رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

(زينب) جعلت (سراج منير) أول دنجوان في السينما المصرية! (1/2)

* سراج منير رجل مهاب الطلة له جسد الفرسان، وصوت مميز جعله أول من يقوم بشخصية (عنترة ابن شداد) في أكثر من فيلم

* ذهب في البداية إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكنه التقي برواد صناعه السينما، فغير المهنه تماما

* ليس هناك مشهد في السينما المصرية عبر عن الشموخ مثلما عبر سراج منير في فيلم (إزاي أنساك)

* هو أول من أدى دور (عنترة بن شداد) في السينما المصرية، وهو (شمشون) البطل اليهودي الذي تحبة (دليلة) الفلسطينية

محمود قاسم

بقلم الباحث والناقد السينمائي: محمود قاسم

لا أحد يعرف الجوانب الحقيقية للفنان (سراج منير) كواحد من أوائل من جسدو شخصية (الدنجوان) في الأفلام المصرية، وهناك أسباب عديدة لهذا الأمر منها أن الكثير من الافلام التي تدل على ذلك قد أختفت من أرشيف السينما إلي حيث لا أحد يعلم!

وذلك في أفلام من طراز (ابن عنتر، وشمشون الجبار) والكثير من أفلام الثلاثينات، وبالتالي فإن الشباب طوال عدة أجيال لا يعرفونه – من الأفلام المتاحة للمشاهدة – إلا عندما أصبح رجلا ناضجا.

والكثير منها مثل دوره في أفلام (عنتر ولبلب، دهب، قطار الليل)، لا يوحي بأنه كان يوما (الدنجوان العاشق)، بالإضافة إلي أدواره الأخيرة التى جسد فيها دور الأب في أفلام مثل: (تمر حنه، جعلوني مجرما، نهاية حب، قلب من ذهب، بنات اليوم) وغيرها.

مشهد مع عبد السلام النابلسي من فيلم (ازاي أنساك)

سراج منير.. (إزاي أنساك)

(سراج منير) كان فنانا رائعا، نعم رائعا، يكفية مشهد واحد في أواخر حياته في فيلم (إزاي أنساك) عام 1956 أمام فريد الأطرش، وفي هذا الفيلم قام بدور صغير جدا لمدير إنتاج في مسرح الاستعراض اسمه (رضوان).

وفي أحد الأيام يحضر (رضوان) أحدي الحفلات في بيت بطل الفيلم (فريد) الذي جسده (فريد الأطرش)، الذي أكتشف لتوة مطربة جديدة هي (زنوبة) التى تقوم بدورها (صباح).

والتي تقف أمام مكتشفها في قاعة واسعه تمتلئ تدريجيا بالمعجبين، وتغني له بصوت جميل ورقيق (أحبك ياني، ولو ترعاني أحبك تاني).

من يتابع هذا المشهد يجد لقطات عابرة تصور ذلك المنتج الأنيق جالسا فوق بقعه إلي جوار الحائط، ويرتدي البدلة كاملة بما فيها الصدرية، واضعا ساقا فوق أخري مليئا بالثقة والجاذبية.

ويضع يدية أسفل جانبية مستمتعا بسماع (زنوبة)، من يركز جيدا في هذا المشهد يجد أنه ليس هناك مشهد في السينما المصرية يعبر عن الشموخ مثلما عبر (سراج منير) في هذا المشهد.

(سراج منير) إسما مليئا بالنور والإشراق

سراج منير.. وأخويه

(سراج منير) إسما مليئا بالنور والإشراق، واسمه وحده قد ميزه عن أخوية المخرجين (حسن عبد الوهاب) و(فطين عبد الوهاب) حيث لم يعمل الثلاثة فى الإخراج.

نحن نكتب هذا المقال للتأكيد علي ما كان يتمتع به النجوم الأوائل في السينما عند بدايتها منذ سنوات طويلة.

وذلك باعتبار أن (سراج منير) عاش في الفترة ما بين 1904 ، وعام 1957 أي أن كل ما عاشة هذا الرجل في حياته الخاصة والعامة والفنية تؤكد أننا أمام دنجوان مختلف.

