال (سبحانه وعلم آدم الأسماء كلها).

وعلى مدار التاريخ منذ بدء الخليقه تفرعت اللغة الأصل واشتقت من اللغة العربية بعد ذلك لغات أجنبية كثيرة، وهنا أسأل المتفزلكين: هل يستعين الأجانب بكلمة واحدة من (اللغه العربية) أو بعبارة أو بأي شىء؟!

بالطبع لا.. وحتى واجهات المحلات وأسماء كثير من الشركات بكلمات وعبارات اجنبية، فهذا (تنطع وتماحيك) فارغة، حتي أثناء بحثي عن الأسانيد التي أتكلم بها وجدت حلقه من حلقات إمام الدعاه الشيخ (الشعراوي) يشرح فيها لماذا نزل القرآن بـ (اللغه العربية).

ومجمل الحوار أنها أصل اللغة وغاية في الثراء بالألفاظ والكلمات ومشتقاتها، وهنا لا أقلل من تعلم اللغات الأخرى مطلقا، فطلب العلم واجب ومن عرف لغة قوما أمن شرهم.

ولكني أري الهوية اللغوية في الحديث دون الاستعراض الفارغ ببعض الكلمات الأجنبيه وبالتحديد الإنجليزية أمر مستفز، حتى أن بعض المدارس الأجنيبه في مصر تدرس المناهج كلها باللغة الاجنبية و(اللغة العربية) علي استحياء.

في حين نري الدول الأجنبية حريصة على لغتها وتدعم تدريس لغتها في بلدان العالم وتعطي مزايا للدول التي تهتم بها، أما العرب أصحاب (اللغة العربية) الأم التي قالت عنها الدكتورة (تحيه إسماعيل) أنها أثري لغة في العالم من حيث الجذور، فلها سبعة عشر ألف جذر فهانت علينا نتيجة جهل وعدم ثقه بالنفس.

لأن من الطبيعي أن يأخذ أصحاب اللغات منا نحن أصحاب اللغة الأوسع وبالشعبي لغه (قماشتها واسعة)، ولكنهم يحافظون على لغتهم وهويتهم ولديهم ثقه بأنفسهم، برغم أن كثير جدا من الكلمات الأجنبية مأخوذه أو مشتقه من كلمات (اللغة العربية) وليس العكس كما يظن البعض.

الكلمة العربية الواحدة لها مرادفات ودلالات وأزمنه وحالات

والخلاصه:

ياحضرات: أحببت أن أنقل وجهة النظر عندما أزعجني البعض من المذيعين بفزلكتهم غير المبررة باستعمال كلمات أجنبية، لأنه المفروض لا تسعفه (اللغة العربية)، وهذا خطأ كبير جدا فالكلمة العربية الواحدة لها مرادفات ودلالات وأزمنه وحالات، ولذا أنا أعتبر هولاء مرضي نفسيين.

مش كده ولا ايه؟، ومن يريد الاطلاع فلديه مراجع كثيرة وخاصة كتاب أصل اللغات للدكتورة (تحيه إسماعيل) وحلقات للدكتور (مصطفي محمود) وغيرهم  من العالمين ببواطن (اللغة العربية).

*المحامي بالنقض – منسق إئتلاف مصر فوق الجميع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.