رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سر عبث (راشد الماجد) والموسيقار طلال بقصيدة ( مُوال بغدادي) لنزار قباني!

المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفه.

كتب: أحمد السماحي

طرح (راشد الماجد) منذ أيام ألبومه الجديد الممتع (استحالة)، وفي هذا الألبوم تغنى بقصيدة رائعة بعنوان (مُـدّي بسـاطيَ، وامـلأي أكوابي) كلمات الشاعر السوري الكبير نزار قباني، وألحان الموسيقار الدكتور طلال، وتوزيع يحيي الموجي.

وبعد الاستماع إلى هذه القصيدة الرائعة تبادر إلى ذهني سؤال، وهو هل من حق شخص ما سواء كان ملحنا أو مطربا أن يغير من ملامح قصيدة ما عند غنائها؟!

خاصة أن التغيير والحذف هذه المرة حول القصيدة من قصيدة سياسية تتغنى بحب (بغداد)، هذا البلد العظيم صاحب التاريخ والحضارة، إلى قصيدة عاطفية تتغنى بحب إمرأة!

والسؤال الذي نطرحه ما سر عبث (راشد الماجد) أو الدكتور طلال بواحدة من أجمل القصائد التى تغنت بحب بغداد، والتى كتبها الشاعر (نزار قباني) كعادته بشكل بسيط وساحر، وجعلنا نتمنى أن نسافر إلى العراق ونشاهد الأماكن التى تحدث عنها في قصيدته؟!

والسؤال الآخر إذا كان المطرب (راشد الماجد) يريد غناء قصيدة عاطفية للشاعر نزار قباني، ويريد الموسيقار الدكتور طلال تلحين قصيدة لشاعر الحبّ والمرأة، فما أكثر القصائد التى كتبها مبدعنا السوري الكبير والتي لم تغن حتى الآن.

خاصة وأن التغيير والحذف لم يكن في صالح القصيدة الأصلية، فالتغيير كان كبيرا وكثيرا بداية من تغيير اسم القصيدة من (موال بغدادي) إلى (مُـدّي بسـاطيَ وامـلأي أكوابي).

الشاعر الكبير نزار قباني
تم حذف اسم (بغداد) من كل الأبيات التى تغنى بها (راشد الماجد)

حذف اسم (بغداد)

كما تم حذف اسم (بغداد) من كل الأبيات التى تغنى بها (راشد الماجد)، وجعل الكلمات كأنه يخاطب إمرأة، وليس بلدا، كما حذف كثير من الأبيات.

واليوم في باب (محذوفات الأغاني) سننشر القصيدة الأصلية، كما كتبها الشاعر نزار قباني، وتحتها سننشر القصيدة كما تغنى بها المطرب (راشد الماجد)، وعليك عزيزي القارئ عقد مقارنة بين القصيدتين.

والإجابة على هذا السؤال، هل ما فعله (راشد الماجد) والموسيقار الدكتور طلال كان في صالح القصيدة أم العكس؟!

كلمات القصيدة كما كتبها الشاعر الكبير نزار قباني:

مُـدّي بساطيَ واملأي أكوابي

وانسي العِتابَ فقد نسَيتُ عتابي

عيناكِ، يا بغدادُ، منذُ طفولَتي

شَمسانِ نائمَتانِ في أهدابي

لا تُنكري وجهي، فأنتَ حَبيبَتي

وورودُ مائدَتي وكأسُ شرابي

بغدادُ.. جئتُكِ كالسّفينةِ مُتعَباً

أخفي جِراحاتي وراءَ ثيابي

ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي

وتلاقتِ الشّفَتانُ بعدَ غيابِ

أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفـِقُ عمرَهُ

في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ

 بغدادُ طِرتُ على حريرِ عباءةٍ

وعلى ضفائرِ زينبٍ وربابِ

وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّهُ

والفجرُ عرسُ مآذنٍ وقِبابِ

حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ

ترتاحُ بينَ النخلِ والأعنابِ

حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني

وأشـمُّ في هذا التّرابِ ترابي

لم أغتربْ أبداً  فكلُّ سَحابةٍ

بيضاءُ، فيها كبرياءُ سَحابي

إن النّجـومَ السّاكناتِ هضابَكمْ

ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي

 بغدادُ عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ

لكنَّ حُسنَكِ لم يكنْ بحسابي

ماذا سأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي

فهواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ

يغتالُني شِعري، فكلُّ قصيدةٍ

تمتصُّني، تمتصُّ زيتَ شَبابي

الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي

وينامُ في لَحمي وفي أعصابي

 بغدادُ.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى

يا مخزنَ الأضواءِ والأطيابِ

لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يدي

فالشّوقُ أكبرُ من يدي ورَبابي

قبلَ اللقاءِ الحلوِ كُنتِ حبيبَتي

وحبيبَتي تَبقينَ بعـدَ ذهابي

……………………………………………….

تغنى بها (راشد الماجد) بعد حذف كثير من أبياتها

الكلمات التي تغنب بها (راشد الماجد)

كلمات قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني، كما تغنى بها (راشد الماجد) بعد حذف كثير من أبياتها، وتغيير عنوانها من (موال بغدادي) إلى (مدي بساطي وأملئي أكوابي):

مدي بساطي واملئي أكوابي

وانسي العتاب فقد نسيت عتابي

لاتنكري وجهي فأنتي حبيبتي

 وورود مائدتي وكاس شرابي

أنا ذلك البحار أوفق عمره

في البحث عن حب وعن أحباب

ماذا سأكتب عنك في كتب الهوا

 فهواك لايكفيه ألف كتاب

مدي بساطي واملئي اكوابي

وانسي العتاب فقد نسيت عتابي

لاتظلمي وتر الربابة في يدي

 فالشوق أكبر من يدي وربابي

قبل اللقاء الحلو كنتي حبيبتي

وحبيبتي تبقين بعد ذهابي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.