فيلم (سيدة المسرح العربي) لأشرف فايق ينقذ افتتاح (المهرجان) القومي من الفشل!
كتب: أحمد السماحي
انطلق حفل افتتاح الدورة الـ 17 لـ (المهرجان) القومي للمسرح المصري أول أمس الثلاثاء الموافق 30 يوليو، (دورة الفنانة سميحة أيوب)، بحضوروزيرالثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ود. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة السابقة.
والفنان محمد رياض رئيس (المهرجان)، والنجمة إلهام شاهين، وحشد كبير من نجوم الفن وصنّاع المسرح، تتقدمهم سيدة المسرح العربي (سميحة أيوب)، والنجوم المكرمين.
فضلا عن (فتوح أحمد، عبد العزيز مخيون، سميرة عبد العزيز، لطفي لبيب، شهيرة، رانيا محمود ياسين، فاطمة الكاشف، أحمد فؤاد سليم، وفاء مكي، عايدة رياض، محمد الصاوي، عزة لبيب، وفاء الحكيم..
وسامح مجاهد، أحمد السلكاوي، خدوجة صبري، طارق النهري، المخرج عادل حسان، الدكتور سامح مهران، محسن منصور، لقاء سويدان، الدكتورة رانيا يحيى، خالد محمود، ياسر عزت، مادلين طبر..
وحسن العدل، المخرجة عزة الحسيني، منال سلامة، مفيد عاشور، هند عاكف، المخرج أحمد السيد، ميريت الحريري، حمزة العيلي)، وغيرهم.
أستاذ جمهور
شهد حفل افتتاح (المهرجان)، عرض مسرحى بعنوان (أستاذ جمهور)، وكان موفقا وجميلا، وتحدث بالرقص الاستعراضي والغناء عن أهمية الجمهور، واستخدام جميع عناصر وأدوات العمل الفنى المسرحى من أجل إرضائه وحصوله على المتعة المسرحية.
والعرض بطولة طلبة ورش التمثيل بالمهرجان والفرقة الاستعراضية، والتأليف الموسيقى للموسيقار محمود طلعت، وتصميم الديكور لمحمد الغرباوي، والجرافيك لمحمد عبد الرازق السيد، والأزياء لأميرة صابر، والاستعراضات لمصطفى حجاج، وماكياج أحمد فكري، والإضاءة لياسر شعلان.
عشوائية وعدم تنظيم الافتتاح
بعد هذا العرض الجميل، غلب على مراسم حفل افتتاح (المهرجان) التالية، العشوائية والتخبط، وعدم التنظيم، وكان أشبه بالمولد الشعبي، بداية من مذيعة الحفل الإعلامية (رغدة بكر) المذيعة بقناة ( Extra news) التى لم تكن موفقة على الإطلاق!
ونسيت أسماء، من لجان المشاهدة، ولجان التحكيم، ولم تتذكرها إلا وهذه اللجان تستعد للتصوير.
بعدها ظهر المحترم (محمد رياض) رئيس (المهرجان)، يرتدي نظارة سوداء، ويبحث في الكواليس عن الشاب الذي معه (الكروت) التى سيقرأ منها كلمته، وبعد أن سلمه الشاب (الكروت) المكتوبة، شكر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
الذى منح الاستعدادت لهذه الدورة طاقة إيجابية جعلت الطموحات التى وضعتها إدارة (المهرجان) لهذه الدورة ممكنة، كذلك توجه بالشكر للدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة السابقة، علي ما قدمته من دعم خلال الفترة الماضية.
وخص بالشكر اللجنة العليا لـ (المهرجان)، ولجانه التنفيذية، وصندوق التنمية الثقافية، والمجلس الأعلي للثقافة، وكل قطاعات وزارة الثقافة لما بذلوه من تعاون معهم.
وأخيرا قدم الشكر لدار الاوبرا المصرية، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومجموعة قنوات (الحياة) على ما بذلوه من جهد كبير للخروج بهذه الدورة النور.
