رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(محمود مرسي).. الدنجوان حبيب المرأة في الفن، وعدوها في الحياة (1/2)

* كان محمود مرسي دنجوانا مختلفا تماماً عن أقرانه الذين يحملون هذه الصفة، ماعدا شيء واحد وهو الهالة الجسمانية؟!

* لا يصلح محمود مرسي مثل دنجوانات آخرين للأدوار الرومانسية، ولكنه برع  في دور الذكر الخشن المسيطر الشرير المحاط أيضا بالنساء!

* محمود مرسي في الحياة مجموعة مواقف وطنية معروفة، وأيضا كتاب غامض لم يفتحه أحد

* كانت السينما في حاجة إلى ظهوره، وتبحث عن شرير جديد بعد أن اقتربت الشيخوخة من أشرار السينما، وعلى رأسهم (زكي رستم، ومحمود المليجي)

* حبس المنتجون والمخرجون الدنجوان الجديد محمود مرسي في أدوار ذلك الرجل الجلف، الصلد.

* جسد شخصية الرجل غير المحبوب حتى وإن كان أستاذا جامعياً مثقفا وسيما، إلا أن هناك مسافة بينه وبين المرأة التي يريدها

محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم

(محمود مرسي) الممثل الذي نتكلم عنه الأن كرمز لدنجوان في السينما المصرية، هو مختلف تماماً عن أقرانه الذين يحملون هذه الصفة، ماعدا شيء واحد، وهو الهالة الجسمانية التي يطل علينا بها، إضافة إلي صوته المميز حيث برع في الإلقاء كممثل ومذيع ومخرج دراما.

ولا يصلح (محمود مرسي) مثل دنجوانات آخرين للأدوار الرومانسية، ولكنه برع  في دور الذكر الخشن المسيطر الشرير المحاط أيضا بالنساء، وهذه هى السمة التي سنتوقف عندها.

ففي الحياة الطبيعية عاش (محمود مرسي) أغلب سنوات حياته أعزب بعد أن انفصل عن الزوجة الفنانة (سميحة أيوب) التى شاركته بعض أعماله، وأحبته، ولكنهما لم يستمراً.

 فتحول تقريباً إلي عدو المرأة، يعيش بدونها في الواقع وهى موجودة من حوله في الأفلام السينمائية، أحيانا زوجة خائنة، أو إمرأة القاضي النبيل، أو الزوجة الشابة لرجل تجاوز السن، أو العاهرة التي تحمل منه، وتطلب الاقتران.

يعتبر (محمود مرسي) في الحياة مجموعة مواقف وطنية معروفة، وأيضا كتاب غامض لم يفتحه أحد ربما ابنه هو الذي يعرفه أكثر، هو المخرج الذي ترك الإذاعة البريطانية أثناء عدوان 1956.

وهو الذي عاد إلي وطنه ليعمل في إذاعة البرنامج الثاني كممثل ومخرج دارما إذاعية في فترة غير قصيرة قبل اكتشافه ليقوم بأدوار الشرير.

أنا الهارب
المتمردة

(أنا الهارب والمتمردة)

كان الدور الأول الذي جسده (محمود مرسي) في فيلم (أنا الهارب) إخراج نيازي مصطفي، فهو واحد من الهاربين من الجبل، ما سبب حرجا بالغا للضابط الذي يبحث عنه في الصحراء الغربية، هو مجرم شديد بقوة وفارس بلا هزيمة.

كانت السينما في تلك الفترة تبحث عن شرير جديد بعد أن اقتربت الشيخوخة من أشرار السينما، وعلى رأسهم (زكي رستم، ومحمود المليجي).

 والغريب أن (محمود مرسي) في فيلم (المتمردة) إخراج محمود ذو الفقار لعب  دور العاشق الذي يرمي بشباكه علي الوريثة الوحيدة لشركة إنتاجية طمعاً في مالها، جسدت الدور (صباح).

 وكانت إلي جواره الفنانة (سميحة أيوب)، وهى زوجته في تلك الفترة، في هذا الفيلم قدمه المخرج في دور يناسبه، رجل بلا عاطفة يحاول أن يؤثر علي عاشقة شابة، إنه الأفضل لها لكن هذه المتمردة تميل إلي الفنان الذي لا ينصاع لأوامرها، إنها صياغة مشابهة للنمرة التي تم ترويضها

ثمن الحرية
أمير الدهاء

(ثمن الحرية وأمير الدهاء)

حبس المنتجون والمخرجون الدنجوان الجديد (محمود مرسي) في أدوار ذلك الرجل الجلف، الصلد، مثل دور قائد الاحتلال في فيلم (ثمن الحرية) إخراج نور الدمرداش، الذي يأمر بأحضار ستة من المارة في الشارع.

