(محمد المنصور): لم أشبع من التكريمات لأنها تجدد الحياة، وانتظروني في رمضان 2025
كتب: أحمد السماحي
النجاح الفني لا يمكن أن يكون مجرد صدفة، والناجحون بالصدفة يفشلون عادة بعد خطوة أو خطوتين من بداية الطريق، ولكن النجاح الحقيقي هو الاستمرار، تماما كما في حالة الفنان الكبير (محمد المنصور) الذي لا يألوا جهدا إلا ويقدم جديدا يزين به شاشة الدراما الكويتية أو على خشبة المسرح.
وهذا الاستمرار، ليس سهلا، فلابد أن يكون وراءه موهبة، وتعب، وجهد، وسهر، وسفر، وثقافة، ووعي، وصدق، وهى كلها صفات يتمتع بها الفنان القدير (محمد المنصور)، ولعلنا نلحظ هذا ينعكس على أعماله الدرامية الثرية من حيث الشكل والمضمنون المستمد من البيئة الخليجية بأصالتها المعهودة.
والنجاح الذي يحققه الفنان الكويتي الكبير (محمد المنصور) هو نجاح أصيل، ونجاح يعتمد أولا على الموهبة، والحضور، والثقافة، هذه العناصر الثلاثة هى الخامة الأساسية التى يعتمد عليها كل فنان موهوب موهبة حقيقية.
فالموهبة منحة من الله يهبها لمن يشاء من عباده، أما (موهبة الحضور) فهي منحة أخرى من الله تجعلنا نشعر بالممثل، ونستريح إليه في أدائه، ونرتبط به بمجرد ظهوره على المسرح أو على شاشة التليفزيون.
وعلى العكس نشعر مع ممثل آخر تنقصه موهبة الحضور أنه بعيد عن قلوبنا، تبدو حركاته متكلفة ليس فيها جمال الحركة الطبيعية، أما الثقافة فهي تجدد الفنان وتطلق ملكات إبداعه، وتصقل الموهبة، وتعطيها بريقا وجاذبية.
والفنان الكبير (محمد المنصور) من خلال أكثر من خمسين سنة فن، لم يظهر في حياتنا فجأة، ولا بالموهبة وحدها، ولا بالصدق الفني وحده، ولا بخاصية الحضور، وحدها، ولا الثقافة أيضا، ولكنه جمع بين كل هذه العناصر، وأضاف إليهم خبرة الأيام والسنين التي زادته جمالا وإبداعا.
منذ سنوات طويلة و(محمد المنصور) في حالة تكريمات مستمرة من كل الدول العربية، وآخرها منذ أيام حيث تم تكريمه في الأردن، من قبل مهرجان (المونودراما الأردني) في دورته الثانية، التي انتهت يوم الخميس الماضي الأول من أغسطس.
التكريم بمثابة الأوكسجين
(شهريار النجوم) دق باب نجمنا الكويتي الكبير أحد عمالقة الفن في عالمنا العربي، وسألناه: بعد كل هذه التكريمات التى حصدها، هل شبع (محمد المنصور) من التكريمات أم أصبحت شيئ روتيني تعود عليه؟!
كانت إجابة (محمد المنصور) مفاجأة، وتحمل كلمات جميلة جدا وصادقة جدا حيث قال: لم أشبع من التكريمات، ومن مقابلة جمهوري الحبيب في كل عالمنا العربي، وأثمن له دعمه ورعايته واهتمامه، وأيضا لأسرتي الصغيرة، ولزملاء الدرب، شركاء العمل والأمل.
وأعود لبيت القصيد لأقول، بأنني أفرح بالتكريمات التي أجدد بها الحياة، والنبض، والاعتراف الحقيقي بقيمة الجهد، والتعب، والسهر، والسفر، والتضحيات، والعمل الدؤوب على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان.
كل التكريمات التى حصلت عليها من كل العالم العربي وسام على صدري، وشرف، أشعر أمامه بأنني مطالب بالمزيد، والمزيد من العمل، لأنه مازال أمامي الكثير من الشخصيات والأعمال والأحلام الكبيرة.
وسيظل التكريم بمثابة مساحة من الأوكسجين تدخل القلب والعقل لتمنحني حالة إضافية من الفرح والتحدي والاستمرارية..
فالتكريم وفاء وعرفان ومحبة، فكيف أسمح لكل هذه القيم بأن تتحول إلى روتين، التكريم عبارة أوسمة محبة افتخر بها وأعتز بها، وأعود وأكرر بأنني لم أشبع من التكريمات، والاستمرارية والعمل والانتماء للحركة الفنية والإبداعية العربية.
(محمد المنصور) ورمضان 2025
صرح (محمد المنصور): أنه يستعد خلال الفترة القادمة لتقديم عمل درامي لشهر رمضان القادم، لم تنتهي كتابته بعد، سيكون إضافة لمشواره الفني بعد مسلسله الكويتي الأخير (الخن).
من ناحية أخرى مازال المنصور، ورغم مرور شهور على انتهاء الموسم الرمضاني، يتلقى التهاني عن دوره في مسلسل (الخن) فكرة الكاتبة المتميزة (نوال الفيلكاوي)، وتأليف الثنائي بدر الجزاف، ومحمد العنزي، وإخراج حسين دشتي.
والعمل ينتمى إلى الدراما التراثية الخليجية، وتقع أحداثه ما بين الكويت وزنجبار، حول قصة تراثية واقعية، يعتبر من أضخم الأنتاجات التراثية التى قدمت في رمضان 2024 بما يتميز به من بناء مدن تراثية جديدة، لأول مرة.
وتصميم ديكورات تغطي الكويت، والزنجبار، فضلا عن مشاركة عدد كبير من نجوم الدراما التلفزيونية المتميزين في الكويت، والمملكة العربية السعودية، وغيرهم من دول أخرى، ضمن تعاون إنتاجي جمع الكويت والإمارات من خلال شركتي (سفن ستايل، واكتيف ميديا).
وجمع مسلسل (الخن) بين الإثارة، والتشويق، والترقب، والانتظار، وتناول العديد من القضايا الاجتماعية، كذلك الصراعات المستمرة بين البشر.
وانطلقت أحداثه من خلال سراديب أحد أكبر السفن البحرية التى كانت تتحرك في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي على خط طريق التجارة البحرية بين الكويت والزنجبار.
وجسد (محمد المنصور) شخصة (التاجر صالح) الذي يقابل في رحلة أيامه العديد من الأحداث الشيقة والمثيرة التى كانت تجعل المشاهد في حالة انتظار يومية لمعرفة ماذا سيحدث لهذا الرجل؟!
و(الخن) كما ذكر لنا (محمد المنصور) في تصريحات سابقة هو (القبو) الموجود أسفل السفينة، وهذا القبو كان يحمل سرا اكتشف مع نهاية الحلقات .