وتذكر رئيس (المهرجان) محمد رياض، نجومنا الراحلين الذين رحلوا في الشهور الأخيرة من عام 2023، ووجه الشكر إلي الراحلين الكبيرين (أشرف عبدالغفور، وطارق عبدالعزيز)، ولم ينس الناقد (عبدالغني داوود)، الذي رحل منذ أيام وكنا طالبنا بتكريمه.
وكان أجمل ما في كلمته، التضامن مع القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني للحصول علي حريته واستقلاله.
والسؤال الذي نطرحه لماذا يقرأ فنان مهنته التمثيل – أي حفظ الكلمات المكتوبة على الورق – من ورق مكتوب له، ويردد كلمات ليست خارجة من القلب.
ولكنها كلمات مثل كل الكلمات التى سمعناها مئات المرات من قبل في افتتاح كل المهرجانات المصرية سواء السينمائية، أو المسرحية، التى تشكر كل الناس بداية من الوزير إلى الغفير!، لماذا لا يوجد ابتكار، أو تجديد لوسيلة عن طريق التكنولوجيا؟!
والسؤال الثاني لماذا نقول كلمات ليست خارجة من القلب، الكل يسمعها وهو يتأفف وهو جالس في مكانه، ورئيس (المهرجان) نفسه يقولها وهو غير مقتنع بها، لهذا تسقط على الأرض بمجرد نطقها.
ولماذا يقرأ من (ورق) هو وغيره من النجوم الذين ظهروا؟!، إلا إذا كان لم يكن لديه وقت للمذاكرة وحفظ ما يقوله، أو غير مقتنع بمثل هذه الكلمات التى لابد منها!، والسؤال لماذا لابد منها؟!
كلمة مركزة ومختصرة لهنو
بعد كلمة رئيس (المهرجان)، قال وزير الثقافة كلمة مختصرة ومركزة، حيا فيها سيدة المسرح العربي (سميحة أيوب)، وتحدث عن أهمية المسرح ودوره، وقال: (المسرح المصري ليس مجرد فن، بل هو جزء بسيط من هويتنا المصرية..
وساهم في تشكيل وعي المجتمع، وقدم العديد من نماذج من الإبداع والتميز والرقي، ومازال المسرح المصري ينشر الثقافة.
وأضاف: اليوم نحتفل بإرث كبير وعريق، فالمسرح المصري مسيرة من الإبداع، ونطمح ان يعطينا المسرح قوة لنساهم في نشر الثقافة والحفاظ على هذا البلد وتطويره.
مؤكدًا أن المسرح وسيلة فعالة لنشر الوعي، وعليكم نشر إبداعاتكم، وأخيرا قال الوزير: (سميحة هانم استوليتي على عقول المصريين، واليوم تستولي على قلوبهم).
تكريم لجنتي المشاهدة والتحكيم
بعدها نادت مذيعة الحفل على لجنة المشاهدة، والمكونة من المخرج حسن الوزير، رئيس لجنة المشاهدة، وأعضائها الدكتورة لمياء أنور، والناقد باسم صادق، والمخرج جلال عثمان، والفنانة فاطمة الكاشف.
كما تم صعود لجنة تحكيم العروض، المخرج محمد أبو داود رئيس اللجنة، والأعضاء: الناقدة عبلة الرويني، الموسيقار خالد شكري، والفنانة عزة لبيب، ومهندس الديكور سمير شاهين، والفنان أحمد مختار، والمخرج ومصمم الاستعراضات د. عادل عبده.
المكرمين في (المهرجان)
بعد ذلك جاء دور تكريم الفنانيين في (المهرجان) فحرص الفنان محمد محمود، على تقديم أول تكريم للفنان الكبير أحمد بدير، وقدم الفنان الكبير صلاح عبدالله تكريم الفنان أحمد آدم، وقدم طارق النهري تكريم الفنان حسن العدل.
وقدمت الفنانة مادلين طبر، تكريم صديقها المخرج والفنان عبدالله سعد، كما قدمت الفنانة جميلة عوض،عمها وأبوها الروحي الدكتور عاطف عوض، وقدمت الدكتورة رانيا يحيي، تكريم الدكتورة نجوي عانوس.
