رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

طالب البلوشي (الكفيل) في فيلم (حياة الماعز): الفيلم لايسئ للسعودية، لكنه فيلم (إنساني)!

* ليست هناك نوايا خبيثه وراء فيلم (حياة الماعز)، فالقصص حتى في الكتب السماوية لها ظروفها وأحوالها، وطرحها يُتلى للعبرة والعظة.

* الجدل في الفيلم سببه إعلام وذباب قذر وتيارات حصلت على مادة دسمه للعب عليها.

* الفنون خلقت للنظر والتأمل والفهم والتطور، وكتابة الفيلم تمت على مدى 16 عاما، واستغرق تصويره 5 سنوات.

* مخرج الفيلم بلايسي قال: (طوال الفيلم لم أقصد أبدًا أن أجرح مشاعر أي فرد أو عرق أو بلد).

* لم أرتكب جريمة سياسيه في حق أحد، حتى لا أدخل السعودية، وفي النهاية المملكة العربية السعودية أهلي وبلادي لا أستطيع أن أستغنى عنهم.

أجرى الحوار: أحمد السماحي

(طالب البلوشي) ممثل عماني، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في مصر، وتخرج منه عام 1982، وحصل على الدكتوراه الفخرية في الإخراج من أكاديمية الجامعة العربية للدراسات وتكنولوجيا المعلومات.

قدم (طالب البلوشي) على مدى مشواره الفني العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والإذاعية والمسرحية التى أكدت موهبته.

وتميز من خلال أعماله في الدراما العُمانية تحديدا بتقديم أدوار الشر، لكن الشر الموظف الذي يرسل رسالة للمشاهد، وليس الشر المطلق، ومن خلال هذه الأدوار استطاع (طالب البلوشي) النفاذ والاختراق إلى أعماق أحاسيس إنسانية متشابكة ومعقدة واستدعائها، ومن ثم إخضاعها لمقتضيات العمل الفني الذي تنظمه هذه الرؤية.

أشرع (طالب البلوشي) مؤخرا كل أسلحته الإبداعية ليقدم أداءا رائعا من خلال دور (الكفيل) في الفيلم الهندي (حياة الماعز)، الذي أثار جدلا واسعا خاصة لدى الجمهور العربي، حيث يصور الفيلم الحياة الصعبة واللإنسانية لعامل هندي في صحراء السعودية.

 وفي ما يرى البعض الفيلم رسالة إنسانية مؤلمة، وكشفا للحقائق، يراه آخرون تشويها للشخصية العربية.

الفنان العماني الكبير (طالب البلوشي)

(شهريار النجوم) دق باب (طالب البلوشي) الذي جسد دور (الكفيل)، وأجرى معه هذا الحوار عن ظروف تمثيله في هذا الفيلم، ورأيه في رسالته.

 وهل الفيلم بالفعل يسئ للسعودية؟، وغيرها من الأسئلة، فاربط الأحزمة عزيزي القارئ وتعال بنا نطير إلى (عُمان) لإجراء هذا الحوار مع نجم صمت محليا، وأبدع عالميا.

* في البداية ما رأيك في الضجة التى أثارها فيلم (حياة الماعز)؟

** (طالب البلوشي): طبيعي جدا فيلم كهذا يحدث ضجه عند البعض سواء سلبا أو إيجابا، هناك فريق يعي صناعة الدراما والسينما، وهناك فريق يشتغل على العواطف والشخصنة!، وعدم الرضا بالواقع حتى لو كان هذا الواقع سيئا، خصوصا في نعرتي الوطنية والدين الذين أصبحا رحى الصراع العالمي اليوم!

الفيلم ليس فيه أية إساءة للسعودية

* بصراحة هل الغرض من تقديم الفيلم الإساءة لدولة السعودية؟

** (طالب البلوشي): أبدا والله، وكان يمكن أن يحدث في أي مكان وزمان، ولكن هذا حدث لحقيقته، فالفيلم مستوحى من محنة حقيقية لرجل هندي استُعبد في السعودية، ويستند مؤلف ومخرج الفيلم (بلايسي) على رواية كتبها الروائي (دانييال بنيامين).

