مجاملات (المهرجان) القومي للمسرح، وزحمة التكريمات لإرضاء نرجسية (محمد رياض)!
كتب: أحمد السماحي
عقد (المهرجان) القومي للمسرح المصري مؤتمرا صحفيا لدروته السابعة عشرة، دورة الفنانة القديرة (سميحة أيوب)، أمس الأربعاء بمركز (الهناجرللفنون) بدار الأوبرا المصرية.
وذلك بحضور رئيس (المهرجان) الفنان محمد رياض، ومدير المهرجان الفنان ياسر صادق، والمنسق العام للمهرجان ماجدة عبد العليم، وعدد من أعضاء اللجنة العليا، ورؤساء اللجان التنفيذية للمهرجان.
وبعد أن أعرب جميع المسئولين عن (المهرجان) عن سعادتهم البالغة بهذه الدورة التى تعد من أهم دورات المهرجان لأنها تحمل اسم فنانة عظيمة من سيدات المسرح المصري وهي الفنانة القديرة سميحة أيوب.
تحدث رئيس (المهرجان)، وعدد كبير من إدارة المهرجان واللجنة العليا، ولجان التحكيم والمشاهدة، واختيار العروض، واللجان التنفيذية عن ملامح الدورة الجديدة، وقد قمنا بنشرها في (شهريار النجوم) خلال الأيام الماضية لمن يريد الإطلاع عليها من القراء!
سر تأجيل (المهرجان)
في بداية كلامنا اليوم يهمنا أن نبارك للفنان الخلوق المحترم محمد رياض وزملائه الطيبيين هذه الدورة، وفرصة أن نتوقف عند بعض النقاط السلبية التى لفتت انتباهنا خلال الأيام الماضية، ونتمنى أن نتخلص منها في الدورات القادمة.
أول هذه النقاط الفيديو المصور الذي ظهر فيه رئيس (المهرجان) محمد رياض منذ أيام يعلن فيه تأجيل المهرجان من 15 يوليو إلى 30 يوليو!.
وكانت حجته في ذلك أنه يريد أن يظهر (المهرجان) في أفضل صورة! وهذا الكلام يدعو للسخرية، ويتناقض مع كلمته التى قالها أمس في المؤتمر الصحفي أن العمل بالمهرجان بدأ منذ ثلاثة شهور!
أعتقد أن مدة ثلاثة شهور قبل بداية أي مهرجان محلي لا يستضيف أي نجوم عرب، ويعتمد على عروضه المصرية مدة كافية لظهور (المهرجان) في أفضل صورة!
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيقدم (المهرجان) أفضل من حفل افتتاح العام الماضي؟!، وسؤال آخر هل أي مهرجان في الدنيا يقتصر على حفل الافتتاح؟! حتى نؤجل المهرجان أكثر من أسبوعين!
الحقيقة أن ما ذكره (محمد رياض) سبب واهي جدا، غير مبرر لتأجيل (المهرجان)، وأعتقد ـ والله أعلم، وسامحني يارب ــ أن سبب التأجيل الحقيقي للمهرجان القومي للمسرح، هو إعطاء الفرصة لمهرجان (العلمين) حتى (يلعلع !).
ويأخذ نصيبه من الدعاية والكتابة عن عظمة المهرجان وجماله وسحره!، وسحر لياليه التى لم يراها الجمهور المصري إلا قلة قليلة من المصطافين القادرين ماديا على دفع الألوف من الجنيهات لحضور الحفلات!
كما أن إقامة مهرجانيين في توقيت واحد سيؤثر بالسلب على (المهرجان) الذي يقام بعيدا عن العاصمة، ولا يراه أحد! فبالتالي كان لابد من تأجيل المهرجان القومي المسكين لأنه من العصر البائد!، بحكم أن هذه الدورة هى السابعة عشر!، ونعطي فرصة (للعلمين) كي يلعلع!.
(المهرجان) والورش الفنية
كما تحدث محمد رياض في المؤتمر الصحفي أمس أنه تم تنفيذ (6) ورش هى (ورشة كتابة، وورشتين تمثيل، وورشة القاء، وورشة إخراج، وورشة سينوغرافيا).
والسؤال: هل من أهداف (المهرجان عمل ورش؟، بالتأكيد لا!، وإذا كان (المهرجان) سيقيم ورش فنية، ماذا سيقيم مركز الهناجر للفنون، ومركز الإبداع؟!، وهما المختصين في عمل الورش الفنية.
فالمهرجان ليس مؤسسة تعليمية، وليس مؤسسة إنتاجية!، وإذا كنت تريد عمل ورش تقام على هامش (المهرجان)، لكن أن تظهر في كل مكان يا نجمنا المحترم وتتحدث عن الورش، وكأنك عملت فتح عظيم فهذا ليس من هدفك كرئيس مهرجان!
