كتب: محمد حبوشة
لأنه وحده يغرد خارج السرب، وينتج أعمالا مسرحية تعنى بالفكر والفن والثقافة، فقد شنت الشركة (المتحدة للخدمات الإعلامة)، هجوما شرسا وغير مبررعلى الفنان القدير (محمد صبحي)، ورمته بحجارة من سجيل، وهى التي تعاقدت على عرض مسرحية (عيلة اتعمل لها بلوك)، ثم أخلت بشروط التعاقد.
أطلقت (المتحدة) الذباب الإلكتروني وبعض النقاد المأجورين، في إطار حملة تشويه ممنهجة ضد الفنان الكبير (محمد صبحي)، كي تنال من تاريخه الفني العريق، وهو المشهود له بالكفاءة، لأنه في حواره مع الإعلامي الكبير (حمدي رزق)، كشف عن المستور في المشهد الفني الحالي في مصر.
لقد أعرب الفنان (محمد صبحي) عن استيائه من بعض الأعمال الدرامية التي أساءت لقضايا المرأة المصرية التي لعبت أدورا مهمة في التاريخ، قائلا: (لايصح أن تكون 3 مسلسلات تركز على خيانة المرأة لزوجها مع أخيه)، كما انتقد (ورش الكتابة) التي تعبث بأعمالنا الدرامية.
ظني أن السبب الحقيقي وراء تشويه مسرحية (عيلة اتعمل لها بلوك)، للفنان الكبير (محمد صبحي) جاء جراء حواره الكاشف عن نتوءات ظهرت مؤخرا في الأعمال الدرامية التي تسيئ للإنسان المصري.
وهو الذي قرر التعبير عن استيائه من الأمر، إذ نشر عبر حسابه الرسمي بـ (انستجرام)، بيانا يحكي فيه ما حدث، وكان مضمونه: اعتذار للجمهور تم اغتيال مسرحي عيلة اتعمل لها بلوك)، وتم ضرب بنود العقد، وأهمها عدم قطع المُصنف الفني بإعلانات سوى بين الفصلين.
وتابع (صبحي): (وعدم حذف أي كادر ولا لقطة ولا جملة، ولا إغلاق الصوت إلا بموافقة كتابية من الفنان محمد صبحي، لقد تم تجاوز كل الحدود واغتالت المسرحية بعدم احترام الجمهور وإعلانه موعد البث قبلها بأسبوع.
واختتم (صبحي) منشوره: (ولكن القناة أذاعت المسرحية في أسوأ موعد، حتى الرابعة صباحا أمس الثلاثاء 23 يوليو 2024، دون علم الفنان محد صبحي)، وعلق عليه كاتبًا: (وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية).
بيان المتحدة المسىء
قالت (المتحدة) في بيانها ردا على تصريحات الفنان القدير (محمد صبحى)، التى ادعى فيها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى ما وصفه بـ (اغتيال) مسرحيته (عيلة اتعمل لها بلوك)، حيث جاء على النجو التالي:
إيمانا من (المتحدة) للخدمات الإعلامية بدورها الأبرز فى دعم الإبداع والفن المصري، والحفاظ على جودته وريادته؛ بما يليق بعظمة الشعب المصري، واحترام فنانيه، والحفاظ على مقام الأساتذة الرفيع.
فقد تابعت الشركة، باستغراب وتعجب تصريحات الفنان القدير (محمد صبحي) التى ادّعى فيها عبر صفحته الرسمية ما وصفه بـ اغتيال مسرحيته (عيلة اتعمل لها بلوك)، عبر ادّعائه الإخلال ببنود العقد المبرم بينه وبين الشركة.
وقد آثرت الشركة الصمت فى الساعات الماضية، حفاظا على (مصداقية) فنان مصر الكبير، واحتراما لقدره لدى الشركة، والذى اضطرها لقبول عرض مسرحية لديها الكثير من التحفظات على جودة محتواها؛ بشهادة المتخصصين الكبار من جيل الأستاذ (محمد صبحي) ومقامه، أو من أجيال أخرى.
