رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(منير الوسيمي): أوبريت (أيام العز) سيسعد الجمهور بقصته البسيطة، وأغنياته العذبة

كتب: أحمد السماحي

(منير الوسيمي) هذا الإسم يشير بأصابع الاتهام إلى النكران، وحصار المواهب، واغتيال التفوق، ربما لا يعرف الكثيرون عنه إلا أنه ملحن الأغنية الشهيرة التى كانت نشيد قومي في فترة من الفترات وهى (حسانين ومحمدين).

 وبعض المثقفين يعرفون أنه موزع (رباعيات صلاح جاهين) ألحان سيد مكاوي، وغناء علي الحجار، ولكنه أكبر من ذلك بكثير وأهم من ذلك بكثير.

اليوم لن نتحدث عن (منير الوسيمي) الملحن الشهير الذي أخذ بيد مجموعة من شباب جيله مثل (علي الحجار، محمد منير، عمر فتحي، فاطمة عيد، حسن الأسمر، محمد الحلو) وغيرهم، وقدم لهم أجمل أغنيات البدايات.

ولكن سنتحدث عن (منير الوسيمي) ملحن الأوبريتات والمسرحيات الغنائية، التى كتبت عنه جريدة (الأوبزرفر) العالمية بعد تقديمه أوبرا (طرح البحر)، أول عمل أوبرالي عربي يقدمه موسيقار مصري بثقافة مصرية، والذي عرض على مسرح دار الأوبرا السلطانية (بمسقط).

الموسيقار الكبير (منير الوسيمي)
لن تسقط القدس
الوزير العاشق

مشوار منير الوسيمي

بدأ (منير الوسيمي) مشواره من خلال عمله كموسيقي في إذاعة الأسكندرية، ولحن العديد من الأوبريتات التى أخرجها حسين أبوالمكارم رئيس مراقبة التمثيليات بإذاعة الإسكندرية.

وعندما نزل إلى القاهرة لحن أول عمل مسرحي له عندما كتب الموسيقى لمسرحية (شكسبير في العتبة)، بعدها توالت أعماله المسرحية منها: (أهلا يا دكتور، الوزير العاشق، راقصة قطاع عام، الصعايدة وصلوا، أهل الهوى، جوز ولوز، لن تسقط القدس) وغيرها.

وكانت إضافة (منير الوسيمي) الموسيقية في الأعمال المسرحية شيئا عبقريا وحُفزت في ذهن المتفرج كالوشم لا تمحى.

المخرج الكبير عبد الله سعد
مشهد من بروفة أوبريت (أيام العز)

منير الوسيمي و(أيام العز)

هذه الأيام يترقب (منير الوسيمي) بلهفة، وحب وبعض القلق رأي الجمهور في عرضه المسرحي الجديد (أيام العز) الذي قام بتوزيع كل أغنياته، والذي سيقدم غدا الخميس الأول من أغسطس على مسرح البالون، من إخراج عبدالله سعد.

أوبريت (أيام العز) إنتاج فرقة (أنغام الشباب) بقيادة الفنان ماهر عبيد، وبطولة مجموعة من المواهب المتميزة في مجال المسرح الغنائي منهم (أحمد صادق، محمد صلاح آدم، ندى ماهر..

وعزت غانم، عبير عبد الوهاب، سيد الشرويدي، محمد الشربيني، حسام العمدة، ريم علي، ماهر عبيد، شريف قاسم، محمد زينهم، عمار صلاح، هند الشافعي) ويشارك في البطولة الفنان الكبير (رضا الجمال).

أوبريت (أيام العز) من تراث المسرح الغنائي، تأليف بديع خيري بالمشاركة مع نجيب الريحاني، واستلهما أحداثه من قصص (ألف ليلة وليلة)، وبدأ عرضه في (الإجبسيانة) منذ 100 عام، وبالتحديد في آواخر شهر يوليو عام 1923.

وكان بطولة (نجيب الريحاني، وبديعة مصابني)، وكتب كلمات أغاني الأوبريت (بديع خيري)، وتولى التلحين المبدع (دواد حسني) الذي لحن للمسرح الغنائي من عام 1920، إلى1937العديد من المسرحيات الغنائية.

ومن هذه المسرحيات (معروف الإسكافي، ناهد شاه، الغندورة، والليالي الملاح، أميرة الأندلس، فاتنة بغداد، الشاطر حسن، قنصل الوز، لو كنت ملكاً، الفلوس، مجلس الأنس، قمر الزمان..

