(عماد حمدي).. الرجل الدنجوان الذي لا يعرف المشيب (2/2)
* المخرجين والمنتجين رأوا في (عماد حمدي وشادي) أن هذا الثنائي العاشق يصلح لقصص الرومانسية فقط علي الشاشة!
* نادية الجندي ظلت تستعين بزوجها السابق عماد حمدي في أفلامها التالية، ومنها (شوق)، و(الباطنية)
* مع الستينيات تقلص حجم الدور الذي يقوم به (عماد حمدي) كعاشق
* مع نهاية الستينات بدأت الأدوار الثقيلة تتوارد عليه من أبرزها (ثرثرة فوق النيل).
* كان نموذجا لم تجد له الأفلام بديلاً في كافة الأدوار التي جسدها، ورغم هذا فأنه لم يكن يسرق الأضواء.
بقلم الباحث والناقد السينمائي : محمود قاسم
مازالنا مع رحلة فتى الشاشة، وبطل الرومانسية الأول في سينما الأربعينات والخمسينات (عماد حمدي) الذي كان يمتلك صوتا رخيما هادئا، وقواما عريضا ممشوقا، وخطوات رياضية واثقة، فضلا عن تكوينه النفسي الهادئ جدا.
في الحلقة الماضية توقفنا عند بعض الأفلام التى قدمها (عماد حمدي) والثنائيات الفنية التى كونها مع زميلاته ورسخت وجوده كفتى أول أو دونجوان.
عماد حمدي وشادية
في منتصف خمسينات القرن الماضي تزوج (عماد حمدي) من شادية وصارت بطله لأفلامه يؤديان دور الزوجين السعيدين الذين ليس بينهما أي متاعب فهو يحاول حمايتها من ماضيها في فيلم (شاطيء الأسرار) ويتزوجها كي يخفي خطيئتها مع شقيقه.
وفي فيلم (أشكي لمين) تأتي المتاعب للزوجة من شقيقه زوجها حيث عليها أن تدفع الثمن، وفي فيلم (المرأة المجهولة) هى زوجته التي تضحي بكل شيء من أجل سعادة ابنها ضد (عباس) المجرم.
وأهم ما في هذه الرحلة الفنية السعيدة أنها كانت قصيرة في الواقع، فقد قامت شادية أمامه بدور حبيبته في أفلام عديدة وهى طليقته، كما حدث في فيلم (ارحم حبي).
وتكرر أيضا في فيلم (ذات الوجهين)، وفي فيلم (لا تذكريني) أي أن الدنجوان (عماد حمدي) ظل محتفظا بزوجته وحيبيته أمام الكاميرا من فيلم إلى آخر، ففي فيلم (لا تذكريني) كان زوجها، وهى زوجته الفنانة التي أصابها الغرور وعشقت عليه وذكرته مع ابنته الصحفية.
يعني أن المخرجين والمنتجين رأوا أن هذا الثنائي العاشق يصلح لقصص الرومانسية فقط علي الشاشة، واحتفط (عماد حمدي) بصورة الرجل الدنجوان الذي لا يعرف المشيب.
عماد حمدي ونادية الجندي
في أول الستينيات عشقته ممثلة شابة تصغره بـ أربعة وثلاثين عاماً، وظهرت معه في فيلم (زوجة من الشارع)، هذه الممثلة هى (نادية الجندي) التي تزوجته وأنجبت ابنه.
وتكررت نفس الحكاية، وهو يقترب من الشيخوخة، وهى تزداد شباباً فأنتج لها فيلما هو (بمبة كشر)، بعد أن ظهرت معه في أدوار صغيرة.
التكرار الذي نقصده أن (نادية الجندي) ظلت تستعين بزوجها السابق في أفلامها التالية، ومنها (شوق)، و(الباطنية)، كان هذا يحدث رغم أن الممثل ردد كثيرا أنه فقد كل أمواله بسبب نجاح فيلمه (بمبة كشر) .