جسد دور (إبراهيم) الفلاح العاشق في فيلم (زينب)

سراج منير.. و(زينب)

(سراج منير) ذهب في البداية إلى ألمانيا بناء علي رغبة أسرته لدراسة الطب، وفي أوروبا التقي برواد صناعه السينما، ومنهم المخرج محمد كريم فغير المهنه تماما!

 وعاد مع صديقه (محمد كريم) ليقوم بدور (إبراهيم) الفلاح العاشق في فيلم (زينب) الصامت عام 1930 ليكون بذلك أول عاشق في السينما المصرية يفقد حبيبته التي أصابها مرض السل وحرم منها.

 فكان بذلك أقرب إلى (أرمان دوفال) بطل قصة (غادة الكاميليا) الذي يفقد حبيبته بسبب المرض والمسافة الأجتماعية التي تفصلهما.

قصة حب شهيرة ربطت (سراج منير) بالممثلة (ميمي شكيب)

سراج منير.. و(ميمي شكيب)

علي المستوي الاجتماعي فإن قصة الحب الشهيرة التي ربطت (سراج منير) بالممثلة (ميمي شكيب، أو أمينة) هى مصدر للفخر بأن لدينا مثل هذه القصص المغموسة بالوفاء والحب العميق.

 ففي البداية يلتقيان في أحد الأفلام ويتحابان، لكن الأسرة تقف ضد هذا الزواج، ويصر العاشقان أن يتزوجا، وأن يظلا معا في الأفلام وفي الحياة حتي رحيله حتي وإن لم يرزقهما الله بالأبناء.

 كانت (ميمي شكيب) دائما إلي جواره، وهى التي نعتبرها ملكة جمال السينما في الثلاثينيات تمثل معه في أغلب أفلامة ومنها (دهب، الحل الأخير، معلش يا زهر) وغيرها.

لعب شخصية (عنترة ابن شداد) في أكثر من فيلم

سراج منير.. (عنترة ابن شداد)

(سراج منير)، رجل مهاب الطلة له جسد الفرسان، وصوت مميز جعلة أول من يقوم بشخصية (عنترة أبن شداد) في أكثر من فيلم، كما أنه العاشق في أفلام أخري.

وفي فيلم (رصاصة في القلب) يقوم بتسليم خطبيته طواعية إلى حبيبها (محسن) بعد أن عرف أنهما يتبادلان مشاعر العاطفة.

(الدنجوان) هنا فارس، وعاشق، وأحيانا خارج عن القانون، لكنه في كل الأحيان أنيق ابن عائلات ثرية، يجسد أحيانا دور القاضي أو ابن الأسر المرموقة مثل (دهب، جعلوني مجرما، ليالي الحب ، أيامنا الحلوة، بيت الأشباح ) وغيرها.

والغريب أن (سراج منير) قد خرج عن عمد بعيدا عن أدوار أخري لعل أشهرها لنا هو دور (شمشون) أو(عنتر)، الفتوة مليئ الجسد الذي يتحول إلى أداة للسخرية من أبناء طبقته الشعبية!

وهو يتعرض للصفع سبع مرات من (لبلب) صعلوك الحارة، أنها قصة شعبية قديمة، تؤكد أن الفيل الضخم الجسد يمكن لفأر صغير أن يجعله يدور حول نفسة مرات عديدة حتي يقع سريعا فوق الأرض!.

ولم يكن هذا الدور هو بالطبع (الدنجوان) كما أن دور (المالتي) في فيلم (قطار الليل) يعتبر بمثابة خروج للدنجوان عن المألوف، فهو هنا الخارج عن القانون الطامع في جسد الراقصة، والدموي في عراكه الشرير في سلوكه.

يبقي وفيا لحبيبته مثلما رأيناة في فيلم (معلش يا زهر)

سراج منير.. الزوج الوفي

الغريب أن (سراج منير) كان يعيش قصة حبه الأزلية مع زوجته، التي ظلت وفيه لذكرياتهما معا لأكثر من ربع قرن، حتي وفاتها في بداية الثمانينيات.

(الدنجوان) الذي نعرفه في حالات أخرى، هو ألعوبان يعرف الكثير من النساء، شهواني، أما أدوار الرجل النبيل الذي لعبها الممثل فإن (الدنجوان) هنا هو زوج مختلف يحب زوجته وأسرته.

