* أغاني مسلسل (أوراق الورد) لورده وبليغ حمدي، وعبدالوهاب محمد تنسب إلى سيد مكاوي، وعبدالعزيز سلام
* أغنيات فيلم (حكايتي مع الزمن) موجودة بدون موشح (ياعيوني)
* مسرحية (الملك هو الملك) تضحى بحمدي روؤف من أجل فاروق الشرنوبي
* أنغام تغني بأمر شركة (صوت القاهرة) بدون شعراء وملحنيين!
* إحدى الشركات تطرح سيديهات المطربين بدون صورهم
* روائع عبدالفتاح مصطفى وبيرم التونسي تذهب لأحمد شوقي
* (موال النهار) لبليغ حمدي أصبح بقدرة قادر لكمال الطويل
كتب: أحمد السماحي
للموسيقار السعودي المبدع (ناصر الصالح) أغنية يقول مطلعها (طيب وتفكيري قديم، عايش زمن عبدالحليم)، كلمات هذه الأغنية تنطبق إلى حد كبير على (العبد الله)! في ما يتعلق بحديثي عن (ذاكرة مصر الغنائية).
فمازلت أحن واشتاق إلى ما كنت أفعله منذ كنت طالبا، فحتى الآن أذهب بصفة منتظمة إلى محلات سوق الكاسيت القليلة المتبقية، لمتابعة الألبومات الجديدة، وشراء ما فاتني من ألبومات قديمة.
خاصة أنني لست من هواة سماع الأغنيات على منصات الأغاني، إلا للضرورة القصوى، ولكني من عشاق اقتناء (السيديهات)، وقراءة أسماء الشعراء والملحنيين والموزعين والعاملين في أغنيات الألبوم التى يتضمنها الـ (C.D) الجديد، وأيضا لتوثيق (ذاكرة مصر الغنائية).
أوراق الورد بتتألم
وأكون في قمة سعادتي، وأنا عائد إلى منزلي بما اشتريته من (سيديهات) جديدة، لكن في المرة الأخيرة لم أكن سعيدا! لماذا لأنني وجدت فوضى وعبث في (ذاكرة مصر الغنائية) ببعض الألبومات القديمة، خاصة فيما يتعلق بأسماء الشعراء والملحنيين؟!
ويبدو أن إيقاع السرعة والضجيج المصاحب لحالة العشوائية التى تعانى منه ساحة الغناء الحالية قد أصابها – على الأرجح – فى مقتل خلال السنوات الأخيرة تحديدا، فأصاب عطبا كبيرا في (ذاكرة مصر الغنائية).
وهذا العبث الذي يشبه ذلك العبث الموجود على (اليوتيوب) فرض سطوته على القديم وطال الذائقة السليمة بكثير من العطب، بل إنه وصل إلى حد العبث بـ (ذاكرة مصرالغنائية).
فقد فوجئت بوجود (C.D) أغانى مسلسل (أوراق الورد) الذى قدمته المطربة وردة عام 1978، مطبوع عليه أن الكلمات للشاعر(عبدالعزيز سلام) وألحان سيد مكاوي!
والواقع أن هذا خطأ كبير يعبر عن فقدان (ذاكرة مصر الغنائية)، لأن الشاعر الذى كتب كل أغنيات المسلسل هو المبدع (عبدالوهاب محمد)، ومن قام بالتلحين هو العبقري بليغ حمدي.
موشح (يا عيوني ليه تداري)
الطريف أن الشركة المنتجة لأغنيات هذا المسلسل هى الشركة التى وقفت (وردة) بجوارها كثيرا، وكانت تقدم من خلالها كل إنتاجها الفني، وذلك قبل أن تتعاقد مع المنتج (محسن جابر) الذى قامت شركته هى الأخرى بطرح ( (C.D أغانى فيلم (حكايتي مع الزمان).
وحذفت منه الموشح الجميل (ياعيونى ليه تدارى) والذى صاغ كلماته الشاعر الغنائى الكبير الراحل (عبد الفتاح مصطفى) برقة وعذوبة تناسب أجواء زمن الطرب الأصيل، وهو من ألحان الموسيقار الكبيرمحمد الموجى الذى ينتمى أيضا لنفس الزمن.
والموشح الذى سقط بطريق السهو أو متعمدا، لا أحد يدرى هو التجربة الفنية الأولى لمطربتنا وردة فى غناء هذا اللون الكلاسيكى البديع، بعده قدمت عدة موشحات في مسلسلها النادر(الوادي الكبير) بطولتها مع المطرب صباح فخري.