فالفيلم مأخوذ حسب الرواية، وفي زمن ماض قد يكون ضيقا في بعض النظام الذي تطور واصطلح اليوم، هى رواية لشخص من شخص وليس في مكون عام.

ثم كلنا بشر ولو فتحنا مجال لكل شخص يقص قصته، فإننا سنجمع آلاف القصص للاضطهاد بكل أنواعه وظروفه في هذا العالم، سواء في العنصرية أو الهجرة الجماعية أو حقوق العمال، والهروب، وعشرات المخالفات، وغيرها كثيرا في هذا العالم المتواتر الحال.

القصص حتى في الكتب السماوية لها ظروفها وأحوالها

* البعض ادعى أن الفيلم له نوايا خبيثة هل لاحظتم هذا كفريق عمل عربى أثناء التصوير؟

** (طالب البلوشي): يا صديقي! ليست هناك نوايا خبيثه!، فالقصص حتى في الكتب السماوية لها ظروفها وأحوالها، وطرحها يُتلى للعبرة والعظة، من أجل الإصلاح وتعليم البشر، وتذكيرهم بحجمهم، ووجودهم وخلقهم.

مشكلتنا في العالم العربي، في نعراتنا عاطفيا وليس عقلا وعلما، وعلى هذه الكرة الأرضية آلاف الروايات الحقيقية لو تناولتها السينما سوف تفرز فهما وعلما وتغييرا عند العقلاء من القوم.

كما أن هناك حدائق للورد وهناك (خولي كم تأذى من أشواكها)، خلاصة القول أن الفنون خلقت للنظر والتأمل والفهم والتطور، وأهم روايات عصورنا الأبدية القضية الفلسطينية التي ننهزم عندها كعالم رغم وعيه يبقى الإعلام ألد أعدائه.

 والجدل في الفيلم سببه إعلام وذباب قذر، وتيارات حصلت على مادة دسمة للعب عليها، حفظ الله أوطاننا وأمتنا من الفتن ماظهر منها ومابطن.

البلوشي مع المخرج الهندي بلايسي

* هل علم (بلايسي) مخرج فيلم (حياة الماعز) الضجة التى أثارها الفيلم في العالم العربي؟

** (طالب البلوشي): نعم، وأبدى استنكاره محاولات إثارة الاضطرابات الاجتماعية من خلال تفسير محتوى الفيلم بشكل خاطئ، وقال (بلايسي) في منشور باللغة الإنجليزية عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الـ (فيسبوك): (حاول فيلم (حياة الماعز) بلا هوادة أن يبرز نبل النفس البشرية حتى في قلب الإنسان القاسي.

مضيفا: لقد تعزز إيمان نجيب بالله مع مرور الأيام، وحاولت أن أوصل هذه الرسالة باستمرار طوال الفيلم، ولم أقصد أبدًا أن أجرح مشاعر أي فرد أو عرق أو بلد.

وردا على ما أشيع من اتهامات حول إساءة الفيلم للشعب السعودي، قال المخرج الهندي (بلايسي): حاول الفيلم بعناية تصوير التعاطف والرحمة التي يتسم بها الشعب العربي من خلال شخصية الرجل الطيب الذي (لولا وجوده لكان نجيب قد مات على الطريق).

وأضاف (بلايسي): الرجل العربي ينقذ (نجيب) ويأخذه في سيارته (الرولز رويس) باهظة الثمن والخالية من العيوب، ويقدم له الماء ويشجعه على النوم، ويأخذه إلى مكان يمكن أن يحصل فيه (نجيب) على المساعدة.

كما تم تصوير موظفي المطعم والأشخاص في مركز الاحتجاز ونقطة تفتيش الخروج في أرباب كنماذج للطف والرحمة والتعاطف.

* بعيدا عن الضجة التى أثارها الفيلم كيف تم اختيارك للمشاركة في بطولة الفيلم؟

** (طالب البلوشي): من خلال الفيلم العُماني (زيانة)، تأليف واخراج د خالد الزدجالي  بطولتي مع زملائي (علي العامري، نورة الفارسية، سلطان الأحمد، شريفة الصابري،  خميس الرواحي)، المخرج الهندي (بلايسي) شاهد الفيلم فاختارني، للعب الدور.

