(محي إسماعيل): لم أكرم في التجريبي رغم أنني من أنشأ التجريب، وأهدي المهرجان (بيانو للبيع)!
كتب: أحمد السماحي
بعد نشرنا أمس موضوع (سؤال للدكتور سامح مهران ماذا قدم محمود حميده للمسرح عامة، والتجريبي خاصة؟!) حقق الموضوع قراءات عالية، ودخل ضمن الأعلى قراءة، ووصلتنا ردود فعل قوية جدا من معظم نجوم المسرح في كل المجالات سواء في التمثيل، أو الإخراج، أوالتأليف، أو النقد، وعلى رأسهم الفنان (محي إسماعيل).
كما وصلتنا ردود فعل أخرى من بعض نجوم الفن المصري والعربي، ومعظم هذه الردود كانت معنا فيما طرحناه، وبعض من الردود كانت ساخرة من نوعية (هى جت على التجريبي، ما كل المهرجانات في مصر شلل ومصالح!)
و(لماذا التركيز على محمود حميدة تحديدا، ويوجد عناصر أخرى موجودة في لجنة التحكيم ليس لها علاقة بالتجريب؟!)، وقال أحد النقاد المسرحيين المهمين (سامح مهران له شلة من أصدقائه بيجمعها معاه في المهرجان).
وقال مسرحي آخر (يا أستاذ ابحث وراء المكرمين وأعضاء لجنة التحكيم، والضيوف!) والحقيقة أنني لم أفهم ماذا يقصد أستاذنا بجملته أبحث وراء المكرمين؟! وغيرها من الردود الساخرة التى تحمل مرارة.
محمد العدل وعصام السيد
على النقيض أيد بعض النجوم تكريم (محمود حميدة)، وبعضهم وضح لنا وجهة نظرهم في مسألة تكريم (محمود حميدة)، فقال المنتج الكبير محمد العدل (دكتور سامح مهران، كان واضحا فى الرد على مسألة تكريم حميدة، وأكد أن شهرة نجوم السينما مثل محمود حميدة تعمل دعاية جيدة للمهرجان).
أما مخرجنا المبدع الكبير عصام السيد فقال: (أختلف معك يا صديقى، (محمود حميدة) بخلاف العروض الثلاثة التى ذكرتها، قدم عرض رابع عبارة عن مجموعة أشعار للراحل فؤاد حداد.
وقد يبدو 4 عروض كميه ضئيلة، ولكن يحسب لمحمود حميدة أنه أول من أنشأ فى مصر ورشة لتدريب الممثل، بمشاركة الدكتور (محمد عبد الهادى)، وهى الورشة التى قدمت كثير من المواهب للحركة الفنية.
كما أنه وقف إلى جوار كثير من الفرق المستقلة بمساعدات مادية، ولوجستيه، وبالتالى هو رجل مسرح، وله الحق فى التكريم، أقول هذا وأنا ليس لى علاقة حاليا بالمهرجان).
محيي إسماعيل.. والتجريب منذ 56 عاما
من المكالمات التى وصلتنا، وفيها عتب ولوم على كل مهرجانات مصر السينمائية، والمسرحية، والتليفزيونية مكالمة من رائد المدرسة النفسية الصعبة في التمثيل الفنان الكبير (محي إسماعيل).
حيث قال نجمنا الكبير: رغم أنني اشتركت في تأسيس أول مسرح تجريبي في مصر، وهو مسرح الـ (100 كرسي)، إلا أنني لم أكرم حتى الآن في مهرجان المسرح التجريبي.
وأضاف (محي إسماعيل): لم أكرم حتى في أي مهرجان في مصر، رغم كل ما قدمته في كل مجالات الفن من أعمال فنية شهد لها الجميع، وعرضت في أكبر المهرجانات العالمية.
