رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد شمروخ يكتب: (مهرجان العلمين) السري!

بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ

على موعدنا كل سنة (بيقولوا قطع العادة فال وحش) مع (مهرجان العلمين) حيث تتخلى وتتجلى وتتحلى مصر الحلوة في ساحات البراح بلياليها الملاح، مع الرقص والغناء من الضحى للضحى، وربنا يهنيها بلياليها و(ضحاياها).. (ضحاياها هنا جمع ضحى.. لو ينفع يعني).

لكن هل تصدقني إذا ما قررت لك بأن أفضل قرار اتخذ بشأن (مهرجان العلمين) ، هو أن يتم إصدار تعليمات بتجاهله إعلامياً تجاهلاً شبه تام؟!

وأيا كانت الأسباب، فقد أضاع متخذ القرار بالتعتيم الإعلامى على (مهرجان العلمين) أو على الأقل عدم الاهتمام بأخباره، فضلا عن منع البث المباشر للحفلات عبر القنوات الرسمية وشبه الرسمية للحكومة.

أضاع علينا، فرص الاستمتاع بالغل وإخراج مكنونات صدورنا والتعبير عن الحقد الاجتماعي والحسد الاقتصادى والغليان الانطباعي.

(هذا بجانب ضياع فرصة فقدان الاستمتاع اللإيجابي بالحفلات ذات نفسيها!).

لكن لو جينا للجد، فهو يستحق التقدير لهذا السبب على الأقل، كما أن إذاعة هذه الحفلات خطر على الأمن الاجتماعي، لأن الناس يتعقد مقارنات بين فئة من المجتمع تعيشها طول وعرض ومقضياها فسح وحفلات وهيصة، لاسيما أن الحفل المذاع سيكون بطبيعته، حفلا ساهرا.

ولن يتمكن المصريون جميعاً من مشاهدته على الشاشات المكتوب عليها (مباشر العلمين)، وذلك بسبب جداول قطع التيار الكهربائي في باقي عموم البلاد المصرية، فلابد من تفعيل مبدأ (المساواة في الظلم عدل) الذى تستتبعه منطقياً قاعدة (المساواة في الحرمان عطاء).

فلذلك ومن منطلق الكرم الحكومي، ولأن المواطنين أمام الدستور والقانون سواء محياهم ومماتهم، فقد تم اتخاذ هذا القرار بحكمة تستحق كل الإشادة والثناء على صاحبه.

صاحب القرار الحكيم، واضح جداً أنه يدرك مدى الإحباط الذي سيصيب سكان المدن المصرية

صاحب القرار الحكيم

(والنعمة ولد ما جابتوش ولادة.. فكر فيها إزاى دي).

كذلك فصاحب القرار الحكيم، واضح جداً أنه يدرك مدى الإحباط الذي سيصيب سكان المدن المصرية وفي القلب منها القاهرة، الذين يغرقون في الظلام الدامس يسبب قرار غلق المحلات التجارية في العاشرة مساءً.

ومن ثمّ تتوقف الحياة في كثير من مناطق أنشطتها العادية، بينما لم تفرغ الجوامع بعد من صلاة العشاء حيث اعتاد الناس أن يبدؤوا لياليهم وأماسيهم ومسامراتهم، فلا فسح على الكورنيش، ولا في حتى في زحمة الحسين وخان الخليلي، ولا شارع المعز ولا وسط البلد ولا جامعة الدول ولا حتى فوق كوبري أكتوبر.. ولاحاجة بتاتاً.

بينما إخوانهم في (مهرجان العلمين) يمرحون تحت مسارح مضاءة بكشافات واخدة نص كهربة سيمنس، يغنى على أضوائها الهضبة أو نمبر ون، دون خوف من أقلام تنزل على صدغ أي من الحاضرين.

(حد يقدر يستجرى يابا.. دى تطير فيها رقاب).

وقد صرح مسئول كبير جداً بأن الساحل الشمالي مستثنى من جداول قطع الكهرباء وغلق المحلات بسبب طبيعته السياحية التى تدر على البلد أموالا يمكن استخدامها فيما توفير أموال لما تبقى من (الدعم).

يعني يالمفتشر كده (احمدوا ربنا يا مصريين على أنهم بيصرفوا عليكم من جيوبهم).

كذلك كان حتما سيصاب البعض بالإحباط الشديد مع علمهم بأن ثمن تذكرة حضور حفلة واحدة، تترواح ما بين 150 ألف جنيه للفرد من الفئات المتميزة و200 جنيه للفرد الكتيان من الفئات الفقيرة.

طبعا أمال إيه يا مصريين، الحكومة عاملة حساب إن الحاضرين في الساحل الشمالي، وخصوصاً العلمين، مش كلهم من السادة العاملين في صندوق (اتحاد ملاك مصر)، فهناك السواقين والعمال والبوابين والسياس.. ولا كمان دول مش من حقهم يسمعوا حتى ولو يادوب صوت هيصة الجمهور تجاوباً مع الهضبة وهو بيغنى؟!

أصلك دولم عالم غلابة يادوب يقدروا يوفروا ألفين جنيه (يعنى 80 دولار بس يا عيني) علشان يمتعوا نفسهم بحضور حفل ضمن (مهرجان العلمين).

ثم ان إبعادهم عن المكان ليس بسبب أن تذاكرهم رخيصة لا سمح الله، أبداً.. أبداً، ده بس علشان محدش فيهم يستفز الهضبة ولا نمبر ون ونلتقى الموبيلات اشتغلت على الأقلام اللى بترف.

المنظمين لفاعليات (مهرجان العلمين) يعلمون تماماً أن نفوسكم معبية

مشاهدة حفلات المهرجان

(حتة كده على جنب وبمناسبة الموبيلات: فأكيد أن السيد المسئول عن قرار منع الشعب من مشاهدة حفلات المهرجان، لم يجد لها حلاً لأن كل الصفوف الأولى محجوزة لأبناء أعضاء اتحاد الملاك المشار إليه آنفاً ولا يمكن حد من شركة الأمن المسئولة يقدر يمنع حد منهم).

وهكذا أيها السادة اللامشاهدين تم المنع والتعتيم والحجر لأسباب تصب أساساً في مصلحتكم، لأنه المنظمين لفاعليات (مهرجان العلمين) يعلمون تماماً أن نفوسكم معبية سواد غطيس وصدوركم مليانة فحم كوك، فتضامنأ معكم ومن أجلكم أنتم أساس مصر ورعايا (الجمهورية القديمة).

تم اتخاذ هذا القرار من لدن لجنة متخصصة بعد بحث ودراسة وفحص وتمحيص.. كذلك وبعد استشارة علماء النفس والاخصائيين في النفسيات التعبانة وأهم شيء بعد تلاوة المعوذتين وتصلى على النبي في قلبك وتعليق كف وخرزة زرقا.

هم ينشدون راحتكم، فعلى إيه تباتوا كل حفلة تغلوا على إخوانكم الذين يعملون طوال السنة كغن أجل شهرين عمي في الساحل يتم فيهما إنفاق أموال لو حسبتها بالدولار فلا تكفى بالكاد ما تم توفيره من فروق قطع الكهرباء.

مع زيادات البنزين والغاز والبوتاجاز لمدة عشر سنين بالكتير.. فمن أجل راحتكم غمضوا عنيكم وناموا.. ناموا بقى.. دي القطط والكلاب نامت!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.