 زباين جهنم، سفينة نوح، بواب العمارة، صاحبة الملايين، الأميرة الفلاحة، شمشون ودليلة،  سميراميس، ليلة كليوباترا).

(شهريار النجوم) دق باب الموسيقار المبدع (منير الوسيمي)، الذي أعرب عن سعادته الغامرة بتوزيع أغنيات أوبريت مسرحي مهم غير معروف للأجيال الجديدة، قام ببطولته أسطورة المسرح (نجيب الريحاني)، وكتابة وأشعار (بديع خيري)، وألحان (دواد حسني).

وعن ظروف إعادة تقديم هذا الأوبريت قال (منير الوسيمي): فكرة إعادة العرض كانت لصديقي الدكتور (عبد الله سعد) مخرج الأوبريت، وقد تحمست لها لأنها عمل جماهيري جذاب، والقصة بسيطة، وستسعد الناس.

ومن خلال هذا الأوبريت سأقوم بتوزيع 9 ألحان للملحن دواد حسني بشكل جديد ومتطور، يعتمد على تركيبات الأصوات، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور الذي سيشاهد الأوبريت.

ومن هذه الأغنيات، الأغنية الشهيرة (يا حليلة يا حليلة)، وديتو جميل جدا بعنوان (يا دماغه)، وغيرها من الألحان التى أفضل أن أتركها مفاجأة لكي يستمتع بها الجمهور.

بديع خير ونجيب الريحاني
الملحن دواد حسني

أحداث (أيام العز)

تدور أحداث أوبريت (أيام العز) كما يذكر الباحث المسرحي الدكتور (سيد علي إسماعيل): في منزل (الشيخ بكر) الذي اشترى الجارية (ليلى) من أجل تزويجها لابنه (نور الدين).

إلا أن الشرطة تأتي إلى منزل الشيخ، وتطالبه بإرسال الجارية إلى قصر السلطان، لأنه كان يريدها قبل أن يشتريها الشيخ!، وبالفعل ذهب الشيخ إلى السلطان، وأعطاه الجارية.

 فقام السلطان بإعطاء الجارية مع صندوق من الجواهر إلى قاضي القضاة!، وكان (نور الدين) مولعاً بحب (حورية) ابنة القاضي.

وفي يوم كان (نور) يحلق ذقنه وكان الحلاق (خميس) في عجلة من أمره، فلما سأله (نور) عن سبب استعجاله أخبره بأنه ذاهب إلى القاضي كي يحلق له.

 فرأى (نور) أن تلك فرصة ذهبية لكي يرى حبيبته – ابنة القاضي – فاتفق مع (خميس) الحلاق بأن يكون صبيه في هذه الزيارة مقابل مائة دينار.

وذهب الاثنان إلى منزل القاضي، الذي كان غير موجود، فقابل (نور) حبيبته (حورية) ابنة القاضي، وقابل الحلاق حبيبته (ليلى) الجارية، فيحضر القاضي فجأة ويتم القبض على (نور وخميس) بتهمة وجودهما في (الحرملك)، وسرقة صندوق المجوهرات، وهذه السرقة تمت بالفعل على يد لصوص آخرين، ولم يقم بها (نور وخميس).

 وبعد مواقف كوميدية كثيرة، ينجح (نور وخميس) في الهرب إلى الجبل حيث يختبئ اللصوص والمطاريد، ويُصادف أن لصوص صندوق المجوهرات كانوا ضمن سكان الجبل.

 وينجح (نور وخميس) في الحصول على صندوق المجوهرات والعودة به إلى القاضي والسلطان، لتنتهي المسرحية بزواج (نور من حورية)، و(خميس من ليلى).

جدير بالذكر أن أوبريت (أيام العز) قدمه مسرح الإذاعة المصرية في الخمسينات، وكان بطولة مجموعة كبيرة من النجوم منهم (عقيلة راتب، صلاح سرحان، شفيق نور الدين، سهير البابلي، محمود عزمي، عدلي كاسب، نعيمة وصفي.

وأحمد شكري، ومرسي الحطاب، أحمد الجزيري، كوثر رمزي، لطفي عبدالحميد، هناء عبدالفتاح) وغيرهم.

وتولي توزيع أغنيات دواد حسني، الملحن والموزع الشهير (علي فراج)، وقام بإخراج الأوبريت للإذاعة المصرية (عثمان أباظة).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.