وظلت من بعده سنوات طويلة عازفة عن خوض نفس التجربة إلا فى نهاية الثمانينات مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودى والموسيقار عمار الشريعى فى تجربة ناجحة هى موشح (ياليل طول أو لا تطول لابد لي أن أسهرك).
المثير للدهشة أن الشركة التى أنتجت الألبوم القديم كاملا هى نفسها التى أنتجت الجديد ناقصا بدون الموشح، ما يعني فقدان (ذاكرة مصر الغنائية)!
والمفارقة الأكثر غرابة أن الشركة نفسها، وهى شركة (محسن جابر) طرحت ألبوم الفنانة الكبيرة نجاة (عيون القلب) بعد حذف الأغنية الرومانسية العذبة (قد العالم حبيتك) التى كتب كلماتها الشاعر الرحل عبد الوهاب محمد، وألحان بليغ حمدى.
كما نسبت الشركة أيضا أغنية (آه لو تعرف) التى لحنها الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وغنتها نجاة فى فيلم (سبع أيام فى الجنة) إلى الموسيقار بليغ حمدي.
كما نسبت رائعة (موال النهار) التى تغنى بها العندليب الأسمر أيام النكسة من ألحان بليغ إلى الموسيقار كمال الطويل.
(الملك هو الملك) تنسب للشرنوبي
العبث بـ (ذاكرة مصر الغنائية) لا يقتصر على جيل واحد من المطربيين، فأغنيات مسرحية (الملك هو الملك) التى قدمها مطربنا الكبير (محمد منير) وحققت نجاحا ساحقا، ومازالت الأغنيات ناجحة ومطلوبة، قام بكتابة أشعارها الشاعر الكبيرأحمد فؤاد نجم، ولحنها الملحن الراحل حمدي رؤوف.
لكن الشركة المنتجة طرحت الـ (C.D) في سوق الكاسيت، ونسبت تلحين كل أغنيات المسرحية إلى الموسيقار فاروق الشرنوبي.
أما الكارثة الكبرى فهو ما فعلته شركة (صوت القاهرة) التى قامت بكتابة اسم الشاعر الكبير أحمد شوقي على أغنيتي (توبة) التى كتبها الشاعر عبدالفتاح مصطفى، و(برضاك يا خالقي) كلمات محمود بيرم التونسي.
كما تجاهلت أسماء الشعراء أو الملحنيين في ألبوم (وحدانية) للمطربة أنغام، وفايدة كامل فى ألبومها الوحيد لديهم، رغم أن الألبومات الخاصة بهذين الألبومين مكتوب فيهما أسماء الشعراء والملحنيين!، وهذا شيئ لا يدعو للدهشة والحيرة فحسب، بل يدل على الإهمال وعدم المسئولية والعبث بـ (ذاكرة مصر الغنائية) عمدا!
وفي ذات الإطار وإمعانا في الجريمة المتعمدة التى ترتكبها يوحد سيديهات لبعض المطربين مثل (محمد العزبي،عبده السروجي، نجاة علي، أحلام) وغيرهم بدون صور هؤلاء المطربين، رغم توفر صور هؤلاء العظماء لديها بدليل وضع صور لهؤلاء في ألبومات أخرى.
الكوبليه الأخير:
السؤال الذي يطرحه (شهريار النجوم) إلى متى ستظل هذه الفوضى التى تخص أسماء الشعراء والملحنيين والموزعين؟! وكيف تحذف بعض الشركات أسماء الشعراء والملحنيين؟!
أو تنسب ألحان وكلمات بعض الأغاني لغير أصحابها الحقيقيين؟ ماهذه الفوضى؟!،هذا لايحدث فى أى دولة متحضرة، لأن الأساس فى الأغنية هو الملحن فهو المبدع الحقيقي للعمل الغنائى.
والمطرب مجرد (مؤدى) أو آله يستخدمها الملحن لتوصيل رسالته، مثله مثل أى آله موجودة فى الفرقة الموسيقية.
والكارثة الأخرى الخاصة بالشعراء والملحنيين والموزعين التى أصبحت طاغية في السنوات الأخيرة، والتى تمثل إهانة لهم جميعا، وهى كتابة أسمائهم على أغنيات وكليبات المطربيين باللغة الإنجليزية بخط صغير للغاية.
وأحيانا كثيرة تكون في نهاية الأغنية أو الكليب، وعلى العكس من كتابة أسماء الشعراء والملحنيين والموزعين بخط صغير، وباللغة الإنجليزية، نجد اسم المطرب بـ (البنط العريض) باللغة العربية، فضلا عن صور عديدة للمطرب أوالمطربة، أليس هذا شيئ يضحك لدرجة البكاء!.
وللحديث بقية