وقبلتها الشركة، مراعاة لخصوصية حالته، وحفاظا على وجود اسمه الرفيع على الشاشات المصرية بما يراه مناسبا لنفسه، وقناعة بأن الشركة (المتحدة) هى الباب المفتوح بالمحبة والتقدير والاحتواء لكل المبدعين المصريين مهما تغيّرت قدراتهم.
ولكن فوجئت الشركة بإعلان الفنان الكبير (محمد صبحي) اتخاذ الإجراءات القضائية ضدها، فى وقائع (غير صحيحة) كلية، وذلك رغم التزام الشركة (الصمت) أمام كل ما سبق، فى مشهد غريب، استدعى اضطرار (المتحدة) لإعلان الحقائق للرأى العام، بكل شفافية، احتراما للجمهور المصري، واحتراما لفنانيه الكبار.
وحفاظا على حق الشركة والعاملين المحترمين فيها لخدمة الفن والإبداع فى مصر، فى الرد على الادعاءات السالف ذكرها، وعليه تنفى الشركة (المتحدة) بشكل قاطع حذف أى مشاهد، أو مقاطع، أو كتم صوت، أو أى تعديل على المسرحية المذكورة، حيث تمت إذاعتها كاملة؛ كما أرسلتها الشركة المنتجة.
وتؤكد الشركة (المتحدة) للخدمات الإعلامية أنها ستلجأ للقضاء المصرى العادل، لاتخاذ كل الاجراءات القانونية، حفاظا على حقها والعاملين فيها، فى عدم الرضوخ لضغوط تستهدف الربح غير المستحق، تحت مسمى (القيمة).
وكذلك حفاظا وحماية للفنان القدير (محمد صبحي) وتاريخه؛ من ادعاءاته الفجة، وغير الصحيحة التى ستؤثر على صورته، وتدفع للإفصاح عن أشياء كثيرة قد لا تليق بتاريخه الكبير، (وكأن الشركة تحافظ على الرجل من نفسه).
وتشدد (المتحدة) على أنه لن يتم التعليق من جانب الشركة على أى شيء يخص الفنان القدير (محمد صبحي) مرة ثانية، تقديرا للقضاء المصرى وقوله الفصل.
لماذا تعاقدت المتحدة؟
السؤال الذي يبحث عن إجابة: لماذا تعاقد الشركة المتحدة مع (محمد صبحي) لإذاعة عمل تراه مسيئا، ألم يشاهد أحدا المسرحية قبل التعاقد؟، ولماذا يتم تقييم العمل بعد عرضه على الجمهور.
كانت تعاقدت الشركة (المتحدة) مع الفنان القدير (محمد صبحي) على إنتاج ثلاث مسرحيات، وبالفعل تم إنتاج المسرحية الأولى (نجوم الظهر)، وتصويرها بأعلى التقنيات التليفزيونية، إلا أنها لم تحقق أي عائد جماهيري أو إعلاني.
وهنا سؤال آخر: لماذا استمرت الشركة المتحدة في دعم مسرحيات الفنان (محمد صبحي)، رغم التحفظات النقدية والجماهيرية، ولم تخذله ماديا أو مهنيا – على حد زعمها – والتزمت الصمت؛ حتى إعلانه اتخاذ إجراءات ضدها، والإساءة لها وللعاملين فيها بما لم يصدر من الشركة وقنواتها.
تقول الشركة (المتحد) أن الفنان القدير (محمد صبحي)، هو من قام بمخالفة الاتفاق والتعاقد المبرم مع الشركة (المتحدة) بتغيير كبير مفاجئ، في نص مسرحيته الأخيرة؛ دون موافقة الشركة وبالمخالفة للعقد، حتى وصل الأمر أن تضمنت المسرحية إيحاءات وألفاظ لا تقبلها القواعد والأكواد الأخلاقية، ولا مواثيق الشرف المهني.
