كتب: أحمد السماحي
خلال الساعات الماضية قضى جمهور مدينة (الشقراء) بالمملكة العربية السعودية، ضمن حفلات اليوم الوطني الـ 94، ليلة طربية رائعة، مع اثنين من أساتذة الغناء الكلاسيكي الرصين وهما (عبادي الجوهر، وعبدالله رشاد).
حيث قاما بإحياء ليلة مليئة بالغناء المليئ بالألحان المليئة بالعذوبة والشجن، والكلمة الهادفة التى تخترق القلب وتسكن فيه، ومن خلال ما قاما بغنائه أعادا جمهور الحاضرين إلى زمن الفن الأصيل الذي بات يفتقده على الساحة الغنائية حاليا.
وكان الحفل تصدر (تريند) مواقع التواصل الإجتماعي، ومعدلات البحث عبر جوجل بمجرد الأعلان عنه، نظرا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها كلا من (عبادي الجوهر)، و(عبدالله رشاد)، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، ولكن في كل العالم العربي.
وقبل يومين من موعد الحفل، أعلنت (بنش مارك) الشركة المنظمة للحفل عن بيع تذاكر حفل (عبادي الجوهر)، و(عبدالله رشاد)، بالكامل ونفادها، بعد أيام من طرحها للجمهور إلكترونيًا.
عبدالله رشاد والنشيد الوطني السعودي
كانت بداية الليلة التى لن ينساها جمهور مدينة (الشقراء) مع المطرب صاحب الإطلالة القليلة المتميزة، والحنجرة الذهبية (عبدالله رشاد) الذي أشعل المسرح بمجموعة كبيرة من أغنياته التى تنوعت ما بين الكلاسيكية، والتراثية، والشعبية، والحديثة.
ورافق (عبدالله رشاد) في هذه الأمسية الغنائية الجميلة أعضاء فرقة الأوركسترا بقيادة المايسترو المصري المبدع (أمير عبدالمجيد).
في بداية فقرته الغنائية وبمجرد دخوله على المسرح سلم عبدالله رشاد على المايسترو (أمير عبدالمجيد)، وألقى كلمة مقتضبة رحب فيها بالحضور، مبدي سعادته الكبيرة لوجوده مع أهل مدينة (الشقراء).
وشكر القنوات الناقلة للحفل وهي (mbc ، ووناسة) ومنصة (شاهد)، كما شكر أعضاء الفرقة الموسيقية التى تصاحبه في الحفل.
وقال: (مساء الخير عليكم أهل الشقراء، وأهل المملكة، وكل عام ووطننا بخير، وكل عام ومولاي الملك سالمان، الله يحفظه بكل خير، وكل عام وسيدي عراب الرؤية الأمير محمد ولي عهدنا بألف خير.
وكل عام وترفيهانا الفاخر بقيادة معالي المستشار (تركي آل الشيخ) بكل خير، وإن شاء الله تسعدوا بليلة حلوة، وأهل (الشقراء) بالذات لهم تقدير خاص على كرمهم وحسن ضيافتهم).
واستهل عبدالله رشاد فقرته الغنائية، وبمناسبة اليوم الوطني السعودي بالنشيد الوطني، الذي يقول:
سَارِعِى لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَاء، مَجِّدِى لِخَالِقِ السَّمَاء
وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ، يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ
رَدّدِى اللهُ أكْبَر، يَا مَوْطِنِي
مَوْطِنِى عِشْتَ فَخْرَ الْمُسلِمِين
عَاشَ الْمَلِكْ لِلْعَلَمْ وَالْوَطَنْ
عبدالله رشاد.. أستاذ عشق
بعد النشيد الوطني، بدأ (عبدالله رشاد) فقرته بأغنية (أستاذ عشق)، كلمات الشاعر صالح الشادي، ألحان د.عبدالرب أدريس، والتى يقول مطلعها :
الهوى أستاذ عشق وفلسفة
والهواوي بحر عشق وفلسفات
من تشوفه من وصوفه تعرفه
مغرم ماذاقت عيونه مبات
بعدها شدا بصوته العذب لأكثر من ساعة ونصف أغنيات من (ريبرتواره) الغنائي الحافل بكل ما هو جميل وقيم، فغني (محلاك يالغالي) كلمات أحمد عبدالحق، ألحان صلاح الهملان، توزيع أمير عبدالمجيد.
ثم ذكرنا بأغنيته الشعبية الجميلة (عاش من شافك)، كلمات وألحان توحة، ومن ألبومه (سمارك) غني (ليلة) كلمات سعود سالم، ألحان صالح الشهري، التى رددها الجمهور معه، واشتعل الجمهور عندما استبدل (كأني مغرم بليلة)، بجملة و(كأني مغرم بشقراء).
ولأن ألحانه التى قدمها في ألبوماته تركت بصمة لا تمحى عند جمهوره، لهذا غنى واحدة منها وهى (دار الزمن، والفلك دار) أو (السمر والبيض) كلمات صالح الشادي.
ولم يبخل على جمهور الحاضرين ببعض روائعه الغنائية، فغني أكثر من واحدة من هذه الروائع (الليل أبو الأسرار)، كلمات ناصر بن جـريد، الحـان سامي إحسان.
