بقلم الكاتب الصحفي: محمد شمروخ
لم نكد نفيق مما حدث على أثر واقعة صفعة (عمرو دياب)، حتى دوت في الآفاق صفعتان، من يد وعلى وجه (محمد رمضان).
وقيل أن تغيب أصداء صوت الصفعات الثلاثة، إذا بانفجار يهز مواقع التواصل الاجتماعي بموجة كاسحة ضد الكابتن (أحمد شوبير)!
كل هذا يطرح أمامنا ليفرض علينا أن نناقش بجدية، هذا الخلل الذي أصاب العلاقة بين الجماهير والنجوم التى صنعتها وتابعتها ووصلت بهم إلى العنان بما لم يكونوا يحلمون!.
فعمرو دياب ذلك النجم الأكثر شهرة على أرض الغناء العربي، و(محمد رمضان) كذلك في أرض التمثيل!، وثالثا (أحمد شوبير) على أرض الإعلام الرياضي!
ولا يخفى الهجوم الكاسح من السخرية والسب المقذع من رواد التواصل الاجتماعي، إلى درجة نشر مقاطع فيديو تسخر و(تقل من قيمة) النجوم الثلاثة وأبرزهم (محمد رمضان)، وكأن الجماهير كانت تنتظر أى سقطة من أحدهم لتنفجر بكل ما في صدورها من حنق وضيق في وجوههم!
وهذا يطرح على مائدة الحوار أن نبحث في كيفية استقبال الجماهير للتصرفات غير المسئولة، سواء في تصريحات أو بصفعات يهوى بها النجوم على وجنات جماهيرهم!
لكن قبل كل ذلك، هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، وهو عن مدى اعتقاد النجم في إيجابية دور الجماهير في توصيله الى مكانته مع صناعة نجوميته!.
هل حقاً كانت نجومية هؤلاء الثلاثة (على الأقل) منحة من الجماهير صاحبة الحق الأول والأوحد في تنجيم الشخصيات في كل مجال، أم أن هناك اعتبارات وأنظمة صناعة نجومية أخرى، في استخراج النجوم والانطلاق بهم من المناجم الأرضية إلى المجرات الفضايية؟!.
أنهم لا يعبأون بردود فعل الجمهور
فإن كانت الجماهير هى صاحبة هذا الامتياز، فما بال النجوم – وليس شرطاً أن الأمر يتعلق بدياب و(محمد رمضان) وشوبير وحدهم – فلماذا إذن لا يصدر من النجوم ما يؤكد أنهم لا يعبأون بردود فعل الجمهور حتى ينذر رد الفعل بالخطر على مكانهم والعمل على الحط من قدرهم؟!
ولماذا إذن يبدو على الجمهور أنه ينتظر ويتربص ويترصد وقوع أي تصرف من نجم ما، حتى تنفجر الجموع في السب والسخرية لإظهار الحنق وصب جام الغضب؟!
أتراه مرض نفسي جماعى جديد، يمكن أن نصفه بأنه انفصام متبادل بين كلا الطرفين؟!
كذلك هناك سؤال مهم جداً:
لماذا يبدو النجم ضيق الخلق حيال أى من جمهوره؟!
أو لماذا يبدو متسرعا إلى درجة الرعونة، في تصرفاته وتصريحاته؟!
فكلنا شاهدنا واقعة (عمر دياب) والجميع تملكهم العجب من قيامه بصفع الشاب بما لا يمكن أن يتناسب مع ما فعل، حتى لو اعتبرناه متطفلا على أسوأ تقدير، فما حدث من (عمرو) حيال واحد من المعجبين.
يقطع بأن هناك خللاً ما لديه في تقدير أفعال الآخرين والحكم على مقاصدهم كما أن لديه نفس الدرجة من سوء التقدير في الاندفاع في طريقة رد فعله!.
ولو كان لدى (عمرو) من يستشيره من ذوى الخبرة في التعامل مع الجمهور وخاصة من المتيمين به، لربما لم يتعرض لكل هذا الغضب من الجماهير التى جاهرت بسبه وحرضت الشاب المصفوع على تقديم بلاغ ضده.
وبعدم إعطاء أى فرصة للتصالح وهو ما يؤكد ان الجماهير تصاب أيضا بالخلل في ردود الأفعال وكذلك في التقدير وبنفس درجة الحماقة!.
النجومية فقدت الإبهار
ولم يهدأ موضوع (عمرو) بعد ما تردد من أنباء عن التصالح حتى تكرر المشهد بين الفنان (محمد رمضان) مع شاب آخر، ولكن بشكل أكثر ضراوة، إذ تبادل الطرفان الصفع بالأكف في مشادة سريعة، لكنها تدل على خلفيات كثيرة ومريعة!
أولاً: وبشكل عام، فان هذا يؤكد ما سبق ذكره عن حالة (الخلق الضيق) التى تنتاب النجم حيال معجبيه، ما لم يكونوا من الفئات الممتازة.
