بقلم الناقدة: علا السنجري
لم يعد عندي تفاؤل حين أشاهد نسخة عربي لمسلسل أجنبي، دائما اصاب بخيبة الأمل من السيناريو أو التمثيل أو الإخراج، باستثناء مسلسل (بين السطور) المنقول من المسلسل الكوري (misty )،ومسلسل (خارج السيطرة ) المنقول من مسلسل (into the dark).
تجددت خيبة الأمل لدي عندما شاهدت على مدار شهر حلقات من مسلسل (مفترق طرق)، هو مسلسل منقول من المسلسل الأجنبي (the good wife)، طوال هذه الحلقات انتظرت لعلي أجد ما يقلل خيبتي، لم أجد سوى تلك المواهب الصغيرة التي تفوقت على الكبار في الأداء.
تدور قصة (مفترق طرق)، حول (أميرة/ هند صبري) التى تكتشف خيانة زوجها المحافظ (عمر/ ماجد المصري)، وقبوله رشوة مالية وجنسية، لتنقلب حياتها رأسًا على عقب.
تضطر (أميرة) للعيش مع والدة زوجها رغم طبعها الحاد ونظامها المرسوم بدقة في كل حركة بالبيت، تضطر لنقل الأولاد للمدرسة أقل في المصروفات، خاصة بعد التحفظ على أملاك زوجها.
اتصلت بمحامي زميل دراسة وعمل (يحيى/ إياد نصار) لتعود إلى المحاماة كعمل تحصل منه على راتب يساعدها في مواجهة متطلبات حياتها الجديدة.
غيرة (جومانا مراد)
(يحيى) يضعها تحت الاختبار مع زميل آخر يدعى (رامز/ علي الطيب)، تشعر (دارين/ جومانا مراد) شريكته بالغيرة من (أميرة)، مما يجعل (يحيى) يعترف لها بحبه من طرف واحد لأميرة منذ الجامعة رغم زواجها من عمر.
نجد معاناة أولادها في التأقلم في المدرسة الجديدة والتعود على طبع جدتهم (سلوى/ ليلى عز العرب) وأوامرها لنظام البيت.
وبحسب قصة (مفترق طرق)، (هنا/ نهى عابدين) ابنة خالة أميرة تعاني من علاقة عاطفية سابقة مع الممثل (نادر/ ميدو عبد القادر)، والتي تهرب منه ولا تريد العودة له بسبب وجود (فادي/ عمرو صالح)، الذي يريد الزواج منها.
(دارين) تقوم بتجميد بويضاتها لتكون أما إذا تزوجت في سن متأخر، هناك (ولاء، أو حنفي/ هدى المفتي)، دينامو الشركة وأستاذة كمبيوتر وبحث عن المعلومات، تساعد (أميرة عمر) ليحصل على البراءة مقابل حصولها على الطلاق.
مناقشة الموضوعات المهمة
رغم مناقشة مسلسل (مفترق طرق)، لبعض الموضوعات الهامة مثل التعامل مع الأولاد في وضع الازمات والطلاق ،وفهم نفسية المراهقين، وكيفية التعامل مع مشاكلهم بالتفاهم والصداقة دون صدام.
تأثير الأصدقاء السيء والجيد، عمل المرأة مهم، خاصة إذا واجهت ظروف مادية أو تم الطلاق، وهى بلا عائد مادي، الحماة التى تقدر ما تعرضت زوجة الابن من اخطائه تقف تساندها وتحاول إصلاح الزواج رغم اعترافها بذنب ابنها.
كل ما سبق جيد الى حد ما، ولكن لم يكن في إطار يتناسب مع مجتمعنا المصري، فعلى سبيل المثال بطلة العمل وجدت عمل في مكتب محاماة فندقي (سبع نجوم)، بينما في الحقيقة قد لا يحدث هذا.
هناك العديد من السيدات قد تقبل أي عمل من أجل الإنفاق على الأسرة، كما أن أغلب المحاميات ليس من السهولة إيجاد مكتب للعمل به تحت الاختبار، ولا أعتقد أن هناك مؤسسات حقوقية مصرية تعمل بهذه الطريقة الفندقية المثالية بمناقشة القضايا وغرفة اجتماعات بهذا الحجم.
