بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
ظلت صورة مصر في (الإعلام) والسينما والدراما لسنوات طويله لا تعبر عن واقعها وبشرها ومميزات نسيجها وخصائص مجتمعها، فكانت صورة مصر مليئه بالعشوائيات وسكان المقابر والشحاذين والمخدرات والثأر والانحراف السلوكي والأخلاقي والفساد الإداري، وكل ذلك علي خلاف الحقيقة والواقع.
فمصر التاريخ والعمارة والجمال والفنون والنوابغ والتكاتف والتعايش والقيم والتقاليد وصحيح الدين ودفئ الأسرة وعبق الشرق وهوليوده النابض بحيوية الفن السينمائي والدرامي والموسيقي.
ولكن صناع المحتوي الدرامي و(الإعلام) آثروا المعالجات التي تجذب جماهير المشاهدة من مآسي العشوائيات وسكان المقابر وعوالم المخدرات والبلطجة والفساد، رغم أن كل ذلك لايروق للمشاهدين المخلصين، ويسئ لأبنائنا خارج الحدود وسمعة أم الدنيا.
وظل الصراع حول تفسير مبررات ذلك، هل كتاب النص؟، أم منتجيه؟، أم نجومه؟، أم الجماهير، أم الشباك؟
ولما أيقن الجميع أن مصر ليست هكذا فقط فكل بلدان العالم بها سكان العشوائيات من الهند إلي أمريكا، وكل دول العالم بها الصالح والطالح فكلنا بشر لانخلو من نقصان العقل والدين والمنطق.
ورغم المقالات والدراسات حول الصوره السلبيه لمصر مجتمعا وشعبا والتوصيات بأن نقدم صورة واقعيه مصر عن طريق (الإعلام) تشمل إلي جانب مايقدم جمال معالمها، ونقاء شعبها وتفوق وجدعنة فتياتها ونسائها وسحر مدنها التاريخية والجديدة وتنوع مقاصدها.
أذرع (الإعلام) المتنوعة
إلا أن الجانب التجاري غلب علي الحس الوطني أحيان كثيرة، حتى أصبح للدولة أذرعه (الإعلام) المتنوعة، من إدارات للإنتاج الإعلامي بالوزارات والهيئات، وكذا الشبكات والمحطات شبه الرسميه التي فطنت لهذه الصوره المغايره تماما لواقع مصر الجديده الملئ بالإنجازات.
سواء كان ذلك على مستوى (طرق ومحاور ومدن جديدة، ومطارات وموانئ، وأحياء وتطوير عصري للعشوائيات، وجامعات ومشروعات عملاقة في مجالات مختلفة (زراعيه وصناعيه وترفيهية) تستحق ان نجمل بها شاشاتنا التليفزيونيه والسينمائيه بدلا من العبث وغثاء السيل الحاصل ليل نهار.
فبدأ العمل علي بث صورة مصر الساحرة الواعدة كماهي علي أرض الواقع، منذ حفل تنصيب السيد الرئيس بقصر الرئاسه حيث شهادنا على الطبيعة جمال المكان وسحر الإضاءه وسلاسة اللقطات ووطنية النقل المباشر علي الهواء عبر (الإعلام) الواعي
ثم جاء حفل نقل الممياوات الملكية لينقل جمال قلب القاهرة الساحرة ليلا ونهارا، من المتحف المصري وميدان التحرير وحتي الوصول إلي متحف الممياوات الآسر بأثاره الفخمة بالفسطاط.
ثم جاءات صور معالم العاصمة الإدارية الحديثة ومدنها الذكية المتخصصة، وأحيائها لتضيف جمالا علي جمال بقاع مصرالمحروسة برعاية المولى عز وجل، وليقدم الإعلام صورة عصرية لمصرنا الجديدة بعيون مصرية مخلصة للعالم أجمع.
وظلت السينما بعيدة عن هذا السباق في مواقع تصوير أفلامها، واقتربت دراما المسلسلات من بعض جماليات مصر من عمارتها الحديثه ومدنها الساحرة وقصور وشاليهات بعض الكمباوندات الجديدة التي يعرضها (الإعلام) الحالي.
فأضافت لصورة مصر ما تأخر كثيرا عن الإضافة والتجديد، وبدأ العالم وأبناء مصر بالخارج يرون صورة مغايرة تماما وعصرية خلابة لمعالم مصر درة شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه، قلبا وعاصمة وأطرافا.
وأسعد ذلك أبناء مصر ومحبيها وجذب ونشط حركة الاستثمار والسياحة لهذه الدولة الفتيه الواعدة الجميلة شكلا ومضمونا، وأصبح جمال الإنجاز وسحر المعالم وجاذبية الصورة وعظمة البشر، أحد مفردات البث الرسمي لصورة ام الدنيا الغنية بروافدها الفنية والثقافية.
وتوالي ذلك بسلسلة تنويهات (الإعلام) التي تتمثل في: (شكرا لكل يد تبني مصر)، تلك السلسلة الواعية الذكية، التي نقلت معالم الإنجاز في ربوع مصر برؤية وخطة وإبداع فني سبق التحضير له جيدا وذو أهداف ورسالة ومعان كثيرة تعكس صورة مصر الحضارية.
سحر وعظمة المعالم
ثم جاءت صور الحياة في العاصمة الجديدة بمبانيها وصروحها، ومحاور التنقل ومدينة العلمين الجديدة بجمالها الآخاذ، ومهرجانها الذي يشع ضوءا، والحياة فيها وسحر وعظمة معالهما لتضيف إلي معالم مصر من القاهرة إلي جنوب الوادي والغردقة وشرم الشيخ والأسكندرية والساحل.
وهنالك معالم مصرية عديدة غيرت صورة المحروسة أمام أبنائها والعالم، لتجعل منها مقصدا للترفيه والسياحة والاستثمار والإستقرار، وكما إاتقدنا غياب الإعلام عن جوانب مجتمعية عديدة واتهمناه بالتقوقع والتقصير.
واليوم نصفق له من أجل صورة مصر وسمعتها ومشاعر أهلها ومستقبلها المنشود بفضل الخالق الأعظم، حمي الله مصر، وتحيا دوما مصر،الجميلة الفتية التي هى بستان العالم، وكرسي الملك الجميلة، من لم يرها لم يرى شيئا كما قال هكذا عنها (ابن خلدون) في مقدمته، والسلام على مصربوسائل (الإعلام) ومن فوقها شعبا وحضارة وتاريخا.