وقدم الفنان أحمد فؤاد سليم التكريم للفنان أسامة عباس، والذي تغيب عن الحضور وتسلمه حفيده، ثم عاد الفنان صلاح عبدالله مرة أخرى للمسرح وقام بتكريم الفنان أحمد الإبياري.
وقدم الفنان أحمد كمال التكريم للفنانة سلوي محمد علي، وقدمت الفنانة رانيا فريد شوقي التكريم للفنان عزت زين، وقدمت الفنانة إلهام شاهين التكريم للفنانة سميحة أيوب.
وكانت هذه الفقرة مليئة بالثرثرة والكلمات التى ليست لها معني من كثير من الفنانيين، وظهرت فنانة على المسرح وتحدثت عن بدايتها والفرق المستقلة التى عملت فيها لمدة ربع ساعة.
وتحدثت ناقدة عن الكتب التى كتبتها وأهمية هذه الكتب، وفنان آخر بكى لأنه يكرم على خشبة دار الأوبرا التى عمل فيها كثيرا، وآخر حكى مسيرته وفضل سميحة أيوب فيها.
وفنانة تحدثت عن أبوها الروحي وعظمته، هذه الكلمات أثرت بالسلب على إيقاع حفل افتتاح (المهرجان)، وطالت أكثر من اللازم لدرجة الملل، والرتابة، وعلم (شهريار النجوم) أن وزير الثقافة مستاء من بعضها!
والسؤال الجديد الذي نطرحه: أليس لكل فنان من الذين تم تكريمهم ندوة ستقام للاحتفال بمشواره الفني؟!، لماذا لايبكي ويضحك، إن شاء الله حتى يرقص!، ويبث همومه وشجونه والشموع التى أضاءت له الطريق، والذين خذلوه، وكل ما يحلو له في هذه الندوة؟!
فيلم (سيدة المسرح العربي)
الحسنة الوحيدة التى كانت في المهرجان، وأنقذته من الفشل، هى الفيلم الروائي القصير جدا الذي قدمه المخرج المتميز (أشرف فايق) تحت عنوان (سيدة المسرح العربي.. سميحة أيوب).
والجميل في هذا الفيلم أنه فكرة خارج الصندوق وليس مجرد راوي يتحدث عن مسيرة سيدة المسرح، وليس أيضا قصاصات ورق ومجلات تظهر على الشاشة من أرشيف الفنانة المكرمة!
ولكن المؤلف نادر صلاح الدين، ومعه أشرف فايق، لعبا بذكاء شديد على فكرة الاعتماد على عدم الثقافة المنتشرة حاليا بين الأجيال الشابة الخاصة بكل نجوم المجتمع سواء عن نجوم الفن أو غيرهم.
فالشاب الذي يبلغ 18 عاما لايعرف سيدة المسرح العربي!، والجميل أن الفيلم لم يصف الشاب بالجهل، ولكنه أخذ بيده، وأوضح وشرح له، واستوعبته سيدة المسرح سميحة أيوب، وجلست معه وشاهدت معه بعض أعمالها.
كما اصطحبته إلى بيتها الثاني وهو المسرح القومي، وشاهدها وهى توضح للنجمة الشابة التى تلعب دورها في مسرحية (سكة السلامة) بعض المفاهيم الخاطئة عن شخصية (سوسو) العاهرة التى تبيع جسدها لمن يدفع!، لكنها رغم ذلك إنسانة أفضل من الذين يبعون أفكارهم ومبادائهم لمن يدفع أكثر!
شكرا نادر صلاح الدين، وأشرف فايق، وكل فريق عمل هذا الفيلم الذين أبدعوا في تقديم فيلم متميز فكرته خارج الصندوق، وقدموه مجانا دون أن يتقاضوا مليما واحدا!
وكنت أتمنى أن يقدم هذا الفيلم في بداية افتتاح المهرجان وليس في نهايته، خاصة أن الكلمات التى قرأها المكرمين من الورق أصابتنا بالملل!