رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

في ذكرى (فريد شوقي) الـ 26: تعرف على سر تفكيره في بيع فيلته في أيامه الأخيرة؟!

كتب: أحمد السماحي

نحيي هذه الأيام الذكرى الـ 26 لرحيل الملك (فريد شوقي)، الذي توج ملكا بحب الشعب، وليس بتوجيهات رئيس، ولا وزير، ولا أغاني، فالشعب المصري والعربي هو من أجلس (فريد شوقي) على كرسي المملكة.

وعلى مدى مشوار (فريد شوقي) الفني الذي بدأه عام 1946 بفيلم (ملائكة في جهنم)، وحتى آخر أفلامه (الغاضبون) عام 1996، جسد (فريد شوقي) العديد من الشخصيات المتنوعة.

فهو (الشرير، الطيب، القاسي، المجرم، الفتوة، الظالم، المظلوم، الضاحك، الباكي، المدافع عن القانون، الخارج عن القانون، الأب، الزوج، الجد)، فضلا على أنه على المستوى الإنساني هو (النجم، والكاتب، والمنتج).

لهذا تبدو رحلة حياة (فريد شوفي) الفنان والإنسان رحلة واحدة، لا انفصام فيها بين الفنان، والإنسان، فكل فيلم قدمه كان عبارة عن درس أخلاقي.

كان (فريد شوقي) داعيا للخير حتى وهو يؤدي أدوار الشر، كان يضرب ويقتل ويسرق لكي يقول للجمهور في النهاية (إن الجريمة لا تفيد)!

و(فريد شوقي) هو الذي صنع تاريخه من الألف إلى الياء بدون مساعدة من أحد، كما ساهم في صنع صفحات هامة من تاريخ السينما المصرية.

لو حذفنا الـ 400 فيلم التى قدمها فريد شوقي للسينما المصرية، ستتصدع جدران السينما وتتهاوى وتسقط، فأفلامه هى العمود الفقري التى قدمت صورة إجتماعية وسياسية واقتصادية وقانونية لتاريخ مصر المعاصر.

في آخر أيامه متحدثا لإيريس نظمي

صرخة (فريد شوقي)

رغم ما قدمه (فريد شوقي) للفن، لكن الفن ولا المسئولين عن الفن كانوا أوفياء للملك، وعاملوه معاملة ملك مصر السابق فاروق!

لهذا أطلق صرخة مدوية مع أستاذتنا وناقدتنا الراحلة (إيريس نظمي) في آخر حوار له في مجلة (آخر ساعة)، والذي نشر يوم 24 يونيو عام 1998، أي قبل رحيله بشهر واحد فقط!

فعندما سألته ناقدتنا الكبيرة: أستاذ فريد أنت نجم بدرجة مواطن فوق العادة؟ فرد قائلا: الحمد الله، لكني (زعلان)، فأنا وصلت لسن الـ 75 وكسبت الكثير من السينما، وما كسبته صرفته على السينما، لم أشتر عمارة.

ولم أقم سوبر ماركت، قدمت 400 فيلم هى تاريخ السينما المصرية، تعاونت فيها مع أكبر نجوم الإخراج، والتمثيل، ولا أملك سوى (فيلتي) التى أقمتها منذ 40 عاما، ووضعت فيها كل ثروتي.

ومنذ سنوات أردت أن أبيع الفيلا كأرض لأشتري شقة صغيرة – بعدما تزوجت بناتي كلهن – وأضع بقية الأموال في البنك لأعيش منها حياة كريمة، ولا أمد يدي لأحد، ولا أطلب مائة جنية إعانة من النقابة، ولا أريد أن أشحذ!

 ولكن المسئولين رفضوا بحجة أن (الفيلا) أثرية، كيف أصبحت فيلتي أثرية؟!، إننا لم نجد فيها زيرا ولا تمثالا من أيام الفراعنة!، وأنا اسمي (فريد شوقي محمد عبده)، وليس فريد أوزوريس، وأمي اسمها زينب!

ألا يشفع لي تاريخي، وما قدمته للسينما، ولمصر بأن أبيع فيلتي لأحيا منها حياة كريمة، لم أدخر شيئا، فقد صرفت كل أموالي في السينما، والفيلم كان عائده 30 ألف جنية وكنا ننتج به أفلام جديدة.

راحت الفلوس كلها في السينما

راحت الفلوس في السينما

وهكذا راحت الفلوس كلها في السينما، وأصبحت الشركات خاسرة بعد أن زادت تكاليف الإنتاج، وأنا وأريد أن أعيش بكرامتي، فمن أين أعيش بعد هذا العمر، وبعد أن راحت صحتي؟!

ويضيف ملك الترسو (فريد شوقي): عمري ما كنت أدقق في الفلوس مع منتج، كنت أرخص ممثل في مصر، حينما يعجبني مشهد في فيلم جديد أقول (الله) كأني أكلت أكلة شهية، أو كأني عامل فرح، وأوقع بدون السؤال عن الأجر.

حاليا أهم شيئ بالنسبة للممثل أو الممثلة – رجالا ونساء – الفلوس، وأن يركبوا عربة فخمة، ويجروا وراء المليارديرات! أو أصحاب المناصب، زمان كانت نجماتنا الكبيرات كل واحدة منهن تكسب من عملها فقط.

ويستكمل وحش الشاشة (فريد شوقي) كلامه قائلا: حال السينما الآن لم يعد يسر، فما الذي تقوله سينما اليوم، وما الذي تقدمه (السينما أصبحت شيكا بيكا، وكمننا، والبلد اللي صحيت وجدت إن رجالها قد فقدوا رجولتهم، كيف كتبها المؤلف؟! حينما تسألني ابنتي عن الموضوع ده أقول لها إيه؟!).

خمسون عاما وأنا أعمل في السينما، لم أتمتع بحياتي، قدر ما كنت أتمتع وأنا في البلاتوه، أفرح بالعمل الجيد، وأفرح لما تنجح السينما، سواء أفلامي، أو أفلام غيري من الزملاء).

فريد شوقي يرفض العالمية بعد تقدمه فيلم (الصقر) الذي صور منه نسخة بالإيطالية

(فريد شوقي) والعالمية

من الأشياء التى قرأتها في أرشيف (فريد شوقي) في مجلة (الكواكب)، وأحب أن أتوقف عندها أيضا حتى لا ننهي ذكرى الملك الـ 26 بصرخته، موضوع طريف بعنوان (فريد شوقي يرفض العالمية).

والحكاية ببساطة شديدة أن فيلم (الصقر) الذي قدم عام 1950، صور منه نسختين الأولى لمخرج وفريق ممثلين إيطاليين، والثانية للمخرج صلاح أبوسيف، وتمثيل (فريد شوقي، وسامية جمال وعماد حمدي، وزينب صدقي) وغيرهم.

وكان الممثل الإيطالي (فيتوريو غاسمان) يلعب الدور نفسه الذي يلعبه (فريد شوقي) في النسخة المصرية، وبعد عرض النسختين أثنت الصحافة الإيطالية على أداء (فريد شوقي)، وقالت أنه تفوق على الإيطالي (غاسمان).

وتلقى فريد شوقي عروضا سينمائية في إيطاليا غير أن محبته لوطنه وأسرته حالت دون العالمية.

رحم الله ملك الترسو ووحش الشاشة (فريد شوقي)، الذي أثرى السينما بعلامات فنية لا تنسى غير بعضها القوانين المصرية.

…………………………………………………..

صور مختلفة من حياه الملك فريد شوقي

الأسطورة
الشرير
الطيب
المجرم
القاسي
الفتوة
الباكي
مع تحية كاريوكا وماري منيب
مع محمد توفيق
مع منافسه في أدوار الشر محمود المليجي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.