(حسين فهمي).. (الدونجوان) الحقيقي، والأول بين زملاء جيله (1)
* حسين فهمي بن أسرة عريقة ثرية لعبت في الحياة السياسية دورا مهما في تاريخ مصر في القرن الماضي
* كانت اطلالته منذ البداية في السينما هي اطلالة (دون جوان) فقط، بمعني إننا لم ننتظر منه أن يكون ممثل عبقريا بقدر ما هو قطعة تشكيلية جميلة!
* كان يظهر في أجمل أفلام المطربات أثناء السنوات الأولي من السبعينيات، وهى السمة التي أضيفت إلي (الدونجوان)
* كون ثنائيا فنيا وشخصيا مع النجمة (ميرفت أمين)، كما كون ثنائيات أخرى مع نجلاء فتحي، ونيللي.
بقلم الباحث الناقد السينمائي: محمود قاسم
لا يوجد حد فاصل بين الحياة الاجتماعية والثقافية لأي ممثل تنطبق عليه سمة (الدون جوان) باعتبار أن هذه السمة تكسو أصحابها في كافة الأحوال، و(حسين فهمي) علي سبيل المثال هو ابن أسرة عريقة ثرية لعبت في الحياة السياسية دورا مهما في تاريخ مصر في القرن الماضي، هذه الأسرة نزحت من تركيا، وعملت في مناصب مهمة.
وكان أهلها يتسمون بالوسامة، والوجاهة، ولون البشرة البيضاء، والعيون الملونة، وما يمكن أن نقولة هنا عن الممثل (حسين فهمي) يمكن أن ينطبق ايضا علي شقيقه (مصطفي فهمي).
بالإضافة إلى السمات سابقة الذكر، فإن (حسين فهمي) يتكلم أكثر من لغة بطلاقة، وصاحب رصيد عالي في الثقافة العامة، بالإضافة إلى دراسته للإخراج السينمائي في معاهد أميريكا.
وبالنسبة لنا فإنه لم يتوقف عن العمل في الفنون، والنشاط العام لأكثر من نصف قرن، وفي السينما منذ البداية هو (الدون جوان) الحقيقي والأول من بين زملاء جيله.
وقد انطبق هذا علي مسيرة حياته العاطفية والفنية، فهو محط أنظار الحسناوات في كل مكان، لا يحمل صفات الرجل الشرقي الأصيل الذي نعرفه، مثل السمار، والشارب المفتول، ولكنه يحمل صفات مختلفة ملونة.
(حسين فهمي).. ودلال المصرية
في السينما المصرية كانت إطلالة (حسين فهمي) منذ البداية هى إطلالة (دون جوان) فقط، بمعني أننا لم ننتظر منه أن يكون ممثل عبقريا بقدر ما هو قطعة تشكيلية جميلة.
بدا هذا واضحا في فيلمه الأول (دلال المصرية)، إخراج حسن الامام عام 1970، المأخوذ عن رواية (البعث) تأليف (تولستوي)، حيث الأمير الروسي الذي خدع خادمته، وهجرها.
ومع مرور الوقت يتحول إلى رجل عدالة، ويفاجأ أن ضحيته قد تحولت إلى عاهرة، وعليه أن يحكم عليها بالعدل، فترك وظيفته، وتفرغ للدفاع عن حبيبته.
والجدير بالذكر أن هناك أكثر من نجم سينمائي قام في السينما المصرية بعد ذلك بنفس الدور، ومنهم (محمود يس)، وآخرين.
ولكن الأمير (حسين فهمي) هو (دون جوان) في فيلمه الأول، وقد تكررت هذه الصورة في أفلامه التالية ومنها (نار الشوق)، فهو هنا الشاب الوسيم الذي تقع في غرامه ابنه مطربة شهيرة.
وهذه المطربة كانت حبيبة عم (الشاب الوسيم) في فترة شبابهما، يبدو كل شئ هنا مناسب للدونجوان، وقصة حبه، من اتساع المكان، والخضرة، وعدم وجود الخصوم، والأغنيات التي تتردد في جبال لبنان.
كان من المفروض أن يظهر هذا النوع من (الدونجوان) في زمن إزدهار الأفلام الموسيقية، كي تغني كل مطربة لهذا الولد الوسيم حسب الأعجاب والمشاعر المتدفقة.
(حسين فهمي).. وزوزو وأميرة
لذا فإن (حسين فهمي) كان يظهر في أجمل أفلام المطربات أثناء السنوات الأولي من السبعينيات، وهى السمة التي أضيفت إلي (الدونجوان).
فهو الولد التقيل، المعيد في معهد الفنون الذي تحبه (زوزو) في فيلم (خلي بالك من زوزو)، وهو أيضا (الواد التقيل) الذي تغني له سعاد حسني (الدنيا ربيع، وبمبي، بمبي) في فيلم (أميرة حبي أنا).
