رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمود عطية يكتب: تعليق فكرة (الإبداع) في الفن

بقلم المستشار: محمود عطية*

اختلفت كثيرا مع الصديق الراحل (وائل الابراشي) على مفهوم (الإبداع)، وخاصه في مهنة التمثيل ككل بما فيها الإخراج، فكانت وجهة نظري دائما أن المبدع كما قرأت عن مفهوم (الإبداع) ألا يخرج (الإبداع) عن البيئه التي ينشأ فيها (الإبداع)، وبمصطلح قانوني لا يخرج على (النظام العام).

أذكر هذه المقدمة بعد أن قرات عن عمل يسمي (الملحد) يتمسك به كاتبه ومنتجه ومخرجه وكل من اشترك فيه بالتمثيل وجميعهم يبحثون عن العائد والممثلون عن الآجر بعيدا عن (النظام العام).

فكما ذكرت أعلاه تماما مثل تلك اللقطات الخارجه والألفاظ غير المهذبه في الأعمال الفنية التي توصف أنها نقلا من الواقع، وهنا أقول لو انتقل الواقع إلى الشاشة، فأين (الإبداع) أذن؟

نعم: أين (الإبداع) في نقل مشاهد خارجه إلى الشاشة وأفكار مسيئة إلى المعتقدات  بحجة أنه واقع ملموس، فإذا كان واقعا فلا داعي لنشره والدعاية له من أجل مكاسب مادية بحتة.

ويشمل هذا الأمر الإعلام أيضا الذي يفرد مساحات للخوض في هذه الأمور حتي قرات منذ يومين ملفا في إحدى الصحف بعنوان (كيفية التعامل مع الطفل الملحد). حتى الأطفال لم يتركوهم ليرسخوا مفاهيم وألفاظ من المحتمل أن تنال حب استطلاع من الطفل فيحاول البحث عن المعنى فيصدم بآراء تربك أفكاره وتدخل الشك في مخيلته، ونحن نعلم أن هذا سن جودة التلقي والاستقبال.

نحن نعيش عصر الاضمحلال الفني على كافة المستويات الإبداع

نحن نعيش عصر الاضمحلال

وعلى أية حال أقول: نحن الآن نحن نعيش عصر الاضمحلال الفني على كافة المستويات، برغم الدعم غير المحدود إعلاميا والضغط لكي يتقبل المشاهد أو المستمع ما يفرض عليه.

ولا أخفي نجاح هذا الضغط على الأجيال الصاعدة، فضاع التذوق في الموسيقي والغناء والتمثيل والشعر والأدب والسيناريو، حتي وصل إلى ندرة عباقرة تلاوة القرآن.

وهنا أتساءل في دهشة: هل أصبح المال هو المراد فقط؟، أم هناك تغيير للهدف والقيمة، فأصبح الربح والأجر مقدم على (الإبداع)؟، ولا أنكر أننا مررنا بفترة اشتهرت بأفلام المقاولات وشرائط كاسيت تمتلىء بكل التفاهات والهيافات!

ولقد كتبت من قبل وفي حينه واقعة شخص لا أعرف كيف أصفه: هل هو مغني أو مؤدي أو بينهق؟، وذهب إلى نقابة الموسيقيين لكي يمنحوه ترخيص أو كارنيه عضوية المنتسبين لها وبادىء ذي بدء وجدوه لا يقرأ ولا يكتب فرفض طلبه من البداية.

وإذا به يسب النقابه ونقيبها وأعضائها ويكسر في الأثاث ويتهمهم بالرشوة، وأنا بالطبع ليس لديّ أي معلومه عن سير الأمور في نقابة الموسيقيين، المهم كان هذا الشخص قد استدعي قبلها بحوالي أسبوعين من جهه كبيرة لـ (يتنطط) أمام جمع كبير .

فكتبت له كل الحق فيما فعله بالنقابة، فكيف وهو ليس له أي تصنيف يدعي من جهه كبيره وترفضه النقابة.. هل هذا منطقي حتى يتصرف هذا (النطع) على هذا النحو المسيئ؟

ودارت الأيام واخترعوا له ولأمثاله قسم مخصوص في النقابه يلملم هؤلاء ليفسدوا الفن والذوق العام، ويجمعوا عشرات الملايين على حساب إتلاف الذوق والنظام العام، فهل هذا دربا من دروب (الإبداع)؟، إذا المسؤليه تقع على من يسمح ويجيز ويضغط من أجل هؤلاء لأسباب كثيرة غير مفهومة  ولا يتسع المقام لسردها .

أم كلثوم
عبد الوهاب
حليم

عبقريات فنية في حياتنا

الغريب أن البعض يعاتبني بعبارة (أنني متمسك بالماض) ولا يعلمون أن الماضي اطلق عليه عصر النهضه الفنية في شتى المجالات، فما من عاقل يستطيع أن يختلف علي عبقريات مبدعه مثل (أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد وحليم وفايزة ونجاة وصباح وشاديه وليلي مراد واسمهان ومحمد فوزي).

وغيرهم الكثير من الموهوبين المبدعين، وكذلك الشعراء والكتاب الذين كنا نحرص على القراءه لهم حتي في الصحف لكل منهم عمود ثابتا ننتظره يوميا ، أو مقالا مطولا على صفحات الرأي.

كنا نطلع ونستفيد بفكر وعلم وثقافة كاتبه على جناح (الإبداع)، أما الآن فحدث ولا حرج أصبحت كما يقولون سبوبة، والحقيقة لكل قاعده شواذ ولكن لا يصح في بلد المبدعيين أن ينعدم (الإبداع) والمواهب الحقيقيه سواء بقصد أو بغير قصد.

الخلاصة يا سادة: أن مادعاني إلى الكتابة في هذا الأمر هو الصاق (الإبداع) بعمل يخص العمل المسمي (الملحد) و(طنطنة) كل المنتسبين إليه بأنه إبداع مثل المخرجة إياها التي رددت أكثر من مرة أنها تتمني أن تبدع بعمل فيلم عن زنا المحارم.

والغريب أنهم يعطونها مساحه لتتحدث وتقرن هذا (الهرطقه) بـ (الإبداع)، حتي اتحفتنا بإبداعها في أنها مارست الزنا الذي يدلعوه بكلمة (المساكنة) تسع سنوات قبل الزواج.. ونعم (الإبداع).

إذن موضوع (الإبداع) يحتاج الآن الآن وليس غدا إلى إعادة نظر، ولكل من يريد أن يعرف مفهوم (الإبداع) ما عليه إلا أن يبحث عنه على (جوجل) ليتعرف على المعني الحقيقي له!

* المحامي بالنقض – منسق ائتلاف مصر فوق الجميع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.