كما أشرنا فأن نفس العاشق (عماد حمدي) كان موجودا في صور متشابهة في أفلام أخري أمام نجمات تلك المرحلة خاصة (صباح) التي عملت معه في عدة أفلام منها (مجرم في أجازة، وتوبة والليالي الدافئة) وغيرها.
كما عمل مرة واحدة أمام (بدرية لاما) في فيلمها (اللقاء الأخير)، لتودع السينما، وهي التي كانت زوجة لـ (بدر لاما) في كل أفلامه معها.
(عماد حمدي) و(ثرثرة فوق النيل)
في الخمسينات كان (عماد حمدي) زوجاً لـ (سميرة أحمد) في أفلامه منها (حب وإعدام)، و(السابحة في النار) ثم صار أبا لها في فيلم (أم العروسة) و(يوم الحساب).
هنا مع الستينيات تقلص حجم الدور الذي يقوم به (عماد حمدي) كعاشق باعتبار أنه يحب فتاة صغيرة انشغلت بشاب مثل سنها، مثلما حدث مع (نادية لطفي) في فيلم (حب لا أنساه)، إخراج سعد عرفة.
ومثلما حدث في (الراهبة) لحسن الإمام، وفي فيلم (شمس الخريف)، وعندما حان الوقت صار هو الأب لكل من عبد الحليم حافظ في فيلمي (الخطايا، وأبي فوق الشجرة).
وهو (عامر وجدي) رجل السياسة السابق الذي ينزل في فندق (ميرامار)، هنا بدأت الأدوار الثقيلة تتوارد عليه من أبرزها شخصية (أنيس) الموظف المخمور دائما في فيلم (ثرثرة فوق النيل).
وهو الزوج العجوز لزوجة شابة هى شمس البارودي في فيلم (امرأة سيئة السمعة)، وتتنوع أدوار (عماد حمدي) من فيلم لآخر، مثل دور المدير العام في فيلم (أميرة حبي أنا).
وفي هذا الفيلم تبدو الرومانسية هنا قد صارت شيئا من الماضي، فهو المدير الذي يتعامل مع الموظفة عشيقة زوج ابنته بقسوة، ويحولها إلى التحقيق ويعمل علي طردها من العمل.
لم يعد (عماد حمدي) في الكثير من الأفلام يرتدي قناع العاشق، ولم نره أبدا يصبغ شعره أسوة ببعض أبناء الجيل الذي عمل معهم شكري سرحان، ورشدي أباظة.
(عماد حمدي).. أشيب الشعر
كان (عماد حمدي) دوماً أشيب الشعر، رجل عجوز، قد يكون ناظر مدرسة يتم القبض عليه وهو يرتدي القفطان البلدي مثل دوره في فيلم (المذنبون)، كما أنه الأب المريض لعبلة الجاسوسة في فيلم (الصعود إلي الهاوية).
وفي كل هذه الأفلام كل ما تغير في (عماد حمدي) هو علامات الشيخوخة لكنه يتكلم بصوت خفيض، وبأقل قدر من الانفعال، ويبدو ممثلا للظروف التي حوله.
وكان هذا واضحا في شخصية الأب، صاحب ورشة النجارة، في فيلمه الأخير(سواق الأتوبيس)، لقد أصابه عطب الزمن الذي مس الورشة أيضا، ولولا ابنه الأكبر لوجد نفسه منهوشا بأظافر أبناءه وأحفاده الآخرين، ليموت هذا الشخص في الفيلم كما مات في الحياة.
هذه رحلة (عماد حمدي)، واحد من أبرز دنجوانات السينما، وهو نموذج لم تجد له الأفلام بديلاً في كافة الأدوار التي جسدها، ورغم هذا فأنه لم يكن يسرق الأضواء.
وكان في بعض الأفلام يشارك زملاءه الذين تفوق عليهم أحيانا أو العكس مثل أنور وجدي في فيلم (جنون الحب) إخراج محمد كريم، أو كمال الشناوي في فيلم (أرحم حبي).
أو فريد شوقي في مرات عديدة، مثل (مجرم في أجازة)، وفي فيلم (أرض الأحلام، والعملاق)، وأيضا في فيلم (الملاعين) الذي جمعهما بعد المشيب.