(أم كلثوم) تعود من جديد في الاحتفال بـ 100 عام للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا
كتبت: صبا أحمد
كل يوم جديد يولد يؤكد أن (أم كلثوم) لم تمت، ولن تموت، فهي فنانة الشعب التى أعطت فأجزلت العطاء، وقدمت فبذلت بسخاء، ومن خلال صوتها أذابت روحها، ووهبتها لخير وطنها.
عاشت (أم كلثوم) عدة أعمار فنية، كانت فيها همزة الوصل بين أجيال وأجيال، إنها نسيج نادر لا يجود به الدهر إلا بعد أجيال وأجيال، وسيبقى فن أم كلثوم تراثا خالدا تتغنى بد الدنيا، وسيظل مشعلا هاديا يضئ طريق الفن.
منذ أيام تواجدت (أم كلثوم) بقوة من خلال أغنياتها في الاحتفالية التي أقامتها السفارة المصرية بفرنسا، للاحتفال باليوم الوطني لمصر، وبالذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا.
كما احتفلت السفارة المصرية بمرور 100 عام على بداية (أم كلثوم) الفنية، أقيم الأحتفال على مسرح (La salle Gaveau) وهو واحد من أهم المسارح في فرنسا.
وشارك في هذه الاحتفالية الفنية السياسية المهمة، المطربات (مروة ناجي، وريهام عبدالحكيم)، وظهور خاص للسوبرانو العالمية (أميرة سليم).
وبحضور المسئولين الحكوميين، ونواب من البرلمان الفرنسي، وممثلو كبرى الشركات، ومجتمع الأعمال، ووسائل الإعلام، والشخصيات العامة الفرنسية.
فضلا عن السفراء الأجانب المعتمدين لدى فرنسا أو لدى المنظمات الدولية في باريس، وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية ونظمته مؤسسة مرآة للثقافة والفنون.
قوة العلاقات المصرية الفرنسية
قال (علاء يوسف) سفير مصر بفرنسا: (إن الاحتفالية رصدت مدي قوة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وفرنسا والتي بدأت منذ عام 1924.
بالإضافة إلى العلاقات الثنائية التي تربط البلدين، والتي تشمل جميع المجالات مثل الاقتصاد، والتعليم، والتكنولوجيا والثقافة، والفنون وغيرها.
فالعلاقات بين الدولتين تستند بشكل أساسي إلى الاحترام المتبادل وتمتد جذورها عبر التاريخ، وتهدف إلى تحقيق السلام إقليميا ودوليا.
كما أن الاحتفالية تأتي مع الاحتفال بالذكرى الثانية والسبعين لثورة 23 يوليو المجيدة، تلك الثورة المجيدة التي شكلت بمبادئها السامية، ومكتسباتها الوطنية نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر الحديثة.
فهى أعظم ثورات القرن العشرين حيث تجاوز تأثيرها مصر لتصبح نموذجا للحرية للعديد من دول العالم.
وأضاف في كلمته: إن الاحتفال بهذه المناسبة يستدعي سجلا ناصعا لكفاح الشعب المصري العظيم لقيمه ومبادئه الراسخة.
والتي دفعته مرة أخري لتصحيح مسار بلده بمرحلة وطنية خالصة عبر ثورة 30 يونيو 2013، وهى ذات القيم والمبادئ التي أسست الجمهورية الجديدة والتي تعني بأسس التنمية والمواطنة وتعزيز الحرية ودولة القانون.
أميرة سليم والنشيد الوطني
بعد كلمة السفير المصري افتتحت السوبرانو العالمية (أميرة سليم) الاحتفالية، بغنائها للنشيد الوطني المصري والفرنسي، وسط إشادات من الحضور.
وأكدت (أميرة سليم) على شعورها بالفخر بتلك المشاركة البسيطة في احتفالية بتلك الأهمية، والتي تقام تحت رعاية السفارة المصرية في فرنسا.
مشيرة إلي إنها لم تتردد بعد أن تواصلت معها السفارة المصرية في باريس لتمثل بلدها مصر في احتفال بهذه الأهمية.
ريهام عبدالحكيم وأم كلثوم
كما تم الاحتفال خلال هذا اليوم بمرور 100 عام على بداية ابداع أحد الأيقونات المصرية وهي كوكب الشرق (أم كلثوم) وقدمت كل من (ريهام عبدالحكيم، ومروة ناجي) مجموعة أغنيات متنوعة لتلك القامة الكبيرة.
وعبرت ريهام عبدالحكيم عن سعادتها بعودتها بعد طول غياب إلي فرنسا من خلال الاحتفال بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية المصرية الفرنسية.
وأيضا العيد القومي المصري الذي يتوافق مع مئوية بداية غناء كوكب الشرق (أم كلثوم)، ووجهت الشكر للسفارة المصرية بفرنسا.
مروة ناجي وأم كلثوم
بينما أكدت (مروة ناجي) عن شعورها بالفخر لمشاركتها في احتفالية ضخمة لـ (أم كلثوم)، ومرور 100 عام على العلاقات المصرية الفرنسية.
وأيضا الارتباط التاريخي بعودة أغاني (أم كلثوم) مرة أخرى لفرنسا بعد وقوفها على مسرح (الأولمبيا) أكبر مسارح باريس في نوفمبر 1967، ضمن مشروع حفلاتها لصالح المجهود الحربى.
والذى بدأته عقب هزيمة 5 يونيو 1967، ونجحت وقتها الحفلتان نجاحا مدويا، ولاقت أم كلثوم اهتماما لافتا رسميا وشعبيا وإعلاميا في فرنسا.
ولم يكن مرة واحدة بل مرتين، وكان ذلك من العلامات المؤثرة جدا في حياتها كسيدة الغناء العربي.
وقالت مروة ناجي: أنا فخورة بإني أقدم حفل بهذا الحجم، وأشكر السفارة المصرية بأنها تجعل التواصل مستمر بين كل الأجيال لتعرف الأجيال الجديدة تاريخ تلك السيدة وشكرا على ترشيحي للمشاركة فيه.
كتاب يؤكد صداقة مصر وفرنسا
ضمت الاحتفالية أيضا اطلاق كتاب ضخم بعنوان (مصر وفرنسا الذكري المئوية للعلاقات الدبلوماسية) ويستعرض الكتاب العمق التاريخي والصداقة بين البلدين والتي تمتد لـ 100 عام من العلاقات الثنائية.
والتي تشهد تطورا غير مسبوق في العديد من المستويات منها اقتصاديا وعلميا وثقافيا وسياحيا، كما يسلط الضوء على الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين والتي تعد استثنائية، وتم توزيعه في العديد من الأماكن بين مصر وفرنسا.
الحفل نظمته مؤسسة (مرآة للثقافة والفنون)، وكانت تقوم بالتحضير له منذ ما يقرب من خمسة أشهر، للوقوف على كافة التفاصيل لهذه الاحتفالية الخاصة.
وقال عمر الشرقاوي شريك مؤسس في (مرآة): سعداء بالتعاون مع سفارة بلدنا من أجل تنظيم هذه الاحتفالية، وفخورين بتقديم أغاني (أم كلثوم) في قلب باريس.
في (مرآة) نهدف إلى عكس الهوية الحقيقية للمنطقة العربية في العالم من خلال الفن وهو ما نحققه أيضا في هذه الاحتفالية الضخمة.