ويضعهم أمام الضباط الثائر لكي يجبره بالبوح بأسماء شركاءه في التمرد، وبالفعل فأن هؤلاء المارة يقتلون برصاصات الاحتلال دون هوادة.

وفي فيلم (أمير الدهاء) لبركات هو النائب العام الذي يأمر بدخول (حسن الهلالي) إلي المعتقل، وهو البريء لمجرد أنه يريد أن يحمي نفسه وأسرته من المعلومات التي يعرفها الهلالي، حتي وأن بقي هذا الرجل في السجن مظلوماَ لمدة خمسة عشر عاما.

السمان والخريف

(السمان والخريف)

مع قفز الفنان إلي البطولة المطلقة في فيلم (السمان والخريف) بدأت الرومانسية تنز من خلال البطل الذي يمثله (محمود مرسي)، فهو (عيسي الدباغ)، الموظف الكبير الفاسد في الحكومة الملكية.

ويجد نفسه مطرودا من عمله بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 فيصبح أكثر خشونة، خاصة أن خطيبته الحسناء قد أختارت أبن عمه بدلا منه.

فذهب في لحظة يأس وإحباط لغانيات شواطيء الأسكندرية، يفترشن  سريره، وهو جسدا يكلم جسد بلا أي عاطفة، لكن (ريري) أحبت هذا الرجل، ورأته دنجوانا.

وأبلغته بفخر أنها تحمل منه جنيناً دون ندم، تزوج إحدى الأرامل الثريات التي لم تحتمل قوته وصلده وعنفوانه فعاد إلي الوحدة مرة أخري، فيما بعد يحاول استعادة (ريري) لابنته منها في تفاصيل تحول خلالها إلي دنجوان عاشق.

شيئ من الخوف

شيئ من الخوف

في فيلم (شيء من الخوف) إخراج حسين كمال، انقسم (محمود مرسي) إلي رجلين الجد والحفيد، الأول طاغية في إحدي قري مصر لا يعرف قلبه الرحمة، يجيد فن التخويف للسيطرة على أراضي الآخرين أو حرقها.

أما الحفيد فهو منذ طفولته عاشق لأبنه قريته (فؤادة) ويترعرع الحب الأخضر في قلبه، رغم أنه يتحول إلي وريثا للطغيان، لأن (فؤادة) هى حبه الوحيد فلهذا يحول هذا الحب إلي امتلاك لشخصها وجسدها.

 لقد صار (الدنجوان) هنا طاغية حقيقي لا يعرف الندم ولديه أصرار قوي الاحتفاظ بالمرأة التي رفضته رغم كل الحب القديم.

الباب المفتوح

الباب المفتوح

توالت أفلام الستينات فكانت للشخصية التي يجسدها فكنا نرى (محمود مرسي) هذا الدنجوان مع زوجة يعيش معها علي حافة حد من الموسي والشفرة، هنا يمكنها أن تجرح أي شيء تلمسه.

وبدت هذه الملاحظة في أفلام منها (الليلة الأخيرة)، و(الليالي الطويلة)، و(الخائنة)، مع المرور على شخصية الأستاذ الجامعي الوقور في فيلم (الباب المفتوح) إخراج بركات.

فهو في هذا الفيلم الأخير الرجل الناضج الذي يطلب من تلميذته الزواج، ويمارس عليها كافة أنواع التناقض فهو يعاتبها بأنها تضع المساحيق الخفيفة، ولا يراجع نفسه، وهو يرنو من بعيد إلي ركبتين جميتلين صاحبتهما (شويكار).

في تلك الفترة كان (محمود مرسي) هو الشخصية الثرية في الفيلم، وغالبا ما هو الشخص غير المحبوب حتي وأن كان أستاذا جامعياً مثقفا وسيما، إلا أن هناك مسافة بينه وبين المرأة التي يريدها.

الأسبوع القادم نواصل رؤيتنا لأفلام الدنجوان محمود مرسي في السبعينات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.