رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(بَنُونَ).. عمل جيد من الناحية النفسية لكل الأبطال!

علا السنجري

بقلم الكاتبة والناقدة: علا السنجري

(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)، جاءت هذه الآيه في ذهني بعد ما أتممت مشاهدة مسلسل (بَنُونَ)، المال والبنون زينة الحياة هي نعم زائلة قد تتحول إلى نقمة.

إذا أضفيت لهم صفة الكبر والنفوذ تتحول الحياة إلى جحيم، وإلى جانب وجود دوافع نفسية وعقد منذ الطفولة، وإظهارها كدافع وتبرير لكل أفعال الأبطال، خاصة في حالة استغلالهم في فرض ما تريد على من حولك وتنسى إن هناك رب لا يهمل أفعالك، فكل شيء له ثواب وعقاب.

طارق) بطل (بَنُونَ) منذ صغره ووالده يعده ليكون المتحكم في عمل العائلة، يدربه أن يستغل الآخرين لخدمته، ولا يجعل أحد أفضل منه، يحثه دائما على أنه يكون له أولاد.

يكبر (طارق) وهو لم يتمنى أو يختار حياته، لديه (معتز) صديقه الوحيد، مدمن مخدرات، وهو الآخر يعاني من مشاكل عائلية مع والده تاركا له البيت ليعيش وحيدا مع صديقته دون زواج ولا يريد اي التزام.

بحسب قصة (بَنُونَ) يستغله طارق لاحتياجاته للمال ولا يوفر له عمل ولا يساعده على العلاج من الإدمان ليمارس قوته معه، يتزوج (طارق) من (سارة) على الرغم من علاقته غير الشرعية مع  (شاهي)، ويرفض أن يكون له طفل منها.

ويستمر في علاقته معها حتى بعد الزواج، يصبح حديث والدته ووالده هو متى يكون له أولاد مما يدفع زوجته لعمل تحليل لتكتشف أنها قادرة على الإنجاب وتحثه على عمل تحليل هو الاخر.

تكون صدمة له عدم قدرته على الإنجاب نهائيا ،وعندما تكتشف زوجته تخبره انه سيبقى سر بينهم وانها لاتريد غيره، لكنه يدبر خطة شيطانية مع (معتز) ليجعل زوجته حامل من (معتز) بعد تخديرها ولا يجعلها تشعر.

يتم ذلك تحت سمعه وبصره، وعندما تكشف زوجته حقارته تنتقم منه وتتفق مع معتز على قتله، وتنتقم من معتز بتسليمه للشرطة، وتورث (طارق) مع طفلها دون أن تعلم أسرة (طارق) الحقيقة.

ميريت عمر الحريري
(بَنُونَ) عمل مستوحى من قصة حقيقة حدثت بالفعل

مستوحى من قصة حقيقة

(بَنُونَ) عمل مستوحى من قصة حقيقة حدثت بالفعل، كتبها (رفيق القاضي وأسامة حسام الدين) بشكل جيد من الناحية النفسية لكل الأبطال، التفوق الاقتصادي للبطل وتدرجه في الطبقة الاجتماعية للأعلى جعله عرضة للمرض النفسي.

فهو لم يختار حياته بل رسمها والده له، جعله هدف ليحقق كل ما يريده، حتى ولو بالغلط، (معتز) أيضا مريض نفسي دفعه للإدمان ليصبح فريسة سهلة لاحتياجه للمال، (سارة) دفعها ما حصل معها للانتقام.

السيناريو والحوار (محمود محرم) في (بَنُونَ) جاء مناسبا مع الأحداث النفسية والمستوى الاجتماعي والوقائع الفعلية، التشويق ليستمر المشاهد في المتابعة.

الفنان (هاني عادل) في البداية جاء تمثيله باردا ربما لطبيعة الشخصية، لكنه جاء قويا مع تصاعد الأحداث خاصة في معارضته لأخته لتتزوج من تحب، لأنه أقل  منهم ماديا و إجتماعيا.

في المواجهة بين (محمود حجازي) و(هاني عادل) أجاد كلايهما

(محمود حجازي) أجاد في دوره

وفي المواجهة بينه وبين الفنان (محمود حجازي)، الذي أجاد الدور جيدا من حيث نقاط الضعف والقوة وتبين ذلك أيضا في المواجهة بينه وبين البطل أيضا،و قوعه تحت قسوة والده وإذلاله له حتى أمام الناس دفعه للإدمان.

كذلك (بسنت شوقي) أدائها كان عاديا في البداية، لكن في نقطة التحول للانتقام جاءت قوية، (ميريت عمر الحريري) أجادت دور السيدة الأرستقراطية، (يارا عزمي) مقبولة في أول دور لها، لكنها تحتاج لأكثر من ذلك لتكون أفضل.

(رشا بن معاوية) في دور (شاهي) اختيار جيد، (خالد حمزاوي) عودة جيدة للدراما، (أمير العشري) في دور الضابط خاصة في لازمة (الله) مع كل اكتشاف جديد في القضية رائع.

(مريم سعيد) في دور الأم رغم قلة المشاهد قدمت مشاعر الأم التي تخاف على ابنتها، (رفيق القاضي، وهيا فياض) في دور الأقارب الذين يريدون الاستيلاء على العمل جاء جيدا إلى حد ما.

(أسد فولادكار) كمخرج استغل كل العناصر من زوايا الكاميرا والديكور والإضاءة ليظهر جوانب الشخصية النفسية، وإن كانت الصورة كئيبة نوعا ما بسبب طبيعة الحدث الدرامي.

أعتماد العمل على الدوافع النفسية وعقد الطفولة لتجعلها سبب الجريمة الغريبة، فما يحدث في الواقع أحيانا يكون أغرب من الخيال أحيانا، وربما هذا ساهم في سير الأحداث بشكل جيد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.