النجوم والجمهور يلجأون لـ (فيروز) منذ ضربات إسرائيل على لبنان
كتب: أحمد السماحي
لم يجد كثير من النجوم والإعلامين والجمهور، غير صوت سيدة الطرب وسلطانة القلوب (فيروز) للتعبير عن حبهم ومساندتهم للبنان.
فمنذ الضربات الإسرائيلية التى شنتها إسرائيل على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، والتى راح ضحيتها مئات الشهداء وألاف المصابين والجرحى، لجأ كثير من النجوم لصوت (فيروز).
فالمتابع لصفحة الإعلامي الكبير، ووزير الإعلام السابق (جورج قرداحي)، يجد أنه يضع منذ أيام صوت (فيروز) وهى تنشد (لبيروت من قلبي سلام لبيروت) هذه الأغنية التى مزجت بين وصف جمال بيروت ومأساة شعبها.
وتغنت بها جارة القمر (فيروز) قبل 40 عاما بالضبط، وأنشدتها في ذروة الاحتدام عندما احتدمت الحرب الطائفية في لبنان، والتى تعبر مفرداتها عن حب الوطن، ومرافعة صريحة من أجل الرجوع إلى الحكمة، منددة بانقسام الوطنية الذي دفع شعب لبنان ثمنه غالياً.
هذه الأغنية التى يبزغ شعاعها في حنايا النفوس كشمس للمحبة، وقمر للمودة، وتقف بين الناس في محاكم الحياة كمرافعة عصماء من أجل التسامح والسلام، ومن أجل التلاحم والوئام.
وترنو لتنفض غبار البغضاء عن أبناء الوطن الواحد وتحمل، مذكرة بحكمة فاعليتها وبلاغة شاعريتها.
والتى أبدعها الشاعر المرهف الإحساس (جوزيف حرب)، باكياً فيها الحنين إلى الأوطان، ونادبا في جنباتها آثار الدمار النفسي والمادي الذي سببته تلك الحرب على حد سوا.
فيروز.. ووطني
إذا تركنا صفحة الإعلامي (جورج قرداحي)، وانتقلنا إلى صفحة أخرى، نجد أن سوبر ستار العرب (راغب علامه) يُشير كل مقاطع الأغنيات التى تتغنى بلبنان، والتى تضعها صفحة سفيرة النجوم (فيروز).
إقرأ أيضا: كرمة سامي تكتب: شبابيك فيروز مضوية
وكانت آخرها منذ ساعات حيث وضع على صفحته أغنية (بيتي أنا بيتك) والتى تقول فيها سفيرة النجوم:
بيتي أنا بيتك وما إلي حدا
من كِتِر ما ناديتك وِسِع المدى
نَطَرتك عَ بابي وعَ كلّ البوابْ
كتبتلَّك عذابي عَ شمس الغيابْ
لا تِهملني لا تِنساني، ما إلي غيرك لا تنساني
بلدي صارت مَنفى، طرقاتي غطّاها الشوكْ، والأعشاب البرِّية
ابعتلي بها الليلْ، من عندك حدا يطلّ عليِّي)
وقبلها قام (راغب علامة) بتشيير أغنية (وطني) التى تقول في جزء منها :
وطني يا دِهَب الزّمان الضّايع
وطني ِمن بَرق القصايد طالع
أنا على بابَك قصيدة، كتَبِتها الرّيح العنيدة
أنا حجرة أنا سَوسنِة .. يا وطني)
والتى تنتهي بـ (إنتْ القوي، إنتْ الغني، وإنتْ الدّني، يا وطني).
فيروز.. بحبك يا لبنان
أما أيقونة (فيروز) الخالدة (بحبك يا لبنان، يا وطني بحبك، بشمالك بجنوبك، بسهلك بحبك) فقد وضعها معظم النجوم المصريين والعرب على صفحاتهم على مواقع التواصل الإجتماعي، وبعضهم وضع الكوبليه الأخير الذي تقول فيه:
سألوني شو صاير ببلد العيد، مزروعة عالداير ناروبواريد
قلتلن بلدنا عم يخلق جديد، لبنان الكرامي والشعب العنيد.
فيروز.. إحكيلي عن بلدي
المتتبع لمشوار جارة القمر (فيروز) يجد أنها أكثر المطربات غناءا لبلدها لبنان، وهذا ليس غريبا على مطربة يقترن تاريخ ميلادها 21 نوفمبر، بالعيد الوطني للبنان يوم 22 نوفمبر، وكأن القدر جعلها صوت لبنان.
فهي التى رسمت بصوتها الملائكي عبر مشوارها كل ذكرياتنا عن لبنان، والتى جعلتنا نشاركها أفراحها وأحزانها عن بلادها، فمن منا لم يردد معها:
احكيلي احكيلي عن بلدي احكيلي
يا نسيم اللّي مارق عَ الشّجر مقابيلي
عن أهلي حكايِة، عن بيتي حكايِة
عن جار الطّفولِة حكايِة طويلِة…
ومن منا لم ينشد معها أغنيتها العذبة الرقيقة (ردني إلى بلادي) التى تقول فيها:
ردني إلى بلادي مع نسائم الغوادي
مع شعاعة تغاوت عند شاطئ و وادي
ردني إلى بلادى …..
أغنيات وطنية إنسانية
ما يميز أغنيات (فيروز) للبنان أنها أغنيات إنسانية، توقظ الإنسان وتدفعه للأمام، وإلى العلا، وتحببه أكثر في وطنه، فنسمعها تنشد (في قهوة ع المفرق) فنتمنى أن نرى هذه القهوة، خاصة وهة تقول:
تخلص الدنيي، وما في غيرك يا وطني
يا وطني أه بتضلك طفل زغير
متل السهم الراجع من سفر الزمان.
فيروز.. إسورة العروس
في جمال بيروت وفي طبيعتها، غنت جارة القمر، وفي حزنها غنت، فـ (فيروز) هي الرمز، ليس بصوتها وأغنياتها فقط، بل بوطنيتها ومواقفها الوطنية والإنسانية التى لا تنسى.
ولما لا و(فيروز) هي ابنة الشعب اللبناني الثائر المحب للحياة، لهذا ردد معها الشارع اللبناني والعربي كله أغنيتها (أسورة العروس) كلمات جوزيف حرب، وألحان فيلمون وهبه، والتى تقول مطلعها:
إسوارة العروس مشغولي بالدهب
وأنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب
رسايل الغياب مكتوبه بالسهر
وأنت بالعز مكتوب يا تراب الجنوب
وبتولع حروب، وبتنطفي حروب
وبتضلك حبيبي يا تراب الجنوب
(فيروز) دونت وسطرت اسمها بمداد من أنوار لبنانية مبهرة، لا شرقية ولا غربية، على صفحات الزمن، وعلى أوراق كل قلب، كل امرأة، كل رجل، كل طفل وطفلة، كل شيخ وشيخة، فمن قلبي سلاما لبيروت، ومن قلبي سلاما لفيروز.