إلا إذا كنت تريد مجاملة بعض الزملاء، وإعطاء البعض الآخر بعض (الفلوس) حتى يستطيعوا أن يدبروا حالهم في ظل حالة غلاء الأسعار الفاحش!
(المهرجان) القومي، وكما هو معروف للجميع يعد حدثا فنيا مهما لعرض ملامح المسرح المصري على مدار عام كامل، إذ تتاح المشاركة في المهرجان للعروض المنتجة من مسرح الدولة.
والقطاع الخاص، والشركات، والمجتمع المدني، وفرق الهواه والمسرح الجامعي، والنقابات الفنية، ومختلف الجهات الإنتاجية وفق الضوابط التي يعتمدها (المهرجان).
ويهدف المهرجان إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس، وكذلك تطوير العروض من أجل المشاركة في صناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصري.
(المهرجان) وزحمة التكريمات
النقطة الأخرى التى أريد أن أتوقف عندها وتوقفت عندها العام الماضي، وهى زحمة التكريمات فهذا العام يتم تكريم 10 قامات مسرحية متعددة التخصصات في حفل الأفتتاح هم : (الفنان أحمد بدير، والفنان أسامة عباس..
والفنان أحمد آدم، الفنان حسن العدل، الفنان عزت زين، الفنانة سلوي محمد علي، المنتج أحمد الأبياري، المخرج الدكتور عبد الله سعد، مصمم الاستعراضات الدكتور عاطف عوض، أستاذة المسرح الدكتورة نجوي عانوس).
والسؤال: لماذا كل هذا العدد من المكرمين؟!، خاصة أن العام الماضي شهد أيضا تكريم 10 قامات مسرحية مصرية، وكأن هذه هى الدورة الأخيرة للمهرجان، ولن يقام (المهرجان) مرة أخرى.
أو أن هذه الدورة هى آخر دورة للنجم المحترم محمد رياض ففرصة يكرم أكبر عدد من زملائه النجوم حتى يرضي نرجسية الفنان بداخله، ويظل زملائه النجوم مدينيين له بهذا التكريم طوال مشوارهم.
ويضع زميله القادم لرئاسة المهرجان في حيرة، فلا يجد أحد من النجوم الكبار يكرمهم! وأعتقد أن هذا العدد الكبير من التكريمات يضيع هيبة وفرحة وزهوة التكريم.
وكنت أفضل أن يكون عدد المكرمين هو نصف هذا العدد، أو أقل، حتى يشعر كل فنان مكرم في تخصصه بالزهو، وبجمال وقيمة وحلاوة التكريم.
ويكون لديه الوقت الكافي للحديث للصحافة والفضائيات عن مشواره الفني، ويشبع من حالة التكريم، لكن أن تكرم مجموعة من القامات المسرحية المهمة دفعة واحدة، ويصعدون على المسرح تباعا، وكل فنان يأخذ تكريمه، ومنهم من يريد أن يقول كلمة، والآخر يكتفي بالصمت.
وفي النهاية يصطف الجميع بجوار بعضهم ويمتلأ المسرح بالمكرمين، ومعهم محمد رياض للحصول على صورة (سيلفي) فهذا عبث أيضا، وتقليد خاطئ!
(المهرجان) ونجوم يستحقون التكريم
في زحمة البحث عن نجوم مشاهير لهم جاذبية وبريق ونجومية، حتى يضفي رئيس (المهرجان) وفريقه على (المهرجان) نوعا من الجاذبية، وعلى أنفسهم أيضا.
نسى القائمين على (المهرجان) مجموعة رائعة من كبار نجوم المسرح المصري لم يكرمهم للأسف الشديد وبعضهم تولى قيادات في المسرح، سواء في المسرح القومي أو الحديث أو الشباب، لن نذكر هؤلاء النجوم حتى لا نجرحهم!
لكن من أهم من وقعوا من ذاكرة المسئولين عن المهرجان، ناقد مهم جدا كان من الكتاب والباحثين الرائعين في الكتابة المسرحية، والسينمائية، وهو الناقد الكبير (عبدالغني دواد) الذي رحل عنا منذ أيام.
وبحث وطاف في هيئة قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، كما ذكر هذا زميلنا العزيز الناقد المسرحي الكبير محمد الروبي، ويستحق التكريم.
ولا أدري لماذا توقف المهرجان هذا العام عن إقامة تقليد رائع، قام به العام الماضي، وهو عمل ندوات عن بعض نجومنا الذين فقدناهم طوال العام وحتى وقت إقامة (المهرجان).
فهذا التقليد هو لمسة وفاء وحب في زمن ضنين انعدم فيه الحب والوفاء، وعلت فيه المصالح والمجاملات الشخصية على الجميع!