ماهذا العبث التي تدعيه (المتحدة)؟، لماذا لم تخطر الفنان (محمد صبحي) بتغيير نص المسرحية، وتعضد هذا بوقف العرض من الأساس، خاصة أنها ادعت أن الفنان الكبير (محمد صبحي) قام بتسريب مقاطع كثيرة من المسرحية على صفحته الرسمية؟، علما بأن هذه المقاطع موجودة من أكثر من سنتين ويتم تدوالها على السوشيال ميديا.
ألا يستدعي هذا إعادة النظر في التعاقد مع (محمد صبحي)، خاصة أنها قالت أن هذا التغيير في المضمون يعد إخلالا بحقوق (الملكية الفكرية) التي يؤمن بها، ورغم كل هذه المخالفات والغرائب، قامت الشركة (المتحدة) للخدمات الإعلامية؛ بعرض المسرحية على قناة (cbc) العامة الرئيسية، كاملة (دون أي تعديل).
العرض بعد منتصف الليل
وهل يعقل أن يتم عرض المسرحية في الواحدة بعد منتصف الليل لتنتهي فجرا، زاعمة أنها عرضت في توقيت مهم كسهرة صيفية وألغت عروضا أخرى تقديرا له، ورغم ذلك (فشلت) المسرحية في جذب الإعلانات، مجددا، وتحملت الشركة خسارتها في صمت، إكراما للفنان الكبير ورفعا للحرج عنه.. (بالزمة ده كلام يصدر عن عاقل؟!).
ثم لماذا استنكرت طلب (محمد صبحي) زيادة قيمة التعاقد، الذي تم قبل 3 سنوات، واصفة هذا بأنه إمعانا في إخلال الفنان القدير مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في مشهد غير مسبوق وغير مبرر، ولا يحدث في أي تعاقد في العالم.. أليس من حق الفنان إهادة تقدير قيمة عمله بعد مرور 3 سنوات من التعاقد، وذلك وسط أعمال تنتجها الشركة بمبالغ خرافية، رغم رداءتها الفنية والأخلاقية.
ساءني جدا طريقة التعامل مع الفنان الكبير (محمد صبحي) حيث تصدر هاشتاج (محمد صبحي عديم القيم) موقع (x) تويتر سابقا، حيث هاجم الجمهور الفنان (محمد صبحي) تعليقا على مشاهد من مسرحيته الأخيرة.
حيث جاء تعليق الجمهور: (كل السنين دي بتدعي الفضيلة وبتقول الفن رسالة.. وتعرض مشهد زي ده أمام الجمهور وأطفال ونساء.. أحسن تقعد في بيتك).
وأضافت أخرى: (أنا مش مصدقة إن محمد صبحي وصل للتدني في اللي بيقدمه في مسرحية عيلة اتعمل لها بلوك، إيه القرف ده، يعنى لو أولادي الصغيرين معايا ويشوفوا مناظر زي دي.. كان هيبقى شكلي وحش قدامهم).
فيما قالت تغريدة من رواد موقع (x): (اللي أعرفه إن الممثل كل ما بيكبر بيبقي عنده نضج فني وبيكون في مرحله اكتمال الموهبة إلا محمد صبحي، عمل مسرحية كلها إسفاف وقلة أدب ميعملهاش كومبارس، بجد نزلت من نظري بعد ما كنت من محبينك ومعجبينك).
وأغلب الظن أن هذه الآراء المسفة بطرق الافتراء، ليست صادرة عن الجمهور المصري الواعي، الذي لم يشاهد المسرحية من الأساس، بل إنها على الأرجح جاءت من جانب (الذباب الإلكتروني) الذي تطلقه المتحدة على من تغضب عليه، بدليل إطلاقها (نقادا مأجورين) في غالبية المواقع الإلكترونية لمحاولة النيل من قامة كبيرة في حياتنا!!!
وأخيرا: إلى متى نتحمل تلك الممارسات المشينة من جانب شركة احتكرت الفن في مصر، وتفرض علينا غثاء السيل من أعمالها التي تضرب الفن المصري في مقتل، على مرأى ومسمع من الدولة المصرية، والتي أطلقت (الجمهورية الجديدة) القائمة على العدل والحق والحرية والحفاظ على قيم المجتمع؟!