ثانياً: تؤكد أيضاً أن النجومية فقدت الإبهار لدى الجمهور، فصار المعجب لا يرى في النجم، إلا مجرد (شيء) مشهور لزوم نشر الصورة السيلفى على فيسبوك ولأغراض عديدة، قد يكون من بينها (التحفيل) على الصور وإطلاق الكوميكسات والإفيهات!
ولقد بدأها الشاب المعجب بالسخرية من (محمد رمضان) عندما ذكر لأصدقائه -بصوت واضح ولم يهتم إن كان مسموعا لرمضان أو معاونيه – أنه سيأخذ صورة مع (محمد حمضان) كنوع من الاستخفاف الذي لا يمكن قبوله.
وكان من الممكن أن نعذر (محمد رمضان) في رد فعله، فقط لو كان شخصاً عاديا وليس نجما يقال عنه (ميجا ستار)، لكن هذه (الميجاستارية) نفسها والتي ربما استفزت الشاب لإطلاق اللفظ السخيف على لقب رمضان، هى نفسها التى كان يجب أن تفرض على رمضان أن يكون أشد تماسكا وأكثر حكمة.
فهو ليس (جعفر العمدة) الذي سيأمر أتباعه أن يرقدوا (الواد ع الأرض ويقلعوه الجزمة ويمدوه على رجليه)، لكن محمد رمضان يبدو أنه حذا حذو (عمرو دياب) في الاستغناء عن مستشارين حكماء، وتصرف على أنه (الأسطورة، أو نسر الصعيد)، ليقوم بتثبيت الشباب تثبيته ميرى وطلب تسليم الموبايل.
صفعة خد (محمد رمضان)
وزاد بأن هوى على وجهه بقلم على غرار قلم الباشا معاون المباحث، لكن الولد أسرع برد الصفعة بحركة تلقائية على الخد المقابل ولم يهمه ان يكون خد (محمد رمضان) أم مد الواد (حبيشة).
وإذا برد فعل (محمد رمضان) بتحول إلى مناسبة تاريخية ستذكرها الأجيال طويلاً، حيث سيتحاكى أحفاد الأحفاد من نسل الشاب فيما بعد، بأن جد جدهم ضرب (محمد رمضان) حتة قلم!
وهذا وحده يكفي كعقاب أظن أنه سيقسو على (محمد رمضان) مع كل مناسبة تمر به تذكره بيوم القلم السقع!
أما الواقعة الثالثة وهى بحق يمكن ان نصفها بأنها (ثالثة الأثافي)، فعن ما كان من الاحتفالية التاريخية العظمى الخاصة بالكابتن (أحمد شوبير)، فإنها تستحق دراسة تاريخية نفسية اجتماعية ينكفئ عليها المورخون وعلماء الاجتماع.
فقد أحيا قرار (الشركة المتحدة) بفسخ تعاقد الكابتن (شوبير)، الأمل في نفوس المحبطين بأن هناك ثمة من يشعر بآلامهم وكأن الدولار نزل تانى لخمسة جنيه ونص وكأن الحكومة قررت عدم تحصيل فواتير كهرباء من عموم الشعب المصري، عن كامل فترة تخفيف الأحمال!
فقد أعاد القرار إلى الأجواء روح (تسلم الأيادي)، وإن شاء الله هتتحل كل مشاكلنا من أول قطع النور ولحد سد النهضة!
لماذا يا مدينتي؟!
حقا أنا لست من متابعى الكابتن (شوبير) ولا أى من الإعلاميين الرياضيين (مع عدم الاحتفاظ بأى حاجة)، ذلك لأنى أرى أن الإعلام الرياضى منذ انتشار الاستديوهات التحليلية وتحول اللاعبين والمدربين والصحفيين واى حاجة آخرها (يين) قد أفسد مفهوم الرياضة وإعلامها.
فضلا عن أنه اختصرها في لعبة كرة القدم (التى لا أحبها) خاصةً منذ أن تسبب كثير من نقادها، خاصة المدعين الذين سيطروا على الساحة الإعلامية، ورسخوا ثقافة التسطيح والتفاهة والبذاءة و(التجحيش النقدي) و(الجحشنة الإعلامية) بمناسبة وبدون مناسبة.
وصنعوا من تافهين في مجالات الرياضة الكروية، نجوماً يحتذي بهم أولادنا في البلطجة والبذاءة والجحشنة، أنتجت لنا نماذج على المستويين، الرياضى والإعلامي، ما نعانى منه وسنجنى آثاره المدمرة مستقبلاً وعلى المستويات كافة.
عذراً لا أتهم الكابتن (أحمد شوبير)؛ الذي لم أتشرف بمعرفته؛ بأنه السبب في ذلك، فهذا ظلم شديد لا أرضاه، فالرجل استحق أم لم بستحق، قد وجد نفسه محملاً بدفع فاتورة سداد استهلاك كهرباء لمحافظة بأكملها لم يطبق عليها قرار تخفيف الأحمال!