بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
سعدت أخيرا برحلة إلي (العاصمة) الإدارية، ورأيت فيها مجتمعا جديدا منظما فخما تم التخطيط والتصميم له والإنفاق عليه بسخاء، رأيت معالمها من أبراج ومساجد وكنيسة عيد الميلاد.
ورأيت تصميمات معمارية حديثة في (العاصمةالإدارية )، ورأيت الفندق الرئيسي المحصن الفخم، ومدينة الفنون ودار الأوبرا، ومقار البنوك ومقار الوزارات، شئ رائع يدعو للفخر.
وبعيدا عن حجم الإنفاق ومصادره وأولوياته في قائمة الإنفاق على أجندة مصر، ولقد عانينا في رحلة الوصول من أطراف الجيزه غربا عبر الطريق الأوسطي، أو طريق السخنة.
فلم نسلم من نزول خطأ وصعود ضال، وتردد في منطقة المحاجر، ولم نر لوحة إرشاديه تدل علي الطريق لـ (العاصمة)، إلا عندما اقتربنا منها كثيرا، وهذه اللوحات تهم أكثر والراكب بعيد عن (العاصمة)، وليس عندما يري أبوابها.
ومع ان منظومة الطرق والكباري والأنفاق أصبحت عصرية متواصلة داعمة لبسط الأمن وإقبال المستثمرين، ومرونة التصدير وأمور أخري كثيرة دعمتها هذه المنظومه من إنشاء البنيه الأساسيه المصرية العصرية.
وإذا كانت اللوحات الإرشادية الحديدية البسيطه على الطرق هى مسئوليه هيئة الطرق والكباري، فأرجو منها أن تراجع قلة ومواقع وأهمية هذه اللوحات في سرعة الوصول وسلامة الراكب، وتوفير وقته وماله ومركبته وتقليل نسب الحوادث علي منظومة الطرق الحديثة.
ومارأيته من مفردات العمارة داخل (العاصمة) الإدارية، واتساع الإنجاز فيها وضخامة الإنفاق عليها وحسن التصميم وحداثته، وكذا التشجير ومفردات التجميل لشوارعها.
ينبغي أن يقدم الإعلام مخططا
فإن مادرج علي بثه الإعلام ماهو إلا نذر يسير جدا من مكوناتها، اقتصر على البرج الأيقوني وأبراج حوله، رغم أنه كان ينبغي أن يقدم الإعلام مخططا بالجرافيكس لموقعها ومساحتها والطرق المؤديه إليها وأحيائها ومعالمها ومفردات العماره بها سواء الإسلاميه في البوابات والمساجد او المسيحيه في كنيستها الرئيسية.
أو العمارة الحديثة في معظم معالمها، وكان من المهنية أن يقدم سلسلة من الأفلام الوثائقيه والتنويهات القصيره عن الموقع، الطرق إليها، البوابات، الطرق داخلها، المعالم الدينية الفنادق، المدن المتخصصه رياضيه أو فنية أو ترفيهية، الأحياء، مكوناتها، العمارة الحديثة، الإضاءة، التشجير، الصورة المستقبليه لها.
ولكن اقتصر الأمر علي برج وتنويه قصير لايتناسب أبدا مع حجم الإنجاز والإنفاق وما هو واقع فعلي علي أرض (العاصمة) الإداريه الجديدة، بل تحتاج العاصمه إلي قناة تحمل إسمها تبث مراحل التشييد والتشطيب والتشجير والتجهيز والتشغيل والتوسعات القادمة.
وأنماط العماره والإضاءة والتأثيث والعصرنه في عاصمة مصر الإداريه الجديدة، ثم تواصل حركة الحياه فيها وحركة الأحداث داخل أروقة مبانيها ومدنها المتخصصة، وحركة الزائرين، وعمليات التحول الرقمي، وعمليات التطور في نظم العمل في مؤسساتها الحكومية والخاصه، ومطارها ومواقف مواصلاتها.
حتي تصبح ليست مجرد عاصمة بل مزارا سياحيا مصريا جديدا وحديثا، وكان نفس الوفد الذي كنت أرافقه، وهو من دولة عربية شقيقة، يستثمر هنا في (أم الدنيا)، ومحب لمصر وأهلها ويتمني لمصر كل الخير بصدق وإخلاص.
كنت قد زرت معه ممشي أهل مصر أيضا، ورأيت أيضا إنجازا كبيرا علي نيل مصر فهو ليس مجرد ممشي علي شط للتريض، ولكنه حياه علي نيل مصر، ممشي متسع، ونافورات مياه، وكباري وألسنه فوق مياه النهر، ونظم إضاءه حديثة، وعن المحلات والمطاعم حدث ولا حرج.
غياب الأمن الإداري
وهو ممشي ممتد في ضواحي القاهرة، أرجو أن يمتد على ضفة النهر في الجيزة، وأن يكتمل حتي أطراف القاهرة، ولا يتوقف عند (العاصمة)، بل يمتد بطول محافظات مصر، لكل محافظة ممشاها بنفس فلسفة ممشي أهل القاهرة.
كما لاحظت غياب الأمن حتى الأمن الإداري رغم زحمة الأسر وكثرة السائحين، وكذا المراكب النيلية وعليها زحام دون رقابة للأعداد والأوزان وعدد سترات النجاة.
وما يضيق به الصدر أن كل شئ سعره مرتفع فالمياه بـ 20 جنيه للزجاجه الصغيرة، وفنجان القهوه بـ 50 جنيه، وطبعا أسعار الكافيهات والمطاعم نار بدون تسعيرة أو نظام معلن، وحتى التذكره بـ 20 جنيه للسائح والمصري علي السواء.
فهل الـ 20 جنيه رقم عند السائح الخليجي مع تدني العملة الوطنية، وأليس المصري هو صاحب الأرض والنهر والظروف القاسية، ألا يبرر ذلك خفض قيمة تذكرة دخوله أو رفعها قليلا للسائح.
كما أتمنى أن يسوق الممشي للمنطقه التي خلفه أي يتم عرض أفلام أو صور أو بوسترات، أو مجسمات لمعالم ورواد وملامح كل منطقة، فمنطقة الأغا خان غير منطقة ماسبيرو، وهذه غير مصر القديمة، ولكل منطقة معالم ومشاهير وملامح مختلفة.
وهكذا نسوق لمناطقنا ومعالمنا وروادنا ومظاهر حياتنا لأبناء مصر وزوارها، وكما أغفل الإعلام تفاصيل (العاصمة) الإدارية أغفل أيضا تلك الحياه الساهرة، المليئه بالتفاصيل علي ضفة النهر من تنزه وسياحه ونهر ونشاط اقتصادي وفني وإنجاز يحمل اسم (ممشي أهل مصر).
الإنجازات كثيرة والتفاصيل أكثر، والمواطن أحوج لهما والإعلام متقوقع داخل ستديوهاته، وفي ملاسناته، وفيما يرد إليه جاهزا من تنويهات قصيرة لاتناسب أبدا حجم الإنجاز ومفرداته.. حمي الله مصر وأهلها، وأيقظ إعلامها بفضل منه ورحمة.. آمين.