تعرف على أغنية (طلال مداح) التى كانت سببا في زواج (لطفي زيني) من (قمر بلقاضي)
كتب: أحمد السماحي
من أرق وأجمل أغنيات صوت الأرض (طلال مداح) التى قام بتلحينها وغنائها أغنية بعنوان (العيون التونسية)، كلمات متعدد المواهب (لطفي زيني)، والتى يقول مطلعها: (يا قمر تونس حنانك في القلوب العاطفية).
هذه الأغنية لها قصة أو حدوتة لطيفة جدا، حيث كتبها (لطفي زيني) في المذيعة التونسية الشهيرة التى أعتزلت النجومية والأضواء (قمر بلقاضي)، وكانت الأغنية سببا في زواجهما.
وعن قصة هذه الأغنية قالت (قمر زيني) للزميل الصحفي السعودي (علي فقندش): في عام 1969 جاء (لطفي زيني)، و(طلال مداح) ضيفان على وزارة الثقافة في تونس للمشاركة في أعياد ميلاد الرئيس (الحبيب بورقيبة).
وكنت يومها المذيعة التى تقدم كل الأنشطة الخاصة بالرئيس الحبيب بورقيبة، وكنت أغطي إعلاميا أيضا أنشطة كبار ضيوف الدولة من سياسيين ومثقفين وفنانيين مثل (أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، يوسف وهبي) وغيرهم.
وعندما جاء (لطفي زيني) و(طلال مداح) سكنا في فندق (هيلتون) تونس، وكان معهما على الدوام الشاعر الصديق أستاذنا (طاهر زمخشري)، ومعهما أيضا تونسي هو (زين الدين) الذي كان مرافقا لهما.
خطأ إملائي سبب التعارف
في هذه الفترة قام زميلي في الإذاعة (خالد التلاتلي) بإجراء الحوارات معهم في الفندق، لبرنامجه (المجلة الفنية)، وفي اليوم الذي ستذاع هذه الحوارات في الإذاعة، كنت مذيعة الإذاعة على الهواء، وكتب لي الزميل (التلاتلي) أسماء ضيوف برنامجه بخط سيئ جدا.
فكتب لي (زيني) بدون النقطة فقدمته على هذا النحو: (سيتضيف الزميل خالد التلاتلي في برنامجه (المجلة الفنية) المطرب السعودي (طلال مداح)، والشاعر والفنان (لطفي ريني)!
فغضب (لطفي زيني) واتصل بمدير الإذاعة مصححا اسمه، بعدها جاء (طلال مداح) مع الشاعر (طاهر زمخشري) لمبنى الإذاعة لتسجيل الأغنية الخاصة لمناسبة عيد ميلاد الرئيس الحبيب بورقيبة.
وعرفت (طلال مداح) على الفور لأنني كنت مغرمة بأغنيته التى تذيعها إذاعتنا دوما (سويعات الأصيل)، وقلت لصوت الأرض: (أنا فرحانة بوجودك بيننا هنا)، وجلست إليه وبابا طاهر زمخشري.
لطفي زيني وسخريته من الجمال
تضيف قمر زيني: كنت أرى (طلال مداح) يسترق النظرات لي، ويبدي إعجابه بنظرات فاترة، وفيما بعد عرفت أن (طلال مداح) كم هو عاطفي ويحب كل جميلات الأرض، ومن الممكن أن يحب كل أنثى يلتقيها لو بعد كل عشر دقائق من اعجابه بالتي سبقتها.
وبعد انتهائهما من تسجيل الأغنية، عادا إلى الفندق، وحكا للطفي زيني أنهما قابلا مذيعة تونسية جميلة جدا، فقال لهما لطفي ساخرا: (ياما شفنا بنات جميلات على قد شعر رأسنا! ومن هى (قمر) هذه التى لفتت أنظاركما؟
وفي اليوم التالي جاء معهما إلى الإذاعة، فقال لي بابا طاهر الزمخشري: (تعرفي يا قمر، لطفي قال عنك ايه؟ قال كذا وكذا..) وصمت (لطفي) ولم ينطق كلمة.
وتحدثنا في أمور كثيرة والتزم (لطفي) بالصمت والتأمل، ولم يشاركنا الحديث، فاتغظت منه وقلت لبابا طاهر ولـ (طلال مداح) يبدو أن الأخ (لطفي) إنسان سطحي جدا!، وغادرت الاستديو.
يا قمر تونس حنانك بالقلوب
تستكمل (قمر زيني) حدوتة أغنيتها فتقول: بعد يومين كنت في مكتبي في الإذاعة، وعلمت أن (طلال مداح، ولطفي زيني، وطاهر الزمخشري) في الاستديو، وطلبوني لحضور تسجيل الأغنية الجديدة لـ (طلال مداح) فنزلت ستديو(5) في الإذاعة فوجدته يغني قائلا:
يا قمر تونس حنانك بالقلوب العاطفية
كملك ربي وزانك بالعيون التونسية
في العيون التونسية تعرف السحر الحلال
راحتي راحت ضحية، رمش حالم من غزال
يا قمر تونس تراني في الهوى غضا رطيب
ماني متعود أعاني لوعة الحب الغريب
ما في زيك في البساطة، حشمتك آخر كمال
كل حاجة فيك طبيعي، شيئ ما فيه ابتذال
هدية لطفي زيني لقمر
في أحد فواصل الأغنية اقترب مني (لطفي زيني) وقال لي: (هذه الأغنية كتبتها فيك يا قمر تونس، فهي هدية أقبليها) وعزمني على سيجارة فشكرته لأنني لا أدخن.
وقلت له بغضب: أنت تكلمت عني (وحش)! مع أصدقائك، وهذه الأغنية أنت كتبتها لعيون بنات تونس الحلوة، ولمن تعرفها من عيون وليس لي.
وعموما إذا قبلتها فسأهديها أنا أيضا إلى بنات تونس، بنات بلدي)، فقال لي (لطفي زيني): (لقد كتبتها فيك أنت وأنا لا أعرف بنات من تونس غيرك).
طلال مداح يخطب قمر للطفي
تتابع (قمر زيني) حكاية أغنيتها فتقول: بعد الانتهاء من المونتاج طرت بالأغنية، ولم أطق أن أتركها فكنت أسمعها بصفة منتظمة، وأبث إذاعتها كثيرا، إنها أغنيتي التى كتبت في.
وبعد يومين جاءني (طلال مداح) للإذاعة، وطلب الحديث معي في أمر هام، ونظرا لأنني لا أستطيع أن استضيفه في مكتبي فنزلت إلى صالون الضيوف لأستقبله.
وهناك قال لي وهو يرتشف قهوته: أنا جاي أخطبك للطفي زيني الراجل واقع في دباديبيك، وأصر أن أخطبك له)، فقبلت طلبه بالضحك فقال لي (طلال مداح): (اش بك تضحكي، ايش الغريب في هذا؟!).
والحقيقة أنني كنت أضحك لأنني عندما التقيت (لطفي زيني) أول مرة، وسلمت عليه، كنت أشعر داخليا أن هناك ما سيربطنا في المستقبل وسيكون لنا شأن معا!