كما غنت له (صباح) مجددا في فيلم (ليلة بكي فيها القمر) حيث أدي دور المخرج الاستعراضي العاشق المغرور الذي لا يكتفي بزوجتة، وهى تغني له (ساعات ساعات) قبل أن تضبطه في أحضان عشيقة حين عودتها من باريس.
(حسين فهمي).. ثنائيات فنية
في تلك السنوات تقاسم أبطال الأفلام الثلاثة (محمود يس، حسين فهمي، ونور الشريف) النجمات الجميلات، وشارك كل منهم كل هؤلاء البنات في أكثر من فيلم مثل (نجلاء فتحي، وميرفت أمين، وسهير رمزي، ونيللي، ومديحة كامل).
وانفرد (حسين فهمي) بحبيبته وزوجته (ميرفت أمين) من فيلم إلى آخر، ومنها (الأخوة الأعداء، وحافية على جسر الذهب، والدموع الساخنة، ونساء المدينة، وجواز نص الليل) وغيرها.
كما كان حبيبا لنجلاء فتحي في أفلام أخري منها (حب وكبرياء، دمي ودموعي وابتسامتي، وأجمل ايام حياتي، وعاشق الروح، ولا وقت للدموع) وغيرها.
وأيضا أمام نيللي في فيلم (إمراة بلا قيد، وخطيئة ملاك، ولحظة ضعف، والعاشقة) وغيرها.
وهكذا تعددت قصص الحب السينمائية في حياة هذا الرجل (الدونجوان) بتعدد البطلات الجميلات في تللك السنوات، ومنهن أيضا (نبيلة عبيد، ونادية الجندي، وليلي علوي، وإلهام شاهين).
وعليه فقد تنوعت صورة (الدونجوان) من الضابط الإنجليزي الكبير في الحرب العالمية الثانيه في فيلم (حكمت فهمي)، وأيضا الضابط الغامض الذي يشارك في حرب اكتوبر في فيلم (الرصاصة لا تزال في جيبي).
وإلي دور الضابط الذي يختفي في الحرب في فيلم (لا وقت للدموع) وهو أيضا (البرنس) في فيلم يحمل نفس الاسم أمام (أحمد زكي)، حيث قام بدور أكثر من شخصية لأمير بوجوه متعددة أمام النجمة (ناهد يسري).
(دونجوان) هنا وقف أمام نجمات كثيرات من أجيال سابقة عليه مثل هند رستم في (مدرستي الحسناء) و أيضا نادية لطفي في (زهور برية، والأخوة الاعداء).
ثم سعاد حسني في أكثر من فيلم مثل (غرباء)، وفي كل هذه الأفلام هو الشاب العصري الذي يتصرف بطيبة ونبل، ورومانسية، سواء مع مدرسته الحسناء.
أو مع الطالبة الجامعية الجميلة (زوزو)، أو مع زميلته (أميرة)، وفي كل هذه الأفلام فإنه يتزوج من حبيبته، ويفوز بها.
كما أن (حسين فهمي) قام بدور العاشق لبنات من نفس جيل (سعاد حسني) مثل هياتم في فيلم (انتحار مدرس ثانوي)، وعفاف شعيب في فيلم (وضاع حبي هناك، وخدعتني إمرأة).
(حسين فهمي) حبيب النجمات
سرعان ما صار (حسين فهمي) عاشق لجميلات العقد التاسع من القرن العشرين مثل (إلهام شاهين، وليلى علوي، ورغدة)، وأيضا في العقد الأخير كانت هناك جينات الجاذبية تصحبه مهما تتطور به الزمن.
فعمل أمام (يسرا) في الكثير من الأفلام، أي أن بنات هذه الأجيال قد ارتمين في أحضانه وبكينا من أجله، وتوسلن الي دموعه كي يكون الحبيب المنشود.
وفي نهايه القرن شاهدناه أكثر من مرة يقوم بدور ضابط الداخلية في السجون المصرية الذي تتنافس عليه السجينات.
(دونجوان) في بعض الأحيان قد يكون شريرا، فالوسامة قناع مناسب جدا لتنفيذ الجرائم المدبرة، وهكذا لعب (حسين فهمي) دور الشرير الذي يخدع النساء بكل ما يمتلك من جاذبية، و من هذه الافلام (إن ربك لا بالمرصاد).
ولعل أدواره مع (يسرا) منذ بدايتها قد شكلت (دويتو) كبير مشهور ابتداء من فيلم (ألف بوسة وبوسة) من خلال مسيرة كبيرة من الأفلام المتنوعة مثل (اعتداء)، إخراج (سعد عرفة).
الأسبوع القادم نواصل رحلة حسين فهمي الدونجوان مع جميلات الفن، والسينما