جمهور بورسعيد يحتضن نجوم ليلة (ميدفست) السينمائية الأخيرة لهذا الموسم
علا رشدي: لدينا مشكلة للمفاهيم المجتمعية التي نشأنا عليها
نادين خان: أكثر علاقة أثرت بي في السينما هي (زوجة رجل مهم) وعلاقة أحمد زكي بميرفت آمين
نبيل القط: فكرة الاعتراض على الأفلام بسبب النظرة الشرقية يدل على التنوع الثقافي
كتبت: سما أحمد
من أجمل التظاهرات الفنية التى حدثت في 2024، ليالي (ميدفست السينمائية) التى طافت بين بعض محافظات مصر، وأكدت تعطش جمهور هذه المحافظات للفن الراقي الجميل.
والمناقشات الفنية الجادة التى تضيئ وتنير العقول الشابة الساعية إلى المعرفة، مؤخرا أقيمت آخر ليالي (ميدفست السينمائية) بين محافظات مصر.
حيث أضاء الجمهور مسرح المركز الثقافي ببورسعيد بحضور الفنانة الشابة علا رشدي، والمخرجة نادين خان، والدكتور نبيل القط استشاري الطب النفسي.
وبحضور عدد كبير من الجمهور حيث عُرض فيها 4 أفلام وهم فيلم (زفة) الذي يمثل مصر، وفيلم (دعوة من الخلا إلى البحر) الأردن وألمانيا، وفيلم (جروب) أمريكا، وفيلم (مارشدير) مصر، وأدار الحلقة النقاشية صانع الأفلام ومدير سينما الأحد، في مكتبة الإسكندرية (أحمد نبيل).
ترابط بين الصحة والسينما
في البداية قالت الفنانة علا رشدي: لكل فيلم حالة خاصة، وكل شخص عند المشاهدة يتأثر بشيء معين، فلقد خرجت من كل فيلم بشيء.
ففي فيلم (زفة) الذي عرض ضمن ليالي (ميدفست السينمائية) يتحدث عن الضغط المجتمعي على الأشخاص للدخول في علاقات رغما عنهم، من قِبل الأهالي والأصدقاء، استوقفني مشهد الأب عندما قال: (محدش يحب حد، وبيتجوزه انت عاوز تعيش لوحدك).
لدينا مشكلة للمفاهيم المجتمعية التي نشأنا عليها فما الذي سيحدث إذا لم يتزوج الإنسان،.
وأضافت: من يريد تعُلم شيء يستطيع فعله من خلال عصر الإنترنت، لن ينقذك أحد، كل إنسان ينقذ نفسه، والآن تستطيع صناعة فيلم بالموبايل، تستطيع الكتابة والمحاولة أكثر من مرة، أهم شيء عدم الاستسلام.
وتابعت علا رشدي أيضا: العمل على الشخصيات أصبح عميقا للغاية، فمع الكتابة والبحث تظهر الأعمال حقيقية.، ولقد تأثرت بمشاهدتي للأفلام منذ الطفولة، لذلك كل طفل وله شخصيته الخاصة، واستيعابه فلا توجد قاعدة واحدة للجميع.
وأشارت إلى أن تجربة المشاهدة الجماعية في (ليالي ميدفست) السينمائية شعور مختلف يجعلك تعيش مع الشخصيات داخل العمل بكل تفاصيله، والطاقة التي تأتي ممن حولك تكون مختلفة للغاية، مشيرة أن هناك ترابط بين الصحة والسينما، فكل الشخصيات لديها مشاكل نفسية أو صحية.
(ليالي ميدفست) تفتح الباب للتغيير
أما المخرجة نادين خان فقالت: لا ارى أنه لابد أن يكون هناك رسالة في الأفلام!، مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي، فالشخصيات هي من استطاعت إيصال هذه الرسائل من خلال تفاصيلهم، وكل شخصية لها صراعها الخاص.
وأضافت: المركزية شيء مؤسف للغاية في كل شيء، وليس في الفن فقط، واتمني تغيير هذا الوضع، وفعاليات مثل (ليالي ميدفست) السينمائية تفتح الباب لإحداث التغيير ويجب دعمها وتشجيعها، فالصعوبات موجودة داخل القاهرة وخارجها ولكن علينا الاستمرار وعدم الاستسلام لليأس.
وأشارت إلى أن تجربة المشاهدة الجماعية للأفلام في ليالي (ميدفست السينمائية) مختلفة عن المشاهدة بشكل انفرادي، فهي لا تحب التواجد وسط الجمهور دائما، تحب أن تكون معهم إذا كان الفيلم تفاعليا، ولكن بشكل عام كل تجربة ولها شعور مختلف.
وأوضحت أن هناك ارتباط كبير بين الصحة والسينما، فكل الشخصيات السينمائية لها علاقة بالصحة أو صراعات نفسية وطريقة تفاعل كل شخص غير الآخر.
وتابعت: هناك جزء كبير من تكوين الإنسان هو العلاقات سواء في العائلة أو الأصدقاء، وله عامل كبير في تشكيل نفسية الشخص وتؤثر على مسار الحياة وكيفية تعامل كل شخص مع العلاقات.
وأنهت كلامها قائلة: أكثر علاقة أثرت في في السينما كانت في فيلم (زوجة رجل مهم) من خلال علاقة أحمد زكي بميرفت آمين، وكثير غيرها ومعظمها من أفلام والدها المخرج محمد خان.
الغضب والتفكير
كان لحديث الدكتور (نبيل القط) تجاوبا كبيرا من الجمهور حيث قال: سعدت باختيار هذه الأفلام الأربعة في (ليالي ميدفست)، لأنها تغطي تيمة العنف، والذكورة بكل تشكيلاتها الواسعة.
فمن أول فيلم يتحدث عن شاب لا يريد الزواج، وقد ظهر في شدة الخوف والانهيار، وهذا هو الجديد لإن المتبع أن النساء هن من يخافنا من مسألة الزواج.
وأضاف القط: موضوع الغضب يعد صفة أساسية في كل الأفلام التي عرضت، فالغضب يخرج من منطقة غير شعورية في المخ فتوقف منطقة التفكير.
ولذلك نفعل أشياء لا نشعر بها ثم نندم، ما نستطيع فعله هو العودة للوعي بسرعة.
وتابع: فكرة الاعتراض على الأفلام بسبب النظرة الشرقية يدل على التنوع الثقافي، فالتوجهات العالمية مختلفة ولكن هناك رابط إنساني يجمع الكل مثل العنف، ففيلم (جروب) هو تسجيلي يناقش مسألة العنف بأمر القضاء الأمريكي.
وعن تجربة مشاهدة الأفلام بشكل جماعي قال: تعمق خبرة المشاهدين وتضعهم جميعا في بوتقة واحدة، مضيفاً أن الصحة النفسية جزء أساسي في السينما، لأنها تستطيع إيصال رسائل للجمهور، وتدخل في العقل بسرعة وتجعلنا نعيش خبرة فكرية وجسدية مع لفيلم.
وأنهى الدكتور (نبيل القط) كلامه قائلا: هناك مجهود كبير في صناعة الأعمال في مصر، فالموضوع ليس لوكيشن وإخراج وتمثيل فقط، فهي عملية معقدة للغاية وتستلزم بحث معمق.