بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
كانت (الدراما) المصريه لسنوات طويلة هى تاج الشاشات العربيه في شهر رمضان وأشهر العام كله، ينتظرها الجمهور والمحطات، وكانت ترسل الحلقات بالطائرات أحيانا في شهر رمضان.
وكانت (الدراما) في مصر متنوعة متوهجة دينيا وتاريخيا واجتماعيا، مما شكل جيلا ينطق اللهجة المصرية جيدا، ويحفظ أماكن مصر من دراماها، ويعرف جيدا نجوم مصر من خلال هذه القوة الناعمة والريادة المصرية.
ثم ظهرت المنافسة في (الدراما) التركية والأجنبية وبعض الأعمال الخليجيه في وقت تراجعت فيه كمية وحجم الإنتاج المصري، ذلك لتراجع جهات الإنتاج الرسميه سواء قطاع الإنتاج أو شركة صوت القاهره او مدينة الإنتاج وبعض جهات الإنتاج المصرية الخاصة.
وجاءت فتره طغت فيها (الدراما) المستوردة من بعض الدول الطامحة في بساط الريادة وتاج الخلافة وغيرها من مآرب أخري.
ومع صعوبة عودة جهات الإنتاج الرسمية لسابق عهدها، وأثر ذلك على اختفاء أعمال (الدراما) الكبرى التاريخية والدينية والاجتماعية، والتي حلت محلها دراما الخلافة التركية وبعضا من إنتاج دول الخليج الشقيقة.
ثم ظهر الكيان المصري الأكبر إنتاجيا وبثا وهو (الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي أصبحت تمتلك 46 شركة، و17 قناه تليفزيونية، و3 قنوات إخبارية، و٦ محطات إذاعية، و12 صحيفة وموقعا إخباريا، إضافة إلي منصة Watch it,.
هذا الكيان المصري الكبير الذي يتصدر مشاهد الإنتاج والبث والتسويق وصناعة الأخبار والإعلان والأحداث التسويقية.
وقد تميز هذا الكيان بصحوة ويقظة جعلته ينظر بعين المهنية والوطنية لكل أطراف المشهد الإعلامي، فبعد تملك القنوات والإذاعات والصحف والمواقع والمنصات وكبريات شركات الإنتاج البرامجي والدرامي والإعلاني.
وبدأت تظهر القنوات المتخصصه الإخبارية والوثائقية والرياضية والدرامية والعامه، ثم إمتدت يد الكيان إلى إنتاج وبث الحملات القومية الخاصه بالوطن مثل: (شكرا لكل يد تبني).
مبادرة بناء الإنسان
وكذا تغطية كافة المبادرات الرئاسية من 100 مليون صحة، وتطوير العشوائيات، ومبادرة بناء الإنسان، ووصلت يد الكيان إلي كل إنجاز علي أرض مصر، وفطنت الشركة (المتحدة للخدمات الإعلامية) إلى أهمية التدريب فأطلقت أكاديميتها للتدريب برئاسة وزيرة الثقافه السابقه إيناس عبد الدايم.
وأعادت المتحده أيضا زخم الحفلات والمهرجانات من خلال مهرجان العلمين، وذهبت أيضا إلي تقديم مواهب مصر من خلال برنامجها المتنوع الكبير (الدوم)، ولم تنس الشركة (المتحدة للخدمات الإعلامية) غياب صناعة الأحداث الإعلامية والفنية في مصر، فأطلقت المهرجانات والمنتديات واللقاءات لتعود الحياة إلي شريان الإعلام والفن المصري.
وفي خضم كل هذه الإنجازات الوطنية والإنتاجية وصناعة الأحداث، قدمت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية) مواسم (الدراما) شملت عشرات المسلسلات الإجتماعيه والتاريخية والوطنية وملأت فراغ إختفاء إنتاج جهات الإنتاج الرسمية.
وبدأت عجلات الإنتاج الدرامي تدور عبر (المتحدة) والشركات المصرية المتعاملة معها، مع توسيع دائرة إشراك مبدعي مصر ومنتجيها ونجومها وكوادرها في مسيرة إسترداد الريادة المصرية، وتاج الدراما العربية.
في صحوة تتماشي مع صحوة الدولة المصرية وعودة دورها الرائد في منطقتنا والعالم أجمع، ولما كان المشهد يحتاج أيضا لمزيد من الإنتاج الديني والتاريخي والشعبي الكبير الذي يجسد الحفاظ علي تاريخنا بإمتداده وعظمته، وديننا بقيمه ورواده، وتراثنا بغناه وثرائه.
فقد جاءت أخيرا المبادرة الثلاثيه من الشركة (المتحد للخدمات الإعلامية) ومدينة الإنتاج ونقابتي المهن التمثيلية والسينمائية، لتقديم أعمال تاريخية ودينية كبري تستوعب تشغيل كل نجوم مصر وستديوهاتها وشركات إنتاجها وكوادرها.
عودة لمجال (الدراما) الدينية
وتمثل أيضا عودة لمصر في هذين المجالين الهامين، وهما مجال (الدراما) الدينية والتاريخية، وبعد كل هذه الخطوات المتلاحقة نحو استرداد عرش (الدراما) والميديا والفن المصري لايتبقي أمام المتحده إلا النظر في شريحة برامجية هامة هى إنتاج برامجي عصري جاذب في مجال برامج الأطفال والكارتون ودراما الطفل.
وكذا برامج الشباب والتكنولوجيا، وبرامج الثقافة والتراث، وبرامج أطراف الوطن والحدود، والبرامج الدينية العصرية، وكل ذلك اختفي من المشهد الإعلامي المصري منذ سنوات إضافة إلي برامج الإقتصاد.
ويظل حلم إطلاق قنوات أطفال وشباب واقتصاد وتنميه وقناة لأفريقيا هو في رقبة الشركة (المتحدة المتحدة للخدمات الإعلامية) التي أخذت علي عاتقها تطوير وريادة المشهد الإعلامي المصري في منطقتنا العربية.
والصمود أمام طموح ومحاولات دولا شقيقة أو صديقه للقفز علي بساط الريادة الإعلامية، ولعل القادم يحمل خيرا أكثر لإعلام مصر ورسالتها للمنطقة والعالم .. حمي الله مصر،ووفق إعلامها، وأوصل رسالتها لكل الدنيا، وتحيا دوما مصر..آمين.