(بيلاسي) ذكرني بالمخرج المصري الراحل (أحمد طنطاوي)

* بعد تعاونك في الفيلم مع المخرج الهندي (بلايسي) ما رأيك فيه كمخرج؟

** (طالب البلوشي): مخرج يختلف عن المخرجين العرب كلهم، فهو رجل احترافي متمكن فنيا من أدواته، لا يضيع وقتا، ومتميز جدا في كتابة السيناريو، وصناعة السينما في جنوب الهند، ولديه عشرات الجوائز، لهذا يسمى بـ (صائد الجوائز) هناك، وأعماله متميزه جدا.

وإنسانيا من ألطف من اشتغلت معهم، هؤلاء محترفين وعالميين يا صديقي (مش زي أغلب العرب وليس كلهم.

وذكرني بالمخرج المصري الراحل (أحمد طنطاوي) الذي عملت معه عام 1981 وأنا طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية دور في مسلسل (الكعبة المشرفة)  مخرج عالي المقام فنا وخلقا.

* ما الذي أضافه لك دور (الكفيل) في فيلم (حياة الماعز)؟

** (طالب البلوشي): أضاف لي أني دخلت عالم السينما غير المحليه، وغيرالعربية  دخلت عالم كوليوود، متمنيا بوليوود، ثم هوليوود، إذا كان في العمر بقيه، وتعلمت الاحترافية والتعامل مع كاميرا السينما وصناعتها.

طالب البلوشي مع الفنانة الممثله (إيمول)

* ألم تخشى من تجسيد شخصية (الكفيل) جلف الطباع الذي يتعامل بقسوة مع شخصية (نجيب) بطل الفيلم؟

** (طالب البلوشي): ليست المرة الأولى التي أعمل فيها مثل هذا الدور، ففي أغلب المسلسلات العُمانية التى قمت ببطولتها، كنت أجسد شخصية الرجل العنيف، أو السلبي الذي يتميز بأداء أدوار الشر، منذ عام 1986 من خلال مسلسل (آباء وأبناء) حتى آخر مسلسل انتهيت من تصويره قبل أسبوع.

ولكن السينما وحسب (السيناريو) تختلف، وتقبل المبالغة قليلا، والشخصية في فيلم (حياة الماعز) علَّمته الصحراء أن يكون جلف الطباع والجسارة.

والتعامل مع الطبيعة كيفما تتلون بكافة صعوباتها، سواء حرها الشديد، أو بردها القارس، رياحها العاتية، أوحيواناتها الخطرة، لذلك تجدون طبعي في العمل عنيف التعامل مع الوافد الذي وصل بالخطأ إلى عالمي حسب مجريات الأحداث، وهو المختلف كليا، فتجري المجريات كيفما تشتهي الرياح.

* ماهي الأماكن التى تم تصوير الفيلم فيها؟

** (طالب البلوشي): أماكن عديدة منها صحراء (وادي رم) في الأردن، وصحراء الجزائر، إضافة إلى المشاهد التي صوّرت في (كيرالا) بالهند، و(تشناي) بالهند أيضا.

* هل صحيح أن سيناريو الفيلم، ظل المخرج يكتب فيه لمدة 16 عاما؟ وما هى مدة تصوير الفيلم؟

** (طالب البلوشي): صحيح فعلا المخرج والمؤلف الهندي (بلايسي) استغرق هذا الوقت، أما تصوير الفيلم فتم على مدى خمس سنوات، حيث بدأنا التصوير عام 2018، وتوقفنا بعض الوقت عام 2020، مع أحداث كورونا، وانتهى التصوير عام 2023.

* سؤال أخير بعد الضجة التى أثارها الفيلم: ألم تخشى من منعك دخول المملكة العربية السعودية؟

** (طالب البلوشي): لم أرتكب جريمة سياسية في حق أحد، أو جريمة مخله بالشرف، حتى لا أدخل السعودية، وفي النهاية المملكة العربية السعوديه أهلي وبلادي لا أستطيع أن ستغنى عنهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.