عبدالله رشاد والتراث والوطن
بعد (الليل أبو الأسرار) غني (عبدالله رشاد) واحدة من أشهر أغنيات التراث السعودي، وهي (لالا يالخيزرانه) التى يقول مطلعها:
لالا.. يالخيزرانه أهل الهوى ميلوكي
لالا.. وأن ميلوكي مالت الروح معاكي
ووسط تفاعل كبير من الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق، تذكر الملحن المبدع (خالد عبدالكريم) وغنى له اثنين من أشهر (الديوهات) التى قدمها عبدالله رشاد مع رقيقة الصوت المطربة الكويتية (نوال).
وهما (لولا المحبة، بين الاحباب مقياس، لا ما يصل مقياس حبك قياسي) كلمات مبروك سالم بن ماضي، و(كان ودي نلتقي، في حياتي تشرقي، مثل نجمة تبرقي، لكن اضروفك غريبه) كلمات علي عسيري.
ولعشقه لوطنه أهدى (عبدالله رشاد) أغنيته الشهيرة (عساك على القوة) كلمات أسعد عبدالكريم الفريح، الحان طلال باغر، للأمير محمد بن سلمان ولي العهد، والتى يقول مطلعها :
نهتف نقول يا محمد عساك على القوة
فكر وعزوم تتجدد، وأنت الأمل هوا
نهضة وطن وتسير برؤية حضارة وخير
أما مسك الختام والتى تفاعل معها الجمهور بقوة فكان مع أغنية (يا وارد الماء) التي شكلت مفاجأة الحفل، لا سيما أن الجمهور كان تواقا لسماعها.
عبادي الجوهر.. الأصالة تتألق
بعد أن ترك (عبدالله رشاد) المسرح مشتعلا، صعد (عبادي الجوهر) الملقب بأخطبوط العود على المسرح، وبارك للحضور العيد الوطني، وبدأ فقرته الغنائية بأغنيته الوطنية (أنا السعودي والنعم) كلمات شافية زامكة، توزيع المايسترو أمير عبد المجيد، والتى يقول مطلعها:
أنا سعودي والنعم، من بلد كلها نعم
كلي فخر وأفتخر أني سعودي
من بلد مهبط وحي موطن الهادي الامين
ما يوفيها الحكي أطهر بلاد العالمين
وتسالؤني وش بعد ؟ اي نعم
أنا سعودي والنعم وموطنى هو الأهم
بعدها وزع (عبادي الجوهر) الطرب بالتساوي على جمهور مدينة (الشقراء)، وجمهور الحاضرين في المنازل، من خلال روائعة التى لحنها وغناها وقدمها للجمهور الذي تفاعل بقوة مع كل أغنية.
وكانت بداية (عبادي الجوهر) مع رائعته (الجرح ارحم من فراقك دقيقة) كلمات الناصر، بعدها أدخلوا له العود فأحتضنه بفرحة وسعادة، وبدأ صوته يعانق السماء، وهو يغني (أنصاف الحلول) كلمات المعنى، والتى يقول في مطلعها:
مهما تقنعني بكلامك
مهما شرحك لي يطول
رغم ذوقك واهتمامك
باختصرها لك وأقول
موقفي واضح امامك
مقبل أنصاف الحلول.
عبادي الجوهر.. فراقك موت
توالت الأغنيات الطربية التى لامس (عبادي الجوهر) الوجدان بها، وهى (مهما صار تبقى أنت حبي) كلمات أسير الشوق، توزيع عمر صباغ، (ترجع بخير) كلمات الكاتب والشاعر ثامر محمد الميمان.
و(فيني حنين)، كلمات خالد العوض، كما غنى أيضا (من عذابي قلت لعيونك هلا) كلمات الشاعر الكبير خالد الفيصل، وردد الجمهور معه بحب رائعته (عيونك آخر آمالي وليلي اطول من اليم) كلمات عبدالرحمن بن مساعد.
بعدها مس (عبادي الجوهر) شغاف القلب وهو يبدع (يلا خلاص ارجع ياللي فراقك موت وغيبتك توجع)، كلمات الشاعرة رحاب، وسكن الوجدان وهو يغنى رائعته (والله أحبك واتمناك وأبيك، وتدري إنك نقطة الضعف فيني) كلمات الوافي.
وتنوع إبداع (عبادي الجوهر) ما بين قديمه وحديثه فغني (قالوا ترى مالك أمل في قربها يوم)، و(سكة طويلة)، وكان مسك الختام أغنيته (على المحبة نلتقي أحباب، الحب يجمعنا بدون أسباب).
أمير عبدالمجيد.. ليلة من الطرب
ليلة (عبادي الجوهر وعبدالله رشاد) كان عنوانها العريض (الطرب والسلطنة)، وفيها تبادل الإبداع والمبدع المقاعد، وتواصلان بمداخل مختلفة مع الجمهور، الذي كان هو الآخر طرفا أصيلا في هذه التبادليات الإبداعية والشعورية.
فخرجت ليلة لا تنسى، بقيادة المايسترو المبدع (أمير عبدالمجيد)، الذي قاد الليلة بمهارة ربان سفينة، قاد سفينته إلى بر الأمان.