(محمد عساف) يطرح قصيدة مليئة بالوجع والألم بعنوان (سلامُ لغزة)
كتب: أحمد السماحي
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، والمطرب الفلسطيني (محمد عساف) ابتعد عن الغناء العاطفي، وحلف ألا يغني إلا لوطنه حتى يتحرر، ومع تصاعد الأحداث في غزة في الفترة الأخيرة، وتضامنا مع مايدور فيها، ومايتعرض له أهلها من جرائم وحرب إبادة.
طرح (محمد عساف) منذ يومين أغنية جديدة عبارة عن قصيدة مليئة بالوجع والألم بعنوان (سلامُ لغزة) كلمات الشاعر الفلسطيني سامح المدهون، الذي فقد في السنوات الأخيرة أمه، ووالده، وأخته، وشقيقه.
ولحن الأغنية وائل اليازجي، توزيع موسيقي محمود عمار، مكس وماستر أمير محروس، وتم تصوير هذه الصرخة كفيديو كليب من إخراج محمد علوان.
سامح المدهون وسلام لغزة
الشاعر (سامح المدهون) صور لنا في كلمات قصيدة (سلام لغزة) التي غناها (محمد عساف) حالة نفسية عميقة، وتجربة روحية شاملة، لأن الحزن الذي ملأ نفس الشاعر، وملأ نفوس الفلسطنيين قد انعكس على نظرتهم لكل شيئ في الواقع الخارجي.
خاصة بعد أن خذلهم كثير من الحكام العرب، فلم يجدوا إلا الله ليستعينوا به على كل ما يتعرضون له من إبادة، حيث لا يرون إلا اللون الأحمر الذي يصبغ كل شيئ، وهو لون الدم البشري البرئ الذي سال في الشهور الأخيرة من أجساد الضحايا الأبرياء من أهل غزة.
وقد وفق (المدهون) وهو يقول في بداية كل كوبليه (لنا الله)، حيث لا يجد الإنسان منا في الكوارث الكبرى إلا الله يستعين به، ويلجأ إليه، هذا التصوير الفني الصادق العميق المؤثر، جعل جمهور المشاهدين يتأثر بقوة وهو يستمع إلى أبيات القصيدة بصوت (محمد عساف) المليئ بالصدق والشجن والحزن.
ورغم الحزن والمرارة التى يحس بها الشاعر، وأوصلها لنا المطرب (محمد عساف) بكل مهارة، لكنه لم يفقد الأمل، فحبه لأرضه، وحبه لأهله، وحبه للحياة، ونور العقيدة الراسخة في قلبه بأنهم أصحاب الأرض، جعله يتفائل ويقول (فمن عتمةِ الليلِ يأتي الصباح).
وليس هذا فقط، ولكنه يهدي سلامه لطفلٍ يتيمٍ بكى، ولمعتقلٍ صامدٍ ما اشتكى، ولجدٍ رأى نكبةً ثانية، وكأن (المدهون) يذكرنا بنكبة فلسطين الأولى عام 1948.
وما تلاها مثل مذبحة (دير ياسين)، ومذبحة (كفر قاسم)، وغيرها من الجرائم البشعة التى ارتكبها العدو الصهيوني في حق الفلسطينيين، ولم ينس في نهاية القصيدة أن يرسل تحية خاصة لغزة، ولشعبها الصامد، وللشعب فلسطين العظيم.
كلمات سلام لغزة
تقول كلمات قصيدة (سلام لغزة) التى تجاوب معها الجمهور، وحققت مشاهدات عالية وصلت لحوالي 300 ألف مشاهدة في يومين فقط:
لنا اللهُ في كلِ حزنٍ وهَم
بلادي تئنُّ بدمعٍ ودم
لناَ اللهُ رغمَ ليالي العَنا
وهولِ المآسي وحجمِ الألم
لنا اللهُ عند أنينِ الجراح
وفقدِ الشهيدِ بساحِ الكِفاح
لنا اللهُ في كلِ وقتٍ وحين
فمن عتمةِ الليلِ يأتي الصباح
سلامٌ لطفلٍ يتيمٍ بكى
لمعتقلٍ صامدٍ ما اشتكى
لجدٍ رأى نكبةً ثانية
دروسَ الثباتِ بعزمٍ حكى
نزوحٌ وجوعٌ وقهرُ الخيام
شَهِدنا صنوفَ العذابِ الزؤام
كتبنا بصبرٍ حروفَ التاريخ
وما اهتز جِفنٌ لشعبِ الكِرام
لذكرى عزيزٍ مضى للخلود
تناديه أمٌ عَسَى أن يعود
سلامٌ لغزة سلامٌ سلام
لشعبٍ عظيمٍ ونحنُ الشهود
عساف .. سأموت حرا
هذه هي القصيدة الثالثة التى يغنيها (محمد عساف) عن غزة منذ العدوان الصهيوني، فمنذ شهور قدم قصيدة رائعة بعنوان (سأموت حرا)، كلمات طارق شخاترة، ألحان وتوزيع محمد ولويل، مكس وماسترينج مصعب ولويل، تقول كلماتها:
الشمس تزأر في عرين صباحي
والليل يرجف من صهيل كفاحي
حرب الإبادة لن تزيد مواقفي
إلا الوقوف على الثبات بساحي
سأموت حرا أو أعيش بعزةٍ
أروي ترابي من نزيف جراحي
سأكون صقرا في سمائك موطني
احمي حماك بمخلبي وجناحي
سأكون في هذا الثرى زيتونةً
وظلالها لا تنحني لرياح
فلتشهد الأيام أني ثائر
خضت المعارك بالضمير الصاحي
عساف وغزة العزة
مع العدوان الإسرائيلي على غزة، غنى (محمد عساف) أول قصائده عن مدينة كل الجروح، وكانت بعنوان (غزة العزة) من كلمات سامي عفانة، ألحان وتوزيع الموسيقي وائل الشرقاوي، يقول مطلعها:
آه آه آه آه آخ آخ، غزة من الصغرعلى أرضك أنا رابي
صابرعلى الأوجاع، وما بعتو ترابي
ترابي لك أكتب يا هالتاريخ على اللي جرى بي
أنا غزة وبصمودي المثل انضرب
غزة غزة غزة، إنتي رمز العزة
إحني راسك يا التاريخ، وبغير غزة ما ترفعها
جينا أطفال وفيها نشيخ، وفيها جذوري وما تقلعها
يابا غزتنا عنوان صمود، لأجل القدس بروح تجود
ومهما تعلي اسوار حدود، روحي حرة وما بتمنعها
غزة غزة إنتي رمز العزة
الوضع الراهن في غزة
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس التي تصنفها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية، أمس الأحد الثامن من سبتمبر أنّ حصيلة الحرب المستمرة منذ 11 شهرا بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ارتفعت في قطاع غزة إلى 40972 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إن 33 شخصا على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 94761 في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 .
على الجانب الآخر ذكر تقرير حديث صادر عن (معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي) أنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، قتل 1664 إسرائيليا، من بينهم 706 جنود، وأصيب 17 ألفا و809 آخرون.
وتم إجلاء حوالي 143 ألف شخص من منازلهم وإطلاق حوالي 20 ألف قذيفة على الاراضي الإسرائيلية، وهناك 101 رهينة محتجزون حاليا لدى حماس، حسب صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أمس الأحد.