اختيار المواهب الشابة
كما كنت أتمنى من وجهة نظر مشاهد وليست وجهة نظر متخصص، أن تكون المحاكم لدينا تدار بهذه الطريقة المثالية، والتي تنهي القضايا من أول جلسة، يتم التداول والمرافعات والشهود بطريقة المسلسل الأمريكي وليس بطبيعة القضاء المصري.
المشاهد العادي يستقبل مسلسل (مفترق طرق)، يتفق أو يختلف مع أبطاله، فقد نجح كل من الكتابة والإخراج جعل العمل منقول بشكل جيد.
لا أنكر أن اختيار المواهب الشابة كان رائعا، أضفى نكهة مميزة للعمل، أولهم الموهبة (نادين عصام) قدمت (منة) المراهقة التى تجيد الكذب واخفاء حقيقتها، قدمت الشر المعاصر وابتزاز الآخرين بالهكر والفوتوشوب.
وهناك جرائم لمثل هذا النوع ظهرت مؤخرا في مجتمعنا، أسلوبها مميز جدا مما يصعب عليك أن تصدق أنها تقف لاول مرة أمام كاميرا.
(يوسف سليمان)، أو (زياد) قدم أيضا المراهق الذي يقع تحت ضغط ظروف سجن والده وتغيير بيئته التي تعود عليها، لينتقل إلى مدرسة أخرى يواجه فيها أصدقاء سوء يتنمرون عليه هو وأخته.
ليؤذي شخص آخر واقعا تحت تأثير زميلة تستغله لتحقيق أهدافه.عبر يوسف عن صراعات نفسية تدور بداخله بتلقائية وموهبة واعدة.
موهبة (جودي مسعود)
الموهبة الأخرى هي (جودي مسعود)، قدمت دور الابنة الرزينة (زينة)، والتي تخاف على أخوها وفي ذات الوقت قلقة من طلاق والدتها من والدها زواجها من آخر.
الفنانة (هند صبري) لم تكن في أحسن أدوارها، قدمت الدور بشكل نمطي لم تتخلى عن ملامح الاستغراب والدهشة أغلب الوقت وافتعال المشاعر، (إياد نصار) أيضا لم يكن في أفضل ادواره بعد (وش وضهر وصلة رحم)، و(ماجد المصري) بعيد قليلا عن أدوار الشر، ليقدم المسئول المتورط وكذلك الأب والزوج الندمان على أخطائه.
الفنانة (ليلى عز العرب) كانت السهل الممتنع قدمت دور السيدة الأرستقراطية والجدة الحازمة لكل الأصول والعادات في التربية، لديها نظام لا تحيد عنه، لكنها في ذات الوقت طيبة القلب لديها حنية وتقدير لأميرة وما تقوم به، رسمت مشاعرها بدقة شديدة.
تطور (هدى المفتي)
(جومانا مراد) أخفقت جدا في أداء المحامية، طبقة الصوت الرقيقة والحديث ببطء لا يناسب محامية تستوجب شاهد أو تقوم بمرافعة، ملامح التجميل في الشفايف والوجه أم تمكنها من أداء الشخصية جيدا.
(سامي مغاوري)، فنان قدير قدم المحامي الذي يعاني من بداية مرض ألزهايمر بخفة دمه المعهودة، (هدى المفتي) في تطور كبير في شخصية (ولاء/ حنفي)، على الطيب مازال لديه الكثير ليقدمه من دور (رامز) رغم إجادته له.
(مؤمن نور) لا أعرف لماذا كانت ملامحه متشنجة في أغلب مشاهده، (نهى عابدين) أداء متكرر، (محمد يوسف) استطاع كسب تعاطف المشاهدين.
(مفترق الطرق) قصص لبدايات وحكايات تجعلنا نتأمل في اختياراتنا وأخطائنا،ه ناك من يجيد البداية ومن يبقى كما هو ويبرر الغلط الذي وقع فيه.
في النهاية أتقدم بواجب العزاء لأسرة العمل لوفاة السيناريست (شريف بدر الدين) – رحمه الله، فقد وافته المنية أمس في منتصف الحلقات قبل أن تنهي أحداث المسلسل.