ويبقي وفيا لحبيبته مثلما رأيناة في فيلم (معلش يا زهر) فهو الجار القديم الذي يزور حبيبته (ميمي شكيب) في بيتها بعد سنوات طويلة من الزواج.

ويكتشف أن زوجها هو موظف في شركته، فتتجدد الصداقة والحب القديم دون رغبة، ويأمر بترقية الزوج الذي يعاني من مشاكل عديدة منها كراهية زملائه في العمل وأيضا اختفاء ابنته الوحيدة هربا مع حبيبها سائق الترام .

هو العاشق العربي الصحراوي الذي يقرض الشعر، والأسود البشرة ابن سيد القبيلة والعبدة الزنجية

سراج منير.. وأدوار النبلاء

سراج منير (الدنجوان) هذا الأسبوع، هو العاشق العربي الصحراوي الذي يقرض الشعر، والأسود البشرة ابن سيد القبيلة والعبدة الزنجية، الذي لا يعترف به أبوه شداد.

ولكنه الأقوي في القبيلة يدافع عن نسائها ضد الرجال الغزاة الذين يحاولون اختطافهن عند البركة، وهو الذي يحب ابنه العم (عبلة)، ويسعى إلي الزواج منها، لكن لعدم اعتراف والده به يُرفض كعريس.

إلى أن يعترف (شداد) بأنه ابنه الشرعي، ويذهب إلى حاكم العراق كي يأتي بالمهر الكبير وهو ألف من النوق الحمر، وعندما يعود بعد سنوات يشارك في منع زفاف حبيبته (عبلة).

ويشارك أيضا في الانتصار على الغزاة، أنه (عنترة ابن شداد) أول من يؤدي هذا الدور في السينما المصرية والأكثر شهرة، أي أنه البطل العربي المقدام.

وفي نفس الفترة فهو (شمشون) البطل اليهودي الذي تحبة (دليلة الفلسطينية) وتوقعه في حبالها، حيث لا يوجد ممثل أخر جسد دور هذا الدنجوان البطل.

ومن هنا يأتي تفرد (سراج منير) في مثل هذه الأدوار، والطريف أنه جسد دور (عنتر) في أكثر من صورة في أفلام منها (عنتر وعبلة، مغامرات عنتر وعبلة، المليونير، عنتر ولبلب).

والطريف أن (سراج منير) في فيلم (المليونير) لإسماعيل ياسين، جسد هذه الشخصية في إطار ساخر فهو رجل عصري يتوهم أنه فارس الصحراء المقدام مايؤدي به إلى مستشفى المجانين.

ويشارك في استعراض (وسع من وش العقلاء) بصوت نسائي، أما فيلم (عنتر ولبلب) الذي كان اسمه قبل ثورة يوليو (شمشون ولبلب) فلا فارق بين الرجلين كلاهما قوي الجسد.

وكلاهما أيضا عاشق مع اختلاف الصورة في الفيلم الثاني، وقد تقدم به السن كثيرا فتزوج من إمرأة في منتصف العمر ويدخل في مهاترات تنافسية مع (لبلب) ويخسر كافة معارك الصفعات.

الجدير بالذكر أن هذا النبيل الصحراوي كان موجودا أيضا كواحد من زعماء القبيلة  في فيلم (رابحة) أنه ابن العم الذي يود الزواج من (رابحة) وأن يبعدها عن حبيبها ابن المدينة، وشاركت في بطولة الفيلم الفنانة (كوكا) التي عملت معه كحبيبته في أفلام الفروسية القديمة.

نستكمل مشوار الدنجوان (سراج منير) الأسبوع القادم

سراج منير في بداية ظهوره عندما انضم لفرقة رمسيس وهنا مع دولت أبيض وأمينة رزق
في منزلهما وسراج يتحدث في التليفون وميمي مشغولة بقراءة الفنجان
سراج منير وميمي شكيب في أحد أعمالهما المسرحية
سراج منير مع ماري منيب في أحد أفلامهما
سراج منير مع الفنانة عقيلة راتب في فيلم التضحية الكبرى
مع ماري منيب رفيقة المشوار الفني
سراج منير في فيلم (صحيفة السوابق)
سراج منير أحد فتيان الشاشة في الثلاثينات مع النجمة أمينة رزق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.