محيي إسماعيل و(بيانو للبيع)
تابع (رائد السيكو دراما في السينما): الحقيقة أنني لم أشترك فقط في تأسيس أول مسرح تجريبي، ولكني كنت سباقا وقدمت عرض عام 1968 أي منذ 56 عاما من إعدادي، وتأليفي، وإخراجي، وبطولتي، مدته نصف ساعة بعنوان (بيانو للبيع) تأليف الكاتب العالمي المجري (فرنيك كانيتي).
وهذا العرض عندي في مكتبتي، ويسعدني إهدائه للدكتور سامح مهران ليعرض في افتتاح المهرجان التجريبي، كأول عمل مسرحي تجريبي يقدم في مصر منذ 56 عاما، ليرى ضيوف المهرجان من النجوم العرب والعالم أننا كنا سباقين في مسألة التجريب.
وعن مدى صلاحية عرض (بيانو للبيع) للعرض الآن قال (محي إسماعيل) مؤسس الفيلم النفسي: العرض بحالة جيدة جدا، وأحتفظ به كـ (دي في دي) في مكتبتي.
ويصلح أن يعرض في مهرجان دولي عالمي لممثل خاض تجربة التجريب في مصر منذ 56 عاما، وهذا في حد ذاته شيئ غير مسبوق، ولو عرضت المسرحية في الافتتاح ستجعل المهرجان في قمته.
وصرح (محي إسماعيل)، بطل أفلام (الأخوة الأعداء، والشياطين، والأقمر، وحلاوة الروح) وغيرها: أن المسرحية تحكي عن شاب يريد شراء بيانو من سيدة، ويتقمص العديد من الشخصيات حتى توافق هذه السيدة على تخفيض سعر البيانو ليقوم بشرائه.
وهذه المسرحية مونودراما لشخص واحد هو أنا، وقدمتها عندما كان الأستاذ المخرج (سعد أردش) مسئول عن المسرح التجريبي في نهاية الستينات، والمسرحية عليها ترجمة باللغة الإنجليزية.
محيي إسماعيل، و(المخبول)
أكد (محي إسماعيل) الحائز على جائزة مهرجان قرطاج السينمائي عن فيلم (الأقمر) عام 1987: أن دوره في المسرح لم يقتصر فقط على تأسيس المسرح التجريبي فقط.
ولكنه قدم العديد من المسرحيات المهمة التى تضمنت غناء واستعراض، من هذه المسرحيات (القاهرة في ألف عام) حيث لعب دور (نابليون)، و(الليلة العظيمة) حيث جسد دور (ديلسبيس).
و(المغماطيس) في دور المغماطيس، و(بياعين الهوا) في دور (بياع الهوا)، و(تكنولوجيا الحب) وجسد دور الدكتور العاشق.
كما قدم (محي إسماعيل) عروض أخرى مثل (سليمان الحلبي، ثلاث ليالي، ورق ورق، دائرة الطباشير القوقازية، رجال بلا ظلال، البلياتشو، النار والزيتون مقالب عطيات، لا أرى لا أسمع لا أتكلم، البخيل، اللعب على المكشوف) وغيرها.
وتمنى نجمنا الكبير (محيي إسماعيل) للمهرجان النجاح والتوفيق، لكنه يريد نظرة من المسئولين عن المهرجانات في مصر، خاصة أنه قدم تاريخ فني مشرف.
كما قام بتأليف أكثر من عمل مسرحي مثل (فتى العصر) التى ناقش فيها قضية التربية والتعليم التى تشغل مصر، مثلما تشغل أمريكا في الوقت نفسه، فهي من أهم الأسس التى تقوم عليها عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لأن بناء البشر لا يحدث إلا بمعلم كفء قادر على صياغة العقول.
وكتب أيضا رواية (المخبول)، وهى رواية تحمل صفة العالمية، من خلال قضية إنسانية ممزوجة بقصة حب عاطفية مثيرة، وتجسد الرواية نموذجا للتصالح بين الوطن والمواطنيين، وما يجب أن يكون عليه التكافل الإجتماعي الذي تحث عليه القيم الإنسانية.