(علي عبدالستار): (لحون العود) أرجعتني إلى ملعبي الأساسي الذي حققت من خلاله بصمة
كتب: أحمد السماحي
(علي عبدالستار)، واحد من هؤلاء الفنانيين الكبار الذين تنجبهم الحياة، وكأنها تريد بظهورهم أن تحافظ على وجودها، فلو لم يوجد سفير الأغنية القطرية في بلده دولة قطر الشقيقة، لما أتيح للمجتمع الخليجي عامة والقطري خاصة أن يجد تسجيلا لعواطفه وأزماته وتطوراته الروحية بكل هذه الخصوبة وهذا الجمال والعذوبة.
(علي عبدالستار)، عشق الغناء ووجد فيه متنفسا يلجا إليه كي يسري عن نفسه أولا، وثانيا عن جمهوره كلما أرهقته، وأرهقتهم هموم الحياة ومتاعبها.
وذلك لإيمان (علي عبدالستار) أن الموسيقى الجميلة الراقية تنزع عن الإنسان ماديته وتسمو به نحو الروحانيات، وتدخل إذنه فتنعش قلبه وتقوي عزيمته وتغذي فكره، فالغناء الجميل هو بحق لغة الأرواح.
سفير الأغنية القطرية لا يهدأ ولا يكل ولا يمل من تطور فنه، والتجدد في عناصره، فهو أشبه بـ (شهرزاد) ألف ليلة وليلة، التى أنجت نفسها من القتل وحافظت على الحياة بتجدد حكايتها اليومية.
وهكذا هو (علي عبدالستار)، واكب عدة أجيال بسبب تجدد وتطور فنه، فكل فترة يفاجئنا بالجديد والمختلف الذي يحمل جزءا من قناعاته الفنية والشخصية.
منذ يومين طرح سفير الأغنية القطرية أغنية متميزة للغاية بعنوان (لحون العود) كلمات سلطان وسام الهاجرى، ألحان سعيد أبومعيتق، توزيع محمد المرى، وهندسة الصوت والمكس لوليد أبو القاسم، وتم التسجيل الأغنية والانتاج بـ (ستديوهات علي عبدالستار للصوت والصورة).
(لحون العود) من غناء البادية
أغنية (يا لحون العود) من لون الغناء البدوي القطري يعود من خلالها (علي عبدالستار) لمعانقة الأصالة في مجال الكلمة والموسيقى، بعد أن قدم مجموعة من الأغنيات الشعبية المصرية التى أوصلته لجمهور الشباب في مصر والعالم العربي وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا.
(شهريار النجوم) دق باب (علي عبدالستار) وبارك له أغنيته الجديدة، وكانت لنا هذه الدردشة السريعة معه عن (لحون العود)، حيث أعرب لنا عن سعادته البالغة بها، وما ضاعف من سعادته التعليقات الإيجابية التى قرأها، وسمعها من جمهوره.
وأكد سفير الأغنية القطرية أنه يعود بأغنية (لحون العود) إلى لون من ألوان غناء البادية الذي سبق وقدمه في أغنيات مثل: (يا حبييبي ترى القلب بعدك سرح وانجرح، جرح ما شفت، مثله جريح) كلمات خلف بن هذال العتيبي، ألحان محمد المرزوقي.
وأيضا أغنية (القلب أهل الهوى عزروبه، كنه يقطع بحدب الجنابي، سابح ونيضه على الدم دوبه، كم ليلةٍ في منامي سرابي) كلمات خلف بن هذال العتيبي، ألحان سعيد أبومعيتق.
وأضاف صاحب (يا ناس أحبه): هذا اللون من الغناء هو ملعبه الأساسي الذي عاد إليه، وإلى الناس الذي تحب فن البادية، وليس جديدا عليه، ونظرا لقرب موسم الشتاء، وهو موسم له طقوس مختلفة عند الخليجيين، حيث تكثر فيه رحلات البر، و(المقناص، أي موسم الصيد) وجد أن الشتاء هو أنسب المواسم لطرح مثل هذه الألحان.
استعادة ماضي الفن الأصيل
وسبب آخر وراء تقديم (لحون العود) هو حرصه على استعادة ماضي الفن الأصيل من ناحية، وتقديمه للأجيال الجديدة من ناحية أخرى، للتعرف بالتراث القطري.
واعتبر (علي عبد الستار) أن هذه الفنون تعبر عن حقبة زمنية متميزة عاشها الشعب القطري، ولابد للأجيال الجديدة التعرف عليها دائما عن قرب، لأن الفنون هي عبارة عن حكاوي التاريخ ولكن بشكل فني ممتع.
وعن طرح كلمات الأغنية من قبل بأكثر من صوت قال صاحب (تبرقع، المعنى يقول، يا ضايعة، أهلا أهل، والرسالة، ودع الأيام): أعلم جيدا أن كلمات الأغنية سبق وتغنى بها أكثر من صوت، حتى ملحن الأغنية (سعيد أبو معيتق) طرحها نفسه بصوته.
ولكن ستجد أن الطرح واللحن الذي طرحته مختلف تماما عما سبق وطرحه الزملاء، مع الأحتفاظ بالكلمات.
وصرح (علي عبدالستار): أن ما جذبه في غناء كلمات هذه الأغنية، قوة وجمال الكلمات المعبرة جدا، فهي من الشعر النبطي الأصيل المعروف في دول مجلس التعاون، والجزيرة العربية بصفة عامة.
كلمات الأغنية:
يا لحون العود، ولا يا مجاريرالربابة
اختلف معنى القصيد، وضيع الفنان فنه
حلم مادرى علم مدرى، نوض برق فى سحابه
اثرها طله جيبينه، يوم زاح الليل عنه
يا لحون العود، ولا يا مجاريرالربابة
أقبلت مثل الفرس لا سمعت طبول الحرابه
مقتفيها ليل اسود، والنجوم يفرقنه
النهار يمر ويعدى، وليله فى عقابه
النحر صبح تجلى، والجدايل كنهنه
يا لحون العود، ولا يا مجاريرالربابة
مخمل يلتف حول الجيد، الأتلع بالنيابه
عن سلاسيل الذهب والماس خوف يجرحنه
غاب عنى والوله خلاه، عندى فى غيابه
مادرى ان فرقاه نار، ولا درى ان لاماه جنه
يا لحون العود، ولا يا مجاريرالربابة
ياوجودى وجد عود، لاعيال ولا قرابه
ما جداه إلا يون، ويردف الونه بونه
ما لقى فزعه رفيق، ولا دعاه مستجابه
كل ما امسى له بظن، خيبت الآمال ظنه
يا لحون العود، ولا يا مجاريرالربابة
ياوجودى وجد من صفق على ماضي شبابه
بان شيبه والسنين اللى، يبيهن خالفنه
غرته خضر السنين، وراح عمره ما درى به
غررنه وارفعنه لين، سج وحولنه
يا لحون العود، ولا يا مجاريرالربابة
اختلف معنى القصيد، وضيع الفنان فنه.