رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

رشدي أباظة.. وسامة ورجولة إلى الأبد (1/2)

* صور المخرجون (رشدي أباظة) على أنه فحل السينما التي تشهق النساء بمجرد إطلالته

* الصور السينمائية التي شاهدها الناس لرشدي أباظة أعطت الانطباع بأن الممثل قد دنجوانا في الواقع

* قدم المخرج (عز الدين ذوالفقار)، من خلال رشدي أباظة نموذجا جديدا وفريدا من الأبطال في السينما المصرية

* لم يكن أبدا الرجل المستضعف، أو الخائر، وقد رأيناه دوما في دور الجنتلمان، حتي وان ارتدي الزي الشعبي

محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم

كان (رشدي أباظة) هو أبرز من صوره المخرجون علي أنه فحل السينما التي تشهق النساء بمجرد إطلالته، ويرونه الذكر المنشود، والحقيقة أنني لم أنتبه إلى الأمر إلا من خلال مقال كتبته إحدي الكاتبات  بعد رحيل الممثل بأكثر من ثلاثين عاما.

قالت الكاتبة بكل صراحة: أنها لم تتمن رجلا سوي (رشدي أباظة) الذي كان قد  مر علي  رحيله أكثر من ثلاثين عاما، بدت كأنها تخرجه من مقبرته، وتريد أن تنصب له تمثالا في المدينة.

وفي المسار نفسه فإن البعض يردد أن ممثلة من اللائي تزوجت (رشدي أباظة)، قالت أن من لم تتزوج منه لم  تعرف المتعة، وأؤكد أنها أقاويل للتفكه، فمثل هذه الحكايات تنسب إلى الراوي الذي لا يعرفه أحد!

مع نعيمة عاطف وأحمد رمزي وزينات صدقي في تمرحنة

(بحر الغرام) و(تمرحنة)

 كل مايهمنا هنا هو التأكيد على الصور السينمائية التي شاهدها الناس، فأعطى الانطباع بأن الممثل قد يكون رجلا في الواقع، فلا شك أن الكاتبة التي ذكرناها كانت طفلة في أوج سنوات الممثل (رشدي أباظة).

و(رشدي أباظة) هو أول ممثل ظهر على الشاشة بصورة متكررة علي النحو التالي: صديري يكشف عن عضلات مفتولة، وكتف عريض، وشعر صدر غزير، وقامة عالية وشارب.

والنساء الخائنات تتهافت عليه، وقد ظهر للمرة الأولي في فيلم (بحر الغرام)، إخراج حسين فوزي عام  1956 أمام (نعيمة عاكف)، فهو الصياد الساذج الذي تغرم به إحدى نساء القرية.

وتحاول التحرش به أكثر من مرة، الا أنه يرفضها، مايعني أن الفحل هنا لايشترط أن يكون ذئبا بشريا، أو يحاول إغوائهن، وبعد عامين فقط فان المخرج نفسه جمع بين نفس الثنائي في فيلم (تمرحنه).

وبدا (رشدي أباظة) شابا قويا يعمل في  مولد  شعبي، ويقع في غرام راقصة المولد (تمرحنة) الفتاة صاحبة الطموح الكبير للزواج من أحد زوار السيرك الفتيان.

وقد بدا حسن هنا بنفس الصديري، يقوم بطبع وشم حبيبته الراقصة على صدره، وعندما يشعر أنها خانته يسعي إلى نزع الوشم بماء النار، وهو رجل المولد القوي في ألعاب القوي.

وفي صوته الكثير من الجشاشة التي تعبر عن فحولته، والغريب أنه رغم كل مايتمتع به من قوة، فإن فتاته تتركه إلى الشاب الآخر.

مع هدى سلطان في إمرأة في الطريق

(إمرأة في الطريق)

في عام 1958 ظهر (رشدي أباظة) مجددا في الصورة نفسها في فيلم  (امرأة في الطريق)، إخراج (عز الدين ذوالفقار)، حيث يجسد دور (صابر) الذي يمتلك الكثير من الصفات الطيبة.

ورغم فحولته فإنه يحب فتاة ريفية بسيطة، ويرفض إغراءات زوجة أخيه (لواحظ) المليئة بالشبق، وهو موجود في أغلب المشاهد عاري الصدر، كاشفا عن شعر صدره الكثيف للغاية.

وعندما تتلمسه زوجة أخية فإنها تغرز أصابعها في شعر صدره  الكثيف، و(صابر) الذي يجسده (رشدي أباظة) رجل قوي، وشهم، بينما أخوه المدلل ناعم، ضعيف، وخسيس.

وهكذا قدم المخرج من خلال (رشدي أباظة) نموذجا جديدا وفريدا من الأبطال في السينما المصرية، وقد ظهر الممثل في الكثير من الأفلام كاشفا عن مهارته في الانتصار علي خصومه في المعارك.

سواء بالضرب بكلتي يديه، أو القفز على خصومه، وقد بدا ذلك واضحا في أفلام أخرجها له كمال عطية، منها (طريق الشيطان) و(سر الغائب)  ثم أفلام أخرجها حسام الدين مصطفي، ومنها (الشياطين الثلاثة) عام 1963.

وهكذا بقي (رشدي أباظة) الممثل الأكثر طوعا لتركيبته الجسمانية في أغلب أدواره التي قام ببطولتها، فلم يكن أبدا الرجل المستضعف، أو الخائر، وقد رأيناه دوما في دور الجنتلمان، حتي وإن ارتدي الزي الشعبي.

 وعليه فهو المنتصر، الذي يجذب انتباه النساء، ويحاولن جذبه إلى الفراش، حتى وإن كان لايرغب في هذا الدور، كما أن قوته تدفعه دوما إلى النساء، وفي هذه الأدوار فإن قدرته المالية، ووسامته، وخفة ظله تزيد من فحولته.

مع شادية في فيلم (الزوجة 13)

(رشدي أباظة) و(الزوجة 13)

(رشدي أباظة) لايبدو خائبا أبدا في علاقاته، عدا استثناء واحد في فيلم (حلوة وكدابة) إخراج (حسين فوزي) عام 1962، حيث قام بدور الزوج العنين، والسبب تعرضه لحادث ما أثر على علاقته بزوجته وهى أيضا ابنة عمه.

 لكننا نعرف جميعا أنه الرجل الذي تزوج أكثر من دستة من النساء في فترات قصيرة، وكان يهجرهن دوما بأقصي سرعة، وقد ساعده في ذلك قدراته المالية وذلك في فيلم (الزوجة 13) من إخراج فطين عبد الوهاب 1960.

وقد ترك كل النسوة دون أية إساءة، وهو قادر ذات أمسية أن يراقصهن جميعا،  ويدفع لهن مايقابل الفدية أو التعويض حتى يتركن له الساحة مع زوجته الجديدة (عايدة) أي أن الفحولة وحدها تكفي.

وقد تكررت هذه الأدوار في الفترة نفسها، فهو الشاب القوي الذي يقع بين براثن الحسناوات في أفلام منها: (رجال في العاصفة)، و(صراع في الجبل) وكلاهما من أخراج  حسام الدين مصطفي.

نموذج مثالي للرجل الذي يعجب النساء، ويجذبهن مهما كانت هويتهن

نموذج مثالي للرجل

في عام 1963 عاد إلى شخصية مشابهة في فيلم (المجانين في نعيم)، من إخراج فطين عبد الوهاب،  فهو الشاب المفلس الذي يخدع النساء، ويسلب منهن الأموال، بحجة أنه سوف يتزوج منهن الواحدة تلو الأخرى.

ويبلغ به الأمر أن يتخذ لنفسه مدير أعمال يبتزه ماليا، ويشركه معه في نزواته، أي أن (رشدي أباظة)  في هذا الفيلم كان في أكثر حالاته جاذبية وهو يرقص أمام (نجوي فؤاد) ببراعة لم نر عليها أي نجم آخر في تاريح السينما.

ما يؤكد أننا أمام نموذج مثالي للرجل الذي يعجب النساء، ويجذبهن مهما كانت هويتهن أو الوسط الذي تنتمي اليه كل واحدة.

مع سعاد حسني في فيلم (الطريق)

(رشدي أباظة) و(الطريق)

في العام 1964عاد مرة أخري ليقوم بدور الفحل القوي في فيلم (الطريق) لحسام الدين مصطفي، وهو يشد انتباه (كريمة) زوجة صاحب اللوكاندة القديمة فصارت (كريمة) خليلته.

وصار قاتلا من أجل أن تظل في حوزته أو العكس، وقد عاد (رشدي أباظة) مجددا ليظهر في المشاهد بصدره العاري، وعشيقته متعلقة به، تنز منه علامات القوة والفحولة، في الوقت الذي يرتبط فيها (صابر الرحيمي) بفتاة رقيقة تعمل في إعلانات إحدى الصحف.

وتكررت الأدوار التي اختارها له المخرجون، ومنها فيلم (هو والنساء)، إخراج (حسن الإمام) عام 1966، وكما هو واضح فإن المخرج هنا رجل محاط بالعديد من النساء اللائي يدخلن حياته، بالإضافة إلى زوجته.

وفي الغالب فإن النساء اللائي كن يقومن بالعمل أمامه في أغلب هذه الأفلام كن من  الحسناوات، وعلى رأسهن (هند رستم) التي كانت عامل مشارك في أغلب الأفلام.

وأيضا (شادية، وسعاد حسني)، ورغم أنه كان (عدو المرأة) في فيلم بالاسم نفسه، من إخراج محمود ذو الفقار عام 1966،  فإنه شد انتباه النساء.

وشعرت واحدة منهن بالتعاطف معه، وراحت تفك له عقدته، وفي هذا الفيلم تكرر ظهور (نادية لطفي) التي وقفت معه مجددا في فيلم (عندما نحب)، وهو هنا السباح القوي الممشوق القوام الذي لابد أن يظهر أمام الجميع بجسده، وصدر غزير الشعر، لكنه مصاب بداء في القلب يهدد استمراره.

وإلى الأسبوع القادم نسبح في بحر الغرام مع الدنجوان رشدي أباظة!

مع نادية لطفي في فيلم عندما نحب
مع الفنانة كريمان في